تغيير شامل في صفوف باريس تحت قيادة إنريكي
يواصل باريس سان جيرمان سعيه لتحقيق الهيمنة الأوروبية رغم التتويج بدوري أبطال أوروبا مؤخرًا حيث لم يتغير عقده مع لويس إنريكي في مواصلة بناء فريق شاب قادر على المنافسة لسنوات طويلة. ويبدو أن هناك ستة لاعبين سيضطرون لتوديع حديقة الأمراء خلال فترة الانتقالات القادمة لفتح المجال أمام أسماء جديدة تحمل طموح النادي الباريسي.
استراتيجية إنريكي تعتمد على التجديد
منذ تعيين لويس إنريكي مدربًا للفريق جعل التركيز منصبًا على تطوير مجموعة من اللاعبين الشباب وتدعيم التوازن بين الخبرة الصاعدة والدماء الجديدة. ولعل هذا التوجه لا يختلف حتى بعد الظفر باللقب الأوروبي، حيث يرى المدرب الإسباني أن مواصلة النمو تتطلب تحرير بعض المراكز وإفساح المجال لمواهب أخرى أكثر ملائمة لإستراتيجية اللعب التي يعتمد عليها في خططه المستقبلية.
ستة لاعبين على أعتاب الباب الخارجي
وبحسب صحيفة "لو باريسيان" المقربة من أروقة النادي العاصمي، فإن هناك ستة لاعبين باتوا على أعتاب الرحيل وهم: ريناتو سانشيز، وميران شكرينيار، وراندال كولو مواني، بالإضافة إلى ثلاثة أسماء أخرى تشمل فابيان رويز وفينيسيوس ميشيل وفيتينا.
ريناتو سانشيز.. إعارة سابقة وبيع قادم
ريناتو سانشيز كان انضم إلى صفوف باريس سان جيرمان بعقد طويل المدى ممتد حتى عام 2027، لكن تجربته لم تصل إلى المستوى المنتظر منه في العاصمة الفرنسية مما دفع الإدارة لإعارته إلى بنفيكا خلال الموسم الماضي. وعلى الرغم من أن العملاق البرتغالي تمتع بخيار شراء اللاعب، فإنه لم يسعى لتفعيل العقد بالسعر المطلوب، مما يؤشر إلى أن مستقبل اللاعب سيبقى بعيدًا عن قلعة الزعماء ويُرجح أن يختار النادي الفرنسي بشكل نهائي بيعه خلال فترة الانتقالات المقبلة.
شكرينيار.. الإصابات حرمه من التألق
ميلان شكرينيار مدافع السلوفاك الذي دخل صفقة قياسية للانضمام إلى باريس سان جيرمان بعد منافسة قوية مع برشلونة تعرض لانتكاسة بسبب الإصابة الطويلة التي أبعدته عن الملاعب لفترات طويلة. وعقب استعادة لياقته، انتقل إلى فنربخشه على سبيل الإعارة بدون أن يثبت جدارته، ولذلك بات من المرجح أن يبحث عن وجهة جديدة تضمن له وقت لعب أكبر وتحديات مختلفة بعيدًا عن الضغوط الباريسية الكبيرة.
كولو مواني.. خيبة الأمل الهجومية
أما راندال كولو مواني فقد شكّل خيبة أمل لقيادة نادي حديقة الأمراء بعد أن ضخت الإدارة مبلغًا يقدر بنحو 80 مليون يورو من أجل ضمه قادمًا من آينتراخت فرانكفورت عام 2023. ومع ذلك، لم يسجل المهاجم الفرنسي الأهداف المتوقعة منه تحت الأضواء الباريسية، الأمر الذي أدى إلى إعارته هذا الموسم إلى يوفنتوس حيث استعاد جزءًا من الثقة بعد أن سجل عددًا جيدًا من الأهداف. ولكن لا يزال سعره السوقي أقل كثيرًا من المبلغ الذي دفعه النادي لأجل التعاقد معه، مما يزيد احتمالية بيعه نهائيًا خلال الميركاتو.
فابيان رويز.. غياب التأثير الفني
فابيان رويز متوسط ميدان منتخب إسبانيا لم يضف ما يكفي من العمق الفني في وسط الملعب رغم إمكانياته الكبيرة وكان قد انضم للباريسي بعد منافسات مرتفعة لتدعيم منطقة صناعة اللعب، لكنه لم يعتمد عليه إنريكي بشكل منتظم وباتت مشاركاته مقتصرة على مناسبات محدودة، الأمر الذي دفع الإدارة للبحث عن مخرج مناسب له خلال الميركاتو.
