يعيش مدافع النصر محمد آل الفتيل هذه الأيام لحظات حاسمة في مسيرته بعد دخوله الفترة الحرة من عقده مع النادي.
وهذا الواقع يمنحه الحق الكامل في التفاوض مع أي فريق آخر للانضمام إليه في الموسم المقبل، ويضع الطرفين أمام خيارين:
- إتمام الصفقة بشروط مقبولة: من حيث المدة والراتب.
- أو الانفصال النهائي: بسبب عدم التوصل إلى اتفاق متبادل.
الخطوة الأولى… التركيز على اللاعبين الأساسيين
مع تولي الإسباني فيرناندو هييرو ملف التجديدات والانتقالات، ظهرت أولويات واضحة تتعلق بـ"استقرار القاعدة المحلية"، خاصةً بعد فقدان أحد الأعمدة الدفاعية الأساسية، علي لاجامي، الذي انتقل إلى الهلال مقابل راتب مرتفع.
ومن هنا، أصبح الحفاظ على محمد آل الفتيل هدفًا استراتيجيًا لإدارة النصر، التي ترفض فكرة التفريط في عناصرها الرئيسية دون تعويضها ببدائل توازي أدوارهم.
عرض النصر وطلب اللاعب
قدم النصر عرضًا واضحًا لآل الفتيل يتضمن:
- موسم واحد: فقط.
- راتب 5 ملايين ريال: سعودي سنويًا.
في المقابل، يرغب اللاعب في:
- تمديد العقد لموسمين: بدلاً من موسم واحد.
- رفع الراتب إلى 12 مليون ريال: (6 ملايين لكل موسم).
وهذا الفارق المالي والاستراتيجي يعكس تحديات التعاقدات المحلية في سوق السعودي، حيث لا يمكن للأندية دائمًا الدخول في صفقات طويلة الأمد أو مرتفعة التكلفة.
موقف الإدارة من العقود الطويلة
تشير المصادر داخل النادي إلى أن:
- الإدارة تفضل العقود القصيرة: لضمان المرونة وتقييم الأداء قبل التمديد.
- الميزانية الحالية: لا تسمح بالالتزام برواتب عالية لعقود طويلة.
- وجود شكوك حول استمرارية المستوى: أمام الفرق الكبيرة يجعل القرار أكثر تعقيداً.
رغم تألقه في بعض المباريات وتصديه لهجمات خطيرة، فإن هناك تردداً حول ضمان مستواه المنتظم، مما يجعل الإدارة ترى أن العقد الموسمي كافٍ لتحديد مستقبله.
غياب العروض الخارجية… حتى الآن
على الرغم من الحديث عن اهتمام أندية أخرى بخدمات اللاعب، إلا أن:
- لا توجد عروض رسمية: تفوق أو توازي طلباته المالية.
- السوق المحلي: هو الخيار المتاح حالياً للاعب.
- الزخم الإعلامي: كبير، لكن لا توجد جهة جاهزة للتدخل بشكل رسمي.
وهذا الواقع يجعل اللاعب في موقف "انتظار" حتى اللحظات الأخيرة من السوق الصيفي، وهو ما يزيد من حدة الترقّب حول قراره النهائي.
رد فعل اللاعب وإجراءات الوكالة
ظهر آل الفتيل متحفظًا في إظهار موقفه الرسمي، واكتفى بنشر رسائل غير مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعبّر عن تقديره لمسيرته الاحترافية مع النصر.
من جانبه، أكد مصدر مقرب من وكيل أعماله أن اللاعب:
“يحافظ على هدوءه، ويفضل التفاوض بعيدًا عن الضغوط، ويُقيّم الخيارات بعناية.”
وأضاف:
“بين الاستقرار المادي مع النصر، أو خطوة انتقالية قد تفتح له أبواب الدوري الممتاز أو المنافسة على البطولات، اللاعب ينتظر الإشارة الواضحة من الطرفين.”
النقطة المحورية… هل سيُعيد هييرو حساباته؟
يتواصل الإسباني فيرناندو هييرو مع اللاعب شخصيًا، ضمن خطة إعادة ترتيب الأولويات في النادي، وهو ما يعكس الثقة الممنوحة له في اتخاذ القرارات.
الهدف:
- إبقاء لاعب محلي مؤثر: في الخط الخلفي.
- تجنب فتح باب التساؤلات: حول قدرة النصر على الحفاظ على نجومه.
- تعزيز الروح الجماعية: بتجديد الثقة مع اللاعبين الشباب.
لكن الوقت يضغط، والقرار يجب أن يُتخذ قبل نهاية الشهر الحالي.
التأثير على سوق الانتقالات السعودي
يُعد ملف تمديد عقد محمد آل الفتيل مؤشرًا مهمًا على:
- جدية النصر في الحفاظ على القاعدة السعودية: وقدرته على موازنة الرواتب.
- اختبارًا حقيقيًا لإدارة هييرو: في التعامل مع مفاوضات محلية حساسة.
- مقياسًا لقوة السوق السعودي: في تقييد اللاعبين بالعروض المالية.
وإن فشلت المفاوضات، فقد يتجه النادي نحو البحث عن بديل قادر على:
- التكيف السريع: مع خطة المدرب.
- تقديم مستوى يُضاهي: ما قدّمه اللاعب في الموسم الماضي.
خاتمة… حسم قريب أم رحيل؟
تبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد مصير محمد آل الفتيل:
- الخيار الأول: البقاء مع النصر بعقد موسمي يُتيح له حرية التجربة.
- الخيار الثاني: الرحيل نحو نادٍ جديد يقدّم له الشروط التي يريدها.
والجميع في المملكة – مشجعون، صحافة، وإدارات – يترقبون: هل سينجح هييرو في تسوية هذا الخلاف؟ أم أن النصر سيبدأ موسمه الجديد دون أحد عناصره الدفاعية الأساسية؟
الوقت يُسرق اللحظات، والقرار آتٍ.
