عاشت جماهير إنتر ميامي ساعات من القلق بعدما غاب الثنائي الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروغوياني لويس سواريز عن الجزء المفتوح من تدريبات الفريق، الذي كان متاحًا لوسائل الإعلام يوم السبت، قبل المواجهة المرتقبة أمام دالاس ضمن منافسات الدوري الأمريكي. هذا الغياب المفاجئ أثار التساؤلات حول مدى جاهزيتهما البدنية وسط جدول مزدحم بالمباريات، مما دفع المدرب خافيير ماسكيرانو إلى التدخل لطمأنة الجميع.
وأكد ماسكيرانو خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل المباراة أن الفريق سيشهد عدة تغييرات، مشيرًا إلى أن الظروف الحالية تفرض عليه اتخاذ قرارات تهدف إلى حماية اللاعبين وضمان العودة السريعة إلى طريق الانتصارات، خاصة بعد الهزيمة الأخيرة أمام فانكوفر وايتكابس بنتيجة 2-0 في ذهاب نصف نهائي كأس أبطال الكونكاكاف.
وقال ماسكيرانو: "من المؤكد أننا سنقوم بإجراء تغييرات. الأولوية الآن هي الفوز في المباراة القادمة واستعادة التوازن بعد السقوط الأخير. جدول المباريات المضغوط والسفر المتكرر أثر على اللاعبين بدنيًا، ولذلك نحن مضطرون للتكيف مع الوضع الراهن".
من جهته، أوضح مدرب إنتر ميامي أن لعب ميسي على أرضية العشب الصناعي، في المباراة الماضية، لم يكن بالأمر السهل بالنسبة لنجم بحجم وقامة قائد المنتخب الأرجنتيني، الذي يبلغ من العمر 38 عامًا. وأضاف: "ميسي أنهى المباراة الماضية بشكل جيد، لكنه كان مرهقًا للغاية. العشب الصناعي يزيد من صعوبة الأداء البدني ويؤدي إلى إجهاد مضاعف للعضلات والمفاصل".
وإلى جانب غياب ميسي وسواريز عن التدريبات، كشفت شبكة "ESPN" عن غياب الحارس أوسكار أوستاري أيضًا، بينما خاض سيرجيو بوسكيتس تدريبات فردية بعيدًا عن المجموعة، مما يزيد الشكوك حول التشكيلة التي سيعتمد عليها ماسكيرانو أمام دالاس.
تأثير الجدول المزدحم على أداء الفريق

يواجه إنتر ميامي تحديات متزايدة بسبب ازدحام جدول المباريات، حيث ينافس الفريق على أكثر من جبهة، مما أثقل كاهل اللاعبين الأساسيين وعلى رأسهم ميسي. منذ بداية الموسم، شارك البرغوث الأرجنتيني في ست من أصل ثماني مباريات في الدوري، خمس منها كلاعب أساسي، وهو ما أرهقه بدنيًا خاصة مع التنقلات الطويلة بين المدن الأمريكية والكندية.
وعن هذا الأمر قال ماسكيرانو: "اللعب كل ثلاثة أيام أمر شاق للغاية. لاعبونا معتادون على ذلك إلى حد ما، لكن في بعض الأحيان تكون الفترات بين المباريات قصيرة للغاية. بين مباراة فانكوفر واللقاء القادم أمام دالاس لم نحصل حتى على 72 ساعة للراحة، بالإضافة إلى رحلة سفر استغرقت أكثر من ست ساعات. الوضع مختلف عن المرات السابقة التي حصلنا فيها على وقت كافٍ للتعافي".
وأضاف: "الآن علينا أن نتعامل مع الواقع. أجرينا جلسة استشفائية بعد العودة، واليوم سنحدد الموقف النهائي لكل لاعب. من الواضح أن هناك بعض اللاعبين الذين بحاجة للراحة، وبعضهم قد يبدأ اللقاء من مقاعد البدلاء".
التحدي الأكبر لإنتر ميامي

إنتر ميامي، الذي يحلم بكتابة التاريخ في الدوري الأمريكي وفي البطولات القارية، يدرك أن الحفاظ على جاهزية ميسي وسواريز أمر أساسي لتحقيق الأهداف الطموحة. ومع اقتراب الأدوار الحاسمة في كأس أبطال الكونكاكاف ودوري MLS، باتت مسألة إدارة المجهود البدني للاعبين المخضرمين أولوية قصوى بالنسبة للجهاز الفني.
ماسكيرانو، الذي يعيش واحدة من أكبر تحدياته التدريبية مع فريق بحجم ميامي، يدرك جيدًا أن أي خطوة خاطئة قد تكلف الفريق غاليًا. لذلك فإنه يضع نصب عينيه مبدأ المداورة الذكية بين اللاعبين للحفاظ على الروح التنافسية دون المجازفة بصحة نجومه الكبار.
يذكر أن مباراة إنتر ميامي ضد دالاس ستشكل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الفريق على تجاوز أزمته الحالية، خاصة مع أنباء الشكوك التي تحيط بمشاركة ميسي وسواريز بشكل أساسي. الجماهير تنتظر بفارغ الصبر رؤية الفريق يعود لسكة الانتصارات، فيما يأمل ماسكيرانو أن تنجح خططه في تحقيق المطلوب رغم كل التحديات البدنية والزمنية التي تواجهه.