يستعد الفريق الأول للنادي الأهلي لمواجهة مصيرية مع نظيره ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي غدًا الجمعة في إياب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، بعد تعادلهما سلبيًا ذهابًا على ملعب “برج العرب”. وفي المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم الخميس، أكد المدرب السويسري مارسيل كولر جاهزية لاعبيه للقاء الحاسم، مشيرًا إلى أهمية المحافظة على نظافة شباك الفريق أولًا، مع السعي لتسجيل هدف مبكر يريح الأعصاب ويقلّص احتمالات اللجوء لركلات الترجيح.
التحدي الدفاعي والضغط النفسي
على الرغم من أن أي فريق تعادل دون أهداف في اللقاء الأول أمام صن داونز، إلا أن كولر لم يخف تخوّفه من استقبال أي هدف، لأنه سيجعل الأهلي أمام معادلة صعبة تتطلب تسجيل هدفين على الأقل للتأهل. وقال المدير الفني: “إذا دخل مرمانا هدف، سنكون مضطرين لتسجيل هدفين، ولن أخفي أن ذلك يزيد من الضغط على اللاعبين. هدف واحد يكلفنا الكثير، لذا تركيزنا الأول والأخير هو الحفاظ على الشباك نظيفة، ثم البحث عن الهدف الذي يفتح لنا الطريق”.
سجل المواجهات والاستعدادات التكتيكية
وبالنسبة لسجل مواجهة الفريقين، أشار المدرب إلى أن الأهلي لم يحقق الفوز على صن داونز في آخر ثماني مباريات، لكنه رفض اعتبار ذلك عاملًا سلبيًا. وأضاف: “ربما لم نفز على هذا الفريق خلال المواجهات الماضية، لكن كرة القدم لا تقاس بالإحصائيات وحدها. الأهم هو الأداء داخل الملعب أمام الخصم في الوقت الحالي. هدفنا أن نرفع رصيد الانتصارات بدءًا من غدٍ، لننهي المشوار المحلي بأفضل استعداد للنهائي القاري”.
إعداد تكتيكي ونفسي
تخلل المؤتمر حديث عن الاستعدادات الفنية، حيث كشف كولر عن توزيع الأدوار بين اللاعبين وتكثيف التدريبات على كيفية مواجهة الضغط العالي الذي يفرضه صن داونز. وبيّن المدرب أنه ركز خلال اليومين الماضيين على تنظيم الخطوط الثلاثة (الدفاع، الوسط، الهجوم)، مع التدرب على نقل الكرة بسرعة من الدفاع إلى الهجوم لخلق فرص مباغتة. كما منح الجهاز المعاون اللاعبين جلسات نفسية للتعامل مع التحدي الكبير، معتبرًا أن الجانب الذهني لا يقل أهمية عن الجوانب الفنية والبدنية.
ركلات الترجيح: السيناريو الأسوأ

تطرّق المدرب السويسري إلى السيناريو الأسوأ الذي قد ينتهي بالتعادل السلبي أو الإيجابي بالنتيجة نفسها، ما يدفع الفريقين للجوء إلى ركلات الترجيح. وقال: “ركلات الجزاء تمثّل مواجهة فردية بين اللاعب والحارس، وهي حالة تختلف تمامًا عن اللعب الجماعي. حتى لو تدربنا مئات المرات على تنفيذ التسديدات، فإن ضغط المباراة وموقف النهائي يجعل التركيز مختلفًا. لكن كما يملك الخصم حارسًا جيدًا في التصدي للركلات، فنحن أيضًا لدينا علي لطفي (أو محمد الشناوي) – حارس مميز يبرع في التصدي للأهداف من علامة الجزاء”.
دور الحارس والبدلاء
يحظى حارس المرمى علي لطفي بثقة الجهاز الفني بعد مستواه المميز في لقاء الذهاب، حيث تصدى لعدة تصديات صعبة أمام هجمات صن داونز. وفي حال الاحتكام للركلات، سيكون بين الخشبات الثلاث لتصدي محاولة إضافية للأهلي، خصوصًا بعد عروضه القوية طوال البطولة. وعلى دكة البدلاء، أشار كولر إلى وجود لاعبين قادرين على صناعة الفارق في اللحظات الحاسمة، مثل وليد سليمان وباهر المحمدي وأحمد ياسر ريان، ممن يمكن أن يساهموا بتغيير موازين اللقاء في الشوط الثاني.
التحدي الجماهيري ومعنويات الفريق

يجد الأهلي دعمًا جماهيريًا كبيرًا من المصريين المنتشرين في جنوب إفريقيا، حيث من المنتظر أن يملأ نحو 20 ألف مشجع مدرجات “لوفتوس فيرسفيلد” لتشجيع الفريق الأحمر. وأكد كولر أن رفع اللاعبين راية الوطن أمر سيحفزهم لبذل أقصى ما لديهم، مضيفًا: “وجود الجماهير إلى جانبنا يعطي دفعة معنوية كبيرة، لكن عليهم التزام النقاط الأساسية في المدرجات من تشجيع هادف بعيدًا عن الشغب أو المقاطعات”.
في الختام، يترقب عشاق الكرة الإفريقية جولة الإياب المنتظرة غدًا، التي قد تسفر عن حامل جديد للمقود في النهائي. وسواء انتهى اللقاء في 90 دقيقة بفوز الأهلي أو بالتعادل الذي يرحّل الحسم إلى ركلات الترجيح، فإن التصريحات التحفيزية والجاهزية الفنية التي قدمها مارسيل كولر اليوم تؤكد أن القلعة الحمراء عازمة على استعادة مكانتها القارية والعبور لمباراة الحسم.