أعرب السويسري مارسيل كولر، المدير الفني للأهلي، عن خيبة أمله الشديدة بعد خروج الفريق من دوري أبطال أفريقيا، رغم تعادله 1-1 مع صن داونز الجنوب إفريقي على ملعب "السلام" بالقاهرة في إياب نصف النهائي. وجاء وداع القلعة الحمراء على أجمل الذكريات بفضل قاعدة احتساب الأهداف خارج الأرض لصالح بطل جنوب أفريقيا، بعد نهاية مواجهة الذهاب في جنوب أفريقيا بالتعادل السلبي دون أهداف.
إخفاق الهدف القاري وتقييم اللقاء
في المؤتمر الصحفي الذي تلا صافرة النهاية، قال كولر:
"رغم أننا لم نخسر المباراة اليوم، فإن خيبة الأمل في صفوفنا كبيرة، لأننا لم نتمكن من الوصول إلى النهائي وكتابة صفحة جديدة في تاريخ الأهلي. لقد سجلنا هدفًا عكسيًا في أنفسنا، كما لو أننا أضعنا فرصتنا في تحقيق ما نطمح إليه".
وأضاف المدرب السويسري:
"تقدمنا في النتيجة مبكرًا، لكن أسلوبنا الدفاعي المبالغ فيه حال دون تعميق الضغط وخلق فرص كافية للتسجيل مرة أخرى. كنا ندرك أن هدفنا الأول منحنا نتيجةً خادعةً، وأننا سنكون بحاجة إلى هدفٍ ثانٍ لتهدئة حسابات التأهل، لكن هذه المناورة جاءت متأخرةً، ولم يكن هناك متسعٌ من الوقت لتعديل النتيجة".
اعتراف بالتحفظ التكتيكي
أشار كولر إلى أن التحفظ الدفاعي جاء بدافع تجنّب استقبال هدفٍ يُلغي آمال الأهلي في النهائي، خاصةً في ظل قوة الضيوف وقدرتهم على اختراق المساحات الخلفية. وقال:
"لم نرغب في المجازفة، لذا تحوطنا بمنطقة الجزاء أكثر من اللازم. هذا الأسلوب كان خيارًا تكتيكيًا نابعًا من معرفتنا بقوة صن داونز وقدرته على التسجيل خارج أرضه، لكن للأسف لم نتمكن من العثور على التوازن الصحيح بين الهجوم والدفاع".
وحول توقيت ظهوره بصفته باحثًا عن هدفٍ ثانٍ، كشف كولر:
"عندما راقبت سير اللقاء، لم أرُ سببًا كافيًا للقيام بتبديلاتٍ مبكرة. كنا نلعب أداءً مقبولًا ولم نكن بحاجة إلى تغيير شامل قبل اللحظات الأخيرة من المباراة".
سياق المواجهة والنتيجة النهائية
كانت مباراة الذهاب في بريتوريا قد انتهت بالتعادل السلبي، مع أفضلية فنية طفيفة لصن داونز وفقًا لإحصائيات الاستحواذ وتمريرات خط الوسط، قبل أن يستفيد بطل جنوب أفريقيا من هدف التعادل الذي سجّله في القاهرة. ورغم تقدم الأهلي بهدفٍ سجّله مهاجمه محمد شريف في الشوط الثاني، جاء الرد سريعًا من صن داونز بهدفٍ قاتلٍ أسفر عن وداع الأهلي القاري.
ردود فعل الجماهير والإعلام

تباينت ردود أفعال أنصار الأهلي عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين مطالباتٍ بإقالة كولر فورًا وبين من يبرر قراراته بضغط المباريات المتتالية والإجهاد البدني للاعبين. كذلك تناولت وسائل الإعلام المحلية نتيجة المباراة بحزنٍ كبير، مبرزةً أن "وداع دوري الأبطال أشد وقعًا من أي هزيمة محلية"، ومشددةً على حاجية الفريق إلى مراجعة شاملة قبل انطلاق الموسم المقبل.
الموسم المحلي وخارطة الطريق المقبلة
يعود الأهلي إلى منافسات الدوري المصري الممتاز الأسبوع المقبل، حيث يحتل المركز الثاني بفارقٍ ضئيلٍ عن المتصدر، مع مباراتين مؤجلتين قد تعيد ترتيب المراكز. ويحتاج الفريق الأحمر إلى استعادة الانتصارات سريعًا لاستعادة الثقة، فيما يعمل الجهاز الفني بقيادة كولر على وضع برنامجٍ تأهيليٍ بدنيٍ وفنيٍ للاعبين يعودون من المشاركة القارية الزائدة عن المعتاد.
التغييرات المتوقعة في الجهاز الفني والإداري
تتردد أنباءٌ عن احتمال تعديل بعض مواقع الجهاز الفني المساعد لـ كولر، خاصةً في قطاع الإعداد البدني والتكتيكي، مع بحثٍ عن خبراتٍ قاريةٍ أكثر درايةً بإيقاع البطولات الأفريقية. كما قد يشمل التقييم مراجعة ملف التعاقدات الصيفية المقبل لضخ دماءٍ شبابيةٍ قادرةٍ على المنافسة في اللقاءات المصيرية.
خلاصة ودروس مستفادة

بينما يبقى خروج الأهلي من دوري أبطال أفريقيا جرحًا يصعب تلطيفه، يبرز ما يلي كعناوينٍ رئيسيةٍ للحظةِ ما بعد الوداع:
- ضرورة تحقيق التوازن الدفاعي والهجومي: دون انحيازٍ مفرطٍ لأي منهما.
- أهمية التغييرات المبكرة: لمواكبة التحولات التكتيكية للمنافس.
- إعادة بناء الثقة: عبر نتائجٍ إيجابيةٍ في الدوري والكأس المحليين.
- تطوير استراتيجيات الاستحواذ والضغط: لمنافسة أنديةٍ قاريةٍ أكثر خبرة.
وبينما يواصل الأهلي رحلة البحث عن بطولاتٍ جديدة، ستُختبر قدرات مارسيل كولر على التطوير واستثمار الدروس القاسية التي علمته أن "حفظ النتيجة" يكفي في بعض الأحيان، لكنه لا يكفي أبدًا لتحقيق حلم التأهل إلى نهائيٍ قاريٍّ يحتاج إلى الجرأة كما إلى الانضباط.