في موسم تميز بالأرقام الشخصية المذهلة وبالدور البارز الذي لعبه داخل جدران ريال مدريد رغم إخفاقات الفريق الجماعية يقترب كيليان مبابي من الظفر بجائزة الكرة الذهبية لأول مرة في تاريخه وفق رؤية الإعلامي الإسباني جوسيب بيدريرول مقدم برنامج إل شرينجيتو الذي عاد ليؤكد أن فوز الميرينغي بلقب كأس العالم للأندية سيكون النقطة الفاصلة لحسم السباق لصالح النجم الفرنسي
موسم فردي استثنائي
وبعكس التوقعات التي ربطت موسم مبابي الأول مع الملكي بحصيلة كبيرة من الألقاب الجماعية اتضح أن أهم إنجازات مبابي كانت فردية في مقدمتها حصده لقب هداف الدوري الإسباني بعد أن سجل 30 هدفا في الليغا وبذلك حطم رقما لم يحققه مهاجم في موسم واحد منذ عقود كما نجح في تسجيل 43 هدفا بكافة البطولات بينها أهداف قاتلة ومنوعة على غرار ضربات الرأس والتسديد الخارج من الصندوق وتعددت لحظات التألق أمام الأندية الكبيرة كالبرشلونة وأتلتيكو مدريد
الحذاء الذهبي الأوروبي
وفي نهاية الموسم لم يتوقف الحديث عن جائزة الحذاء الذهبي الأوروبي التي حصدها مبابي متفوقا على محمد صلاح لاعب ليفربول وهاري كين مهاجم بايرن ميونخ وفيكتور جيوكيريش نجم سبورتينج لشبونة بعد أن جمع 43 هدفا في الدوري الإسباني وحده مما وضعه في صدارة هدافي الدوريات الكبرى للمرة الأولى في مسيرته مع فريقين كبيرين هما باريس سان جيرمان وريال مدريد
التأثير الإعلامي والتقييم الفني

وأثارت تلك الأرقام ضجة في أوساط متابعي الجائزة الأبرز للأفراد حيث لم يتوقف بيدريرول عن التذكير بأن الكرة الذهبية تعتمد على معايير فنية وإعلامية وهيمنة اللاعب على المشهد طوال الموسم وليس على الألقاب الجماعية فحسب وأضاف بيدريرول عبر شاشات إل شرينجيتو أن فوز النيراتزوري أو البافاري أو الريال بلقب كأس العالم للأندية سينعكس على ملف التقييم بشكل مباشر ويمنح مبابي الأفضلية على غريمه محمد صلاح والوافد الجديد لبرشلونة لامين يامال إضافة إلى جواو فيليكس الذي تألق مع فريقه التاريخي
تحدي كأس العالم للأندية
ويرى محللون أن خطوة كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة ستجعله أمام مهمة إثبات شخصية على الصعيد القاري لتبدد تحفظات لجان التصويت حول قدرته على قيادة فريقه إلى لقب قاري وسط تزايد الزخم الإعلامي حيث تفتتح مباريات ريال مدريد في المونديال بمواجهة الهلال السعودي الذي قدم هو الآخر مستوى لافتا في دوري أبطال آسيا قبل أن يلتقي لاحقا مع باتشوكا المكسيكي وريد بول سالزبورج النمساوي
طموح فرنسي جديد
ويتزامن هذا الفرص النادرة مع رغبة مبابي في كتابة اسمه كأول لاعب فرنسي يفوز بالكرة الذهبية منذ زيدان وكبار نجوم جيله ومنهم مودريتش وكريستيانو رونالدو وليونيل ميسي الأمر الذي سيجعله غاية في قوة ملفه إذا نجح في تقديم إسهامات نوعية على مستوى صناعة اللعب بالتمريرات الحاسمة أو القدرة على قلب النتيجة في المباريات الحاسمة خاصة أن الجماهير والإعلام سيقفون أمامه طوابير من الأسئلة إن لم يتمكن من الظهور بنفس الثبات على الصعيد الفردي والجماعي
مؤشرات التصويت

وتشير مؤشرات التصويت الأخيرة إلى أن مبابي يتصدر اختيارات أبرز الصحفيين في إيطاليا وألمانيا وإنجلترا وإسبانيا وبنسبة متقدمة تفوق مانشستر سيتي وليفربول وباريس سان جيرمان ما يؤكد أن جائزة الموسم الماضي لم تكن من نصيب النجم الفرنسي نتيجة ابتعاده عن الأضواء بعد انتقاله القاتل للريال لكنه أعاد استعادة وهج التألق في الختام مع بداية الموسم الحالي
دعم من الكبار
ومع اقتراب موعد الحفل السنوي بات واضحا أن ملف مبابي قد يشتمل أيضا على دعم من المشاهير وشخصيات عالمية بارزة مثل كريستيانو رونالدو الذي سبق أن توج بالجائزة خمس مرات أو ليونيل ميسي حامل الرقم القياسي وفيصل الفهيد من الفيفا وغيرهم ممن يتولون جزءا من عملية التصويت وهو ما يزيد من أهميته ويعطيه زخما مبكرا قبل أن تتضح الصورة النهائية بعد انتهاء المعارك القارية
في النهاية
تبدو خطوة كأس العالم للأندية الفاصلة عاملاً حاسمًا ليس فقط لتتويج مبابي أو لرفع سقف التحدي أمامه بل لفتح صفحة جديدة في تاريخ الكرة الذهبية التي طالما ارتبطت بالأسماء الأوروبية والعناوين الكبرى في دوري أبطال أوروبا ومنح فرصة للنجم الفرنسي ليصنع الفارق ويغير قواعد اللعبة كلها وليصبح رمزا جديدا لمسيرة التقدير الفردي في كرة القدم العالمية.