بعد فوزه الثمين 1-0 على ملعب الإمارات في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا
بات باريس سان جيرمان على أعتاب بلوغ المباراة النهائية للمرة الثانية في تاريخه، لكن الشغل الشاغل قبل مواجهة الإياب الأربعاء (30 أبريل) في حديقة الأمراء كان حول الحالة البدنية لجناحه عثمان ديمبيلي وعلاقة مدربه السابق برشلونة بمباراة النهائي المحتملة.
ديمبيلي يتعافى بسرعة
غادر ديمبيلي ملعب “الإمارات” وهو يعاني من آلامٍ بإحدى الفقرات القطنية بعد تسجيله هدف الفوز، ما أثار شكوكًا حول إمكانية مشاركته في لقاء العودة. غير أن المدرب لويس إنريكي وضع حدًّا لهذه التكهنات في المؤتمر الصحفي قائلاً:
“عُثمان تدرب في اليومين الماضيين بشكلٍ طبيعيٍ. لا توجد أية مشاكل، وسيكون جاهزًا بنسبة 100% للمشاركة غدًا.”
وأضاف المدرب الإسباني:
“هذا الموسم علّمنا ألا نقلّل من قدر أي لاعبٍ يشارك. ديمبيلي يمتلك خبرةً استثنائيةً وسنحتاجه لمحاولة تكرار إنجاز الإمارات.”
الطريقة المثالية لإيقاف جود بيلينجهام
كشف إنريكي عن الخطة التي يعتمدها لاحتواء مفاتيح خط وسط آرسنال بقيادة جود بيلينجهام:
“هدفنا هو عدم ترك حريةٍ للاعبهم الصاعد وصانع لعبهم. سنضغط عليه بلا هوادة في منتصف الملعب ونمنع انتقال الكرة السريع الذي يعتمدون عليه.”
وواصل:
“هيمنة الذهاب كانت قائمةً على السيطرة على الارتكازات الدفاعية والاستفادة من خبرة ديمبيلي في التحولات الهجومية. سنطبق الأمر نفسه أمام جماهيرنا.”
الأفضلية لباريس سان جيرمان
رغم أن نتيجة الذهاب تُعطي بارك السلطة بنسبة تأهلٍ تبلغ 60% حسب الإحصائيات (فوز 1-0 خارج الديار)، يرفض إنريكي الانغماس في الحسابات الرياضية:
“لست مهتمًا بالأرقام والإحصائيات. الأفضلية لمن يستحقها داخل الملعب. قدمنا مباراة كبيرة على أرض المنافس، والآن حان دورنا لحسم التأهل على أرضنا.”
وأكد المدرب:
“نعلم أننا في مستوىً نتمناه دائمًا كل موسمٍ. هذه البطولة غاليةٌ جدًا علينا ومستعدٌّون لتكرار الأداء الجيد أمام 51 ألف متفرجٍ غدًا.”
ماضي إنريكي مع برشلونة لا يغيّر طموحه
أثار سؤالٌ حول إمكانية مواجهة برشلونة في النهائي استدعاء ذكريات إنريكي كلاعبٍ ومدربٍ مع العملاق الكتالوني، فأجاب بدهشةٍ مختلطةٍ بحميمية المشاعر:
“بالطبع لديّ ماضٍ في برشلونة لا أنساه. درست في أكاديمية “لاماسيا”، وعشت أروع لحظات مسيرتي هنا كلاعبٍ ومدربٍ. لكن الآن هدفي الوحيد هو التأهل للنهائي. وبعدها… سنتمنى التوفيق للفريقين المتأهلين.”
وخلص إلى القول:
“ستبقى علاقتي ببرشلونة عاطفيةً وشكرًا لهم. لكن مصيري مهُماً يؤمن برشلونة أو آرسنال، نحن هنا لكتابة تاريخٍ جديدٍ لباريس سان جيرمان.”
خلف الكواليس: كيف استعاد ديمبيلي ثقته؟
حسب مراسل “ماركا” باريس أريك ديلغادو، كان ديمبيلي يمر بفترةٍ صعبةٍ تكتيكيًا بعد تأخره في التأقلم مع أفكار إنريكي:
- اللياقة: ارتفع معدل تسديداته ومتوسط مسافة ركضه إلى 10.5 كلم/مباراة.
- الإنتاجية: أصبح ثاني هدافي الفريق في دوري الأبطال هذا الموسم بثلاثة أهدافٍ بعد مبابي (5).
- العلاقة التكتيكية: انخرطه في الضغط العالي مع وسط الملعب، بدلًا من التركيز على المواجهات الفردية.
ووفق “موندو ديبورتيفو”، فإن أسرار تألق ديمبيلي تعود جزئيًا إلى جلساتٍ علاجٍ وتأهيلٍ خاصةٍ بعد الإصابة التي لحقت به في ديسمبر الماضي، إضافةً إلى محاضراتٍ نفسيةٍ مع أخصائيي اللياقة الذهنية داخل النادي.
السيناريوهات الكاملة قبل الإياب
- فوز باريس بأي نتيجةٍ: تأهل آليًّا.
- هزيمةٍ بفارق هدفٍ (1–2 مثلاً): الذهاب سيرتب الفوز 2–1 لطرفيْ الذهاب والإياب (2–2 في مجموع المباراتين)، وتُحتكم للوقت الإضافي.
- هزيمةٍ بأكثر من هدفٍ: خروجٌ محتملٌ، لكن سيطرة إنريكي الدفاعية يسعى لتفاديها.
وفي حال بلوغ النهائي، سيواجه الفائز من قمة برشلونة وإنتر ميونخ، بعدما تعادلا 3–3 في الذهاب ويدخل لقاء الإياب الثلاثاء في سان سيرو.
ختامًا
تظل مباراة الإياب اختبارًا فعليًا لمدى قدرة باريس سان جيرمان على ترجمة أفضليته على الورق إلى واقع، معتمدةً على جاهزية عثمان ديمبيلي واستراتيجية لويس إنريكي التكتيكية والنفسية. وسواء صمدت شجرة “حديقة الأمراء” أم انقلبت لصالح ضيفها اللندني، ستكون الملاعب الأوروبية قد شهدت فصلاً جديدًا في ملحمة أبطال القارة هذا الموسم.
