
في لحظة تأثر بها الجميع داخل أروقة نادي الهلال، أعلن الحارس المخضرم محمد العويس رحيله الرسمي عن صفوف الفريق بعد ثلاثة أعوام ونصف قضاها بين جدران القلعة الزرقاء.
قدم العويس كلمات تحفيزية مؤثرة وجهها إلى زملائه قبل مباراة الهلال والقادسية في الجولة الأخيرة من دوري روشن السعودي للمحترفين موسم 2024–2025، والتي أقيمت في 26 مايو الماضي.
وكان رحيله مرافقًا لانطلاقة تحدٍ جديد مع نادي العلا، حيث يسعى لفرض نفسه كحارس مُميز حتى في ملاعب الدرجة الأولى.
مسيرة حافلة مع الزعيم
منذ انضمامه إلى الهلال في يناير 2022 قادمًا من الأهلي، فرض محمد العويس نفسه كأحد أهم حراس المرمى في الدوري السعودي، بفضل:
- خبرته الدولية: مع منتخب السعودية.
- إحصائياته الرائعة: 12 مباراة بدون أهداف من أصل 20 مشاركة.
- تأثيره الكبير: في تتويج الفريق بـ6 ألقاب خلال مواسمه.
من أبرز هذه الألقاب:
- الدوري السعودي: موسم 2021–2022 و2023–2024.
- كأس السوبر: التي توج بها أكثر من مرة.
- كأس الملك: التي حققها الفريق في ظروف صعبة.
موسم خيب الأمل… ورحيل ضمن التغييرات
على الرغم من إنجازاته، فإن موسم 2024–2025 كان خيب أمل لعشاق الهلال، حيث:
- فاز فقط بكأس السوبر: في بداية الموسم.
- خرج من ربع نهائي الكأس المحلية: وخسر المنافسة على الدوري.
- ودع دوري الأبطال الآسيوي: من الدور نصف النهائي بعد خسارة (1–3) أمام الأهلي.
كل هذه العوامل ساهمت في إعادة النظر بالمشروع الفني، ودفع بعض اللاعبين للرحيل، ومنهم العويس الذي بدأ يفكر في مشروعٍ مختلف.
كلمات وداع لا تُنسى

في أجواء احتفالية حزينة داخل غرفة الملابس، ودع محمد العويس زملاءه بكلمات تحمل معاني الولاء والانتماء:
“لا يمكننا أن نعترف بأن هذا الموسم يليق باسم الهلال، لكننا سننهي آخر مباراة بأقل الخسائر.”
“اسم الزعيم أكبر من أي شخص، سواء كنت أنا أو غيري هنا… يجب أن نثبت للجميع أننا لا نستسلم.”
وكان واضحًا أن كلماته تركت أثرًا كبيرًا على زملائه، الذين خرجوا بفوز مقنع على القادسية بهدفين دون رد، ليضمنوا المشاركة في دوري الأبطال الآسيوي للموسم القادم.
ردود فعل جماهيرية وإعلامية
لم تمر لحظات وداع العويس مرور الكرام على جماهير الهلال، بل امتلأت المدرجات بالأعلام الزرقاء والتصفيق الحار، وتداول المشجعون شعارات تحمل عبارات الشكر والعرفان.
كما تصدر اسمه الصحف حين:
- استبدله مدرب الفريق: في عدة مباريات بسبب إصابات.
- دافع عن شباك الهلال: في أصعب الأوقات.
- نظم الدفاع: تحت الضغوط الكبيرة.
تكريم رسمي من إدارة الهلال
حضر رئيس النادي وأعضاء الإدارة حفل توديع العويس في مقر الهلال، بحضور عدد كبير من مشجعي الشرف ووسائل الإعلام المحلية، وقال الرئيس:
“العويس يمثل نموذجًا للاعب المحترف العربي الذي يجمع بين المهارة والانضباط والخبرة.”
وأكد أن رحيله لا يعني نهاية المشروع، بل هو مجرد بداية لفصل جديد في تاريخ الهلال.
رؤية العويس لمستقبل الهلال

خلال تصريحاته، قال العويس:
“أتمنى أن يكون الحارس الجديد قادرًا على الحفاظ على الشباك نظيفة، ورفع اسم الهلال عاليًا في البطولات المحلية والقارية.”
وشدد على أن:
- المنافسة في آسيا: تتطلب تحضيرًا مختلفًا.
- اللاعبون الشباب: يحتاجون لفرص ذهبية لتطوير مستواهم.
- الإدارة يجب أن تتحرك بسرعة: لتعويض الفراغ في مركز الحراسة.
انضمام العويس إلى العلا… هل هي نهاية أم بداية؟
انتقل العويس مباشرة إلى نادي العلا، الذي استقبله بحفاوة كبيرة.
- الصفقة تشمل مكافآت مالية عالية: تعكس الثقة في خبرته.
- الهدف: تأمين شباك الفريق ودعمه في الصعود إلى دوري الأضواء.
- التحدي: يكمن في التعامل مع دوري أقل مستوى لكنه لا يزال يتطلب الانضباط.
رغم أن البعض رأى في الخطوة تراجعاً، إلا أنها قد تكون نقطة انطلاق جديدة له، خاصةً إذا أراد أن يعيد كتابة مسيرته في مكان يمنحه حرية اللعب والظهور الإعلامي.
الرحيل لا يعني الغياب
رغم انتقاله إلى العلا، إلا أن:
- العويس سيظل جزءًا من المنتخب السعودي: لما يتمتع به من ثقل تكتيكي.
- الجماهير ستتابعه: في مباريات العلا باهتمام.
- الصحافة الرياضية: ستعيد الحديث عن مسيرته في الدوري الأول.
وهو ما يجعل من رحيله مجرد انتقال موقع وليس نهاية مشواره المهني.
خاتمة… بين الذكريات والأمل
تعكس قصة وداع محمد العويس للهلال:
- الروح القتالية: التي لا تزال تسيطر على كيان النادي.
- الإيمان بالانتماء: رغم خيبة الأمل.
- التفاهم بين اللاعبين والإدارة: الذي يبقى عاملاً محوريًا في استقرار الفريق.
أما بالنسبة لجارسيا، فهو الآن أمام تحدٍّ جديد:
- هل سيستخدم العلا كمحطة لإعادة ترتيب أولوياته؟
- أم أنه سيكتب فصلاً من التاريخ المحلي بقميص فريقٍ طموح؟
الوقت فقط سيجيب، لكن الواضح الآن أن: “الزعيم” لن ينساه، ولن يوقف العويس البحث عن المجد، حتى لو جاء من بوابة فريقٍ صاعد.