فينيسيوس ميشيل.. ضيق الفرص يدفعه للرحيل
الاسم الخامس هو فينيسيوس ميشيل نجم وسط الملعب الشاب الذي لم يجد فرصته الحقيقية في ظل تواجد عناصر خبرة شديدة وضغط المنافسة في خط الوسط، فكان يلعب دقائق قليلة مقارنة بالإمكانات التي يمتلكها مما يجعل من الممكن إعارته أو بيعه لفتح صفحة جديدة أمامه وقد يجد ضالته في نادي آخر يمنحه فرصة التطور بأقل ضغط ممكن من ارتفاع سقف التوقعات.
فيتينا.. عدم التكيف مع الدوري الفرنسي
أما السادس فهو فيتينا الوافد من الدوري البرتغالي الذي جلبه النادي بتوقعات كبيرة بعد التألق في صفوف فريقه السابق، لكن مع مرور الوقت ظهر أن قدرته على التكيف مع أسلوب اللعب السريع في الدوري الفرنسي صعبة، ولم يقدم الإضافة المرجوة منه، وهو ما قد يدفع الإدارة للتخلي عنه أو إعارته لقاء بناء قيمة سوقية جديدة تمكنها من استثمار موارده في صفقات أخرى أكثر توافقًا مع متطلبات إنريكي التكتيكية.
بناء فريق جديد يناسب طموحات إنريكي
يعتمد باريس سان جيرمان في خططه على بناء جدار دفاعي صلب يمتاز بقدرة اللاعبين على القراءة المثالية للهجوم الخصم، وهو ما دفعه للبحث عن بدائل أفضل لسانشيز وشكرينيار وفتح الباب أمام دماء جديدة مثل أليكسيس فلورياري والموهوب يانيك كاراجن، لأن الدافع نحو الحفاظ على اللقب الأوروبي يتطلب توازنًا بين سرعة التحول من الدفاع للهجوم والقدرة على الضغط العالي في الملعب.
إعادة هيكلة الخط الأمامي
وعلى الصعيد الهجومي يرى إنريكي أن رحيل كولو مواني وبيع فينيسيوس ميشيل قد يسهل ضم مهاجم مميز أكثر انسجامًا مع طريقة اللعب المبنية على سرعة إيقاع الهجمات المرتدة واستغلال المساحات خلف دفاعات الخصوم، خاصة في البطولات الأوروبية حيث تتطلب الاستمرارية حضور نجوم قادرين على تهديد المرمى من دون تأثر تام بالضغوط الجماهيرية في ملعب حديقة الأمراء.
تعديلات في خط الوسط وفق استراتيجية إنريكي
وفي الوسط يركز النادي على ضرورة الاستحواذ والنجاح في بناء اللعب بعرض الملعب، ولذلك بات ظهور بديل لفابيان رويز وفينيسيوس ميشيل مطلبًا ملحًا، إذ يفضل إنريكي تعزيز صفوفه بلاعبين قادرين على التسديد من خارج المنطقة وتمرير الكرات العرضية بدقة والاستحواذ بأسلوب سلس ومباشر، بينما يملك فيتينا إمكانيات فردية جيدة لكنه لا يملك ثباتًا تكتيكيًا مطلوبًا في شراكة وسط الملعب مع اللاعبين الآخرين.
دور الإدارة في دعم المشروع الجديد
ولا يمكن إغفال الدور الكبير لمجلس الإدارة في صناعة قرارات التخلص من ستة لاعبين قبل جلب آخرين يملكون القدرة على دعم مسيرة النادي الأوروبية محليًا وقاريًا، ويتم التباحث حول الملايين التي سيتم توفيرها من بيع هؤلاء اللاعبين لإعادة ضخها في صفقات من العيار الثقيل تضمن استمرار باريس سان جيرمان ضمن فرق القمة في أوروبا.
التحضير للموسم القادم باكراً
من المتوقع أن يكثف باريس سان جيرمان اتصالاته مع أندية أوروبا والبرتغال للحصول على رغباته في بيع أو إعارة بعض اللاعبين في الأيام القليلة المقبلة، لأن دخول موسم الانتقالات مبكرًا يتيح له الوقت الكافي للتعاقد مع صفقات مدروسة والتخطيط الجيد للموسم القادم الذي يسعى فيه إلى الدفاع عن لقب دوري أبطال أوروبا.
الفوز بالأبطال لا يعني التوقف عن التطوير
في النهاية يثبت باريس سان جيرمان أن الفوز باللقب الأوروبي لا يعني توقفه عن التغيير بل يعزز رغبته في التطور المستمر، ويتجلى ذلك في قائمة ستة لاعبين باتوا على وشك الرحيل لتكون المحصلة فريقًا أكثر تناسقًا وخبرة وشبابًا في آن واحد يمتلك القدرة على التحدي مجددًا في البطولات كافة ويرضي طموحات جماهيره العريضة في استعادة المجد الأوروبي لسنوات طويلة قادمة.
