سيناريو الفوز وظلال الإحباط
على الرغم من فوز إنتر ميامي الكاسح بنتيجة 4-1 على نيويورك ريد بولز في الدوري الأمريكي الأسبوع الماضي، بدا القائد الأرجنتيني ليونيل ميسي غاضبًا وغير راضٍ في نهاية اللقاء، حيث انسحب سريعًا من أرض الملعب بعد صافرة النهاية دون المشاركة في الاحتفالات. وقد أثار هذا التصرف تساؤلاتٍ كثيرةً حول شعور ميسي بالإحباط من مردود زملائه، خاصةً وفقًا لتحليل المهاجم الأمريكي السابق هيركوليس جوميز الذي تابع المباراة عن قرب.
قراءة فنية: لماذا انزعج “البرغوث”؟
يُركّز ميسي دائمًا على تمريراته الحاسمة وتوقّعاته لحركة الزميل قبل حتى استلام الكرة. يوضح جوميز:
“ميسي يستلم الكرة ويعرف تمامًا إلى من سيمررها ويبدأ بالتحرك وفقًا لذلك. سرعة انطلاقه واتجاهه يتحددان بالمجاري التي يفتحها له زملاؤه. عندما يمرّر الكرة إلى أندريس إنييستا الجديد – أفلا بيكولت أو أحد نجوم الفريق – يتوقع أن يستلمها ويعيدها إليه، فيمنحه ذلك حافزًا للجري. أما إذا مررها إلى لاعبٍ لا يتحرك أو لا يطمئن ميسي إلى قدرته على إعادة الكرة، فتراه يتوقف، لأن الثقة غير موجودة.”
في إحدى لقطات اللقاء، حاول ميسي تبادل الكرة بسرعةٍ مع فافا بيكولت داخل منطقة الجزاء، إلا أن الأخير اكتفى بحملها دون تمريرها، فظهر على وجه ميسي علامات الاستياء. يضيف جوميز:
“يوجد الآن نوعٌ من الملل والضجر لدى ميسي. أعتقد أنه لم يتوقع هذا المستوى من عدم الانسجام عند انتقاله إلى إنتر ميامي، حيث كان الطموح بأن يبني فريقًا متجانسًا حوله.”
أزمة نتائج وتعثر قاري
لم تنحصر مشاكل إنتر ميامي على سوء التفاهم بين لاعبيه، إذ عانى النادي في الأسابيع الماضية من نتائجه على صعيد البطولات الأخرى. بعد خروجه من دوري أبطال الكونكاكاف بهزيمةٍ ثقيلةٍ أمام فانكوفر وايتكابس بنتيجة 5-1 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، خسر الفريق أيضًا 4-3 أمام إف سي دالاس، محققًا ثلاث هزائم متتاليةٍ للمرة الأولى هذا الموسم.
هذه الإخفاقات القارية والمحلية تمثل ضغطًا إضافيًا على ميسي وزملائه، خصوصًا مع ارتفاع سقف التوقعات بعد استقدام الأسطورة الأرجنتينية في الصيف الماضي. ويعرف الجميع أن الحفاظ على استقرار النتائج والإيقاع القتالي أمرٌ بالغ الأهمية في دوريٍ يتسم بالإثارة والتقلبات كما الحال في “الملاعب الخضراء” الأمريكية.
هل من حلول سريعة؟

يعتقد بعض الخبراء أن على مدرب إنتر ميامي، خافيير بيسيرو، أن يعزز الخيارات الفنية خاصةً في الأطراف الأمامية ووسط الملعب، ويشجع اللاعبين على قراءة نوايا ميسي بشكلٍ أسرع. كما يقترحون تفعيل التمارين التكتيكية لتعزيز التفاهم الجماعي، بحيث يصبح الزملاء على درايةٍ كاملةٍ بتمريرات ميسي واستثماراته في بناء الهجمات.
ويقول جوميز في تحليله النهائي:
“الضغط مرتفع، والبطولات التي يحملها ميسي معه تعطيه شعورًا بأنه يستحق مساندةً أكبر. إن لم تتراجع نسبة الأخطاء الفردية، وترتفع سرعة انطلاق لاعبي إنتر ميامي في الملعب، فلن يكون الفوز على نيويورك ريد بولز سوى مجرد إنجازٍ عابرٍ في موسمٍ قد يكتنفه الانتكاسات.”
نظرة إلى المستقبل
يبقى أن نترقب كيف سيستعيد إنتر ميامي توازنه المعنوي، قبل مواصلة الرحلة في كأس الولايات المتحدة وأدوارٍ أخرى في الدوري الأمريكي. بالنسبة لميسي، يبدو واضحًا أنه لا يقبل بأقل من التوافق التام مع زملائه، وهو ما قد يدفعه للمطالبة بصفقاتٍ جديدة قبل نهاية سوق الانتقالات الصيفية، إذا ما رأت الإدارة ضرورةً في ذلك لتخفيف العبء عنه.
في الختام، فإن إحباط ميسي في نهاية مباراة نيويورك ريد بولز لا يعكس فقط خيبة أمله من نتائجٍ متواضعةٍ أحيانًا، بل يُبرز حاجته لدعمٍ جماعيٍ لا يقلّ عن براعته الفردية، ليواصل صناعة الفارق في الولايات المتحدة كما فعل في الملاعب الأوروبية طوال مسيرته اللامعة.
