في ظل سلسلة من التحركات التي أجراها نادي برشلونة لتعزيز مركز حراسة المرمى خلال فترة الانتقالات الصيفية، تبرز عثرة غير متوقعة في صفقة التعاقد مع الشاب الإسباني جوان جارسيا، الذي برز بشكل لافت مع نادي إسبانيول على مدار الموسمين الماضيين.
وعلى الرغم من تأكيد رغبته الواضحة في الرحيل عن الفريق الأزرق والأبيض، فإن البُعد العائلي لللاعب قد يقف حجر عثرة أمام انتقاله إلى “كامب نو”، ما يطرح تساؤلات حول مدى قدرة برشلونة على تجاوز هذا القيد الشخصي وتأمين بديل مناسب للألماني مارك تير شتيجن.
ارتباط لا ينفصل… الأولويّة الأولى هي العائلة
كشف الصحفي المتخصص في سوق الانتقالات “جيرارد روميرو” عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي أن جوان جارسيا يضع عائلته في صدارة أولوياته، ويحرص على ضمان فرصة حضورهم مباراته ضمن صفوف إسبانيول كلما لزم الأمر.
ويرى كثيرون أن تكرار مشاهدة والديه وأفراد أسرته في المدرجات كان دعامة نفسية قوية للاعب، الذي صرح سابقاً:
“لقد مررنا بظروف صعبة، لكن اللحظة الأهم هي اعتزازي بما قدمته هنا، وإنجاز البقاء في الدرجة الأولى.”
برشلونة يبحث عن بديل مستقر
يأتي هذا الملف في وقت يسعى فيه برشلونة لإيجاد بديل طويل الأمد لتير شتيجن، الذي يواجه منافسة داخلية متزايدة، في ظل عدم وضوح مصير فويتشيك شتشيسني ومدى استعداد الإدارة لتجديد عقده.
- الحاجة الفنية: تعزيز خط الدفاع بحارسٍ قادر على قراءة اللعب والتواصل مع الخط الخلفي.
- الضغط الإداري: إدارة تأمل في تدعيم الموقع بصفقة مضمونة قبل انطلاق الموسم الجديد.
وكل هذه العوامل تضيف مزيداً من الضغط على إدارة البلوجرانا لإتمام صفقة حارس مرمى مميز سريعاً.
سيناريو التأجيل أو الفشل
تشير المعطيات إلى احتمال تأجيل الصفقة أو حتى فشلها، في حال عدم تمكن برشلونة من الالتزام بتفاصيل حياة اللاعب الشخصية.
فإلى جانب الجوانب المالية والفنية، يتعين على إدارة النادي تفهم متطلبات جارسيا العائلية وتوفير أي تسهيلات قد يطلبها، لضمان موافقته النهائية على الرحيل.
من بين هذه التساؤلات:
- هل يُفكر برشلونة في توفير تذاكر دائمة لعائلة اللاعب؟
- أم أنه سيضطر للتراجع لصالح خيار أكثر مرونة مثل إيميليانو مارتينيز؟
خيارات بديلة في السوق
في ظل هذه العقبة المحتملة، لا يقتصر اهتمام برشلونة على جارسيا وحده، بل يتجه أيضاً نحو حارس منتخب الأرجنتين إيميليانو مارتينيز، المنضم إلى أستون فيلا.
شوهد الأخير في مدينة برشلونة برفقة عائلته يوم الإثنين الماضي، ما أعاد إلى الأذهان إعادة ترتيب الأولويات بين:
- الخيار المحلي: جوان جارسيا، المنتج من أكاديمية إسبانيول والمقرب من ثقافة الليجا.
- الخيار الدولي: مارتينيز، الحائز على كأس العالم 2022، والذي يتمتع بخبرة أكبر في البطولات الكبرى.
ردود فعل الساحة الكتالونية
لم يتأخر أنصار برشلونة عن إبداء آرائهم عبر مواقع التواصل، حيث انقسموا بين:
- فريق يرى في جارسيا “ضرورة ملحّة” لارتباطه بالثقافة المحلية وقربه من مشروع التطوير الفني للنادي.
- فريق آخر يطالب بحسم ملف تير شتيجن وتجنب أي جدل داخلي قد يؤثر على غرفة الملابس.
ومن المتوقع أن تتابع وسائل الإعلام الرياضية العالمية بشغف تطورات هذا الملف، خاصةً مع تصاعد الحديث عن “مفاوضات معقدة” و”مطالب عائلية” تُعيد تحديد وجهة التحرك الكتالوني.
الأفق المفتوح للميركاتو
يبقى السوق الصيفي فرصة ذهبية لإعادة بناء المنظومة الدفاعية في برشلونة بعد سنوات من التذبذب على مستوى الحراسة.
وقد يساهم تأمين بديل يوازن بين الكفاءة الفنية والظروف الشخصية للاعبين في تحقيق الاستقرار الذي يبتغيه النادي.
غير أن القرارات النهائية ستعتمد على مستوى المرونة التي تُظهرها إدارة البلوجرانا، سواء في التعامل مع متطلبات جارسيا، أو في التوجه نحو خيارات أكثر مباشرة وأقل تعقيداً مع مارتينيز أو حراس آخرين قد يطفون على السطح.
خاتمة: هل ينجح برشلونة في التفاوض مع القلب؟
وسط هذا المشهد، يبقى السؤال الأبرز: هل سينجح برشلونة في إيجاد صيغة توافقية ترضي الطرفين، أم ستتحول “مطالب العائلة” إلى السبب الرئيس في ضياع فرصة حسم صفقة طال انتظارها خلال ميركاتو الصيف المقبل؟
الشهور القادمة وحدها كفيلة بكشف الستار عن هذا اللغز الكروي الذي قد يحدد وجهة حراسة المرمى في “كامب نو” لسنوات قادمة.