ليونيل ميسي يظهر علامات الاستياء في إنتر ميامي: إشاراتٌ واضحة من “البرغوث” لحاجته إلى دعمٍ أكبر

سيناريو الفوز وظلال الإحباط
على الرغم من فوز إنتر ميامي الكاسح بنتيجة 4-1 على نيويورك ريد بولز في الدوري الأمريكي الأسبوع الماضي، بدا القائد الأرجنتيني ليونيل ميسي غاضبًا وغير راضٍ في نهاية اللقاء، حيث انسحب سريعًا من أرض الملعب بعد صافرة النهاية دون المشاركة في الاحتفالات. وقد أثار هذا التصرف تساؤلاتٍ كثيرةً حول شعور ميسي بالإحباط من مردود زملائه، خاصةً وفقًا لتحليل المهاجم الأمريكي السابق هيركوليس جوميز الذي تابع المباراة عن قرب.
قراءة فنية: لماذا انزعج “البرغوث”؟
يُركّز ميسي دائمًا على تمريراته الحاسمة وتوقّعاته لحركة الزميل قبل حتى استلام الكرة. يوضح جوميز:
“ميسي يستلم الكرة ويعرف تمامًا إلى من سيمررها ويبدأ بالتحرك وفقًا لذلك. سرعة انطلاقه واتجاهه يتحددان بالمجاري التي يفتحها له زملاؤه. عندما يمرّر الكرة إلى أندريس إنييستا الجديد – أفلا بيكولت أو أحد نجوم الفريق – يتوقع أن يستلمها ويعيدها إليه، فيمنحه ذلك حافزًا للجري. أما إذا مررها إلى لاعبٍ لا يتحرك أو لا يطمئن ميسي إلى قدرته على إعادة الكرة، فتراه يتوقف، لأن الثقة غير موجودة.”
في إحدى لقطات اللقاء، حاول ميسي تبادل الكرة بسرعةٍ مع فافا بيكولت داخل منطقة الجزاء، إلا أن الأخير اكتفى بحملها دون تمريرها، فظهر على وجه ميسي علامات الاستياء. يضيف جوميز:
“يوجد الآن نوعٌ من الملل والضجر لدى ميسي. أعتقد أنه لم يتوقع هذا المستوى من عدم الانسجام عند انتقاله إلى إنتر ميامي، حيث كان الطموح بأن يبني فريقًا متجانسًا حوله.”
أزمة نتائج وتعثر قاري
لم تنحصر مشاكل إنتر ميامي على سوء التفاهم بين لاعبيه، إذ عانى النادي في الأسابيع الماضية من نتائجه على صعيد البطولات الأخرى. بعد خروجه من دوري أبطال الكونكاكاف بهزيمةٍ ثقيلةٍ أمام فانكوفر وايتكابس بنتيجة 5-1 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، خسر الفريق أيضًا 4-3 أمام إف سي دالاس، محققًا ثلاث هزائم متتاليةٍ للمرة الأولى هذا الموسم.
هذه الإخفاقات القارية والمحلية تمثل ضغطًا إضافيًا على ميسي وزملائه، خصوصًا مع ارتفاع سقف التوقعات بعد استقدام الأسطورة الأرجنتينية في الصيف الماضي. ويعرف الجميع أن الحفاظ على استقرار النتائج والإيقاع القتالي أمرٌ بالغ الأهمية في دوريٍ يتسم بالإثارة والتقلبات كما الحال في “الملاعب الخضراء” الأمريكية.
هل من حلول سريعة؟
يعتقد بعض الخبراء أن على مدرب إنتر ميامي، خافيير بيسيرو، أن يعزز الخيارات الفنية خاصةً في الأطراف الأمامية ووسط الملعب، ويشجع اللاعبين على قراءة نوايا ميسي بشكلٍ أسرع. كما يقترحون تفعيل التمارين التكتيكية لتعزيز التفاهم الجماعي، بحيث يصبح الزملاء على درايةٍ كاملةٍ بتمريرات ميسي واستثماراته في بناء الهجمات.
ويقول جوميز في تحليله النهائي:
“الضغط مرتفع، والبطولات التي يحملها ميسي معه تعطيه شعورًا بأنه يستحق مساندةً أكبر. إن لم تتراجع نسبة الأخطاء الفردية، وترتفع سرعة انطلاق لاعبي إنتر ميامي في الملعب، فلن يكون الفوز على نيويورك ريد بولز سوى مجرد إنجازٍ عابرٍ في موسمٍ قد يكتنفه الانتكاسات.”
نظرة إلى المستقبل
يبقى أن نترقب كيف سيستعيد إنتر ميامي توازنه المعنوي، قبل مواصلة الرحلة في كأس الولايات المتحدة وأدوارٍ أخرى في الدوري الأمريكي. بالنسبة لميسي، يبدو واضحًا أنه لا يقبل بأقل من التوافق التام مع زملائه، وهو ما قد يدفعه للمطالبة بصفقاتٍ جديدة قبل نهاية سوق الانتقالات الصيفية، إذا ما رأت الإدارة ضرورةً في ذلك لتخفيف العبء عنه.
في الختام، فإن إحباط ميسي في نهاية مباراة نيويورك ريد بولز لا يعكس فقط خيبة أمله من نتائجٍ متواضعةٍ أحيانًا، بل يُبرز حاجته لدعمٍ جماعيٍ لا يقلّ عن براعته الفردية، ليواصل صناعة الفارق في الولايات المتحدة كما فعل في الملاعب الأوروبية طوال مسيرته اللامة.