عانى جناح الأهلي المصري، حسين الشحات، خلال الأسابيع الماضية من تراجع دوره تحت قيادة المدرب السويسري مارسيل كولر، ما دفعه لإعادة تقييم مستقبله ضمن صفوف القلعة الحمراء. ومع اقتراب نهاية الموسم الحالي، بات اللاعب في موقفٍ صعبٍ يجمع بين الرغبة في استعادة مكانه الأساسي، والحصول على ضماناتٍ بعقد جديد، وفتح أفقٍ خارجي للاحتراف في أوروبا أو الخليج. نستعرض فيما يلي ثلاث نقاط رئيسية تدفع الشحات للبحث عن وجهةٍ جديدة في سوق الانتقالات الصيفية.
1. تراجع دقائق اللعب وعدم الاستمرارية في التشكيلة الأساسية

خاض الشحات بداية جيدة مع الأهلي منذ وصوله صيف 2021، وقدم أداءً مميزاً في الكثير من المباريات المحلية والقارية، ليساهم في تتويج الفريق بلقب دوري أبطال أفريقيا مرتين متتاليتين. لكن مع اعتماد مارسيل كولر على خطةٍ تكتيكية تميل إلى الرباعي الدفاعي والاعتماد على أجنحةٍ أخرى، وجد الشحات نفسه خارج التشكيلة الأساسية في ستة من آخر ثماني مباريات للفريق في الدوري وكأس مصر.
• الدور التكتيكي الجديد: يفضل كولر الاعتماد على جناحين يتمتعان بقدر أعلى من الانضغاط الدفاعي مع سرعة التحول للهجوم، وهو ما لم يكن دائماً في صالح لاعبٍ يميل إلى التحرك داخل العمق لخلق الفرص.
• تأثير ذلك على ثقة اللاعب: حسب ما نقلته "تقارير صحفية"، يعاني الشحات من إحباطٍ واضح بسبب جلوسه على مقاعد البدلاء لفترات طويلة، الأمر الذي انعكس على مستوى تدريباته ومدى اندفاعه خلال دقائق اللعب التي يحصل عليها.
2. احتدام المنافسة على مركز الجناح
ساهم تعاقد الأهلي مع عدة لاعبين شباب ومخضرمين في إضفاء مزيد من الخيارات على مارسيل كولر. ورغم أن تعزيز القوة الهجومية هدفٌ مشروع لأي نادٍ طموح، إلا أن ذلك زاد من ضغوط المنافسة على الشحات:
• أحمد سيد "زيزو": الذي يقدم هذا الموسم معدلات تهديفية وتمريرات حاسمة متميزة، ما أكسبه ثقة الجهاز الفني.
• أشرف بن شرقي: جناح الوداد المغربي السابق، يُعتبر إضافةً نوعيةً بخبرته وسرعته على الأطراف.
• محمود "تريزيجيه": المعار من أستون فيلا، استعاد لياقته وتواصله مع الشحات في أكثر من لقاء، لكن ذلك جاء على حساب جلوس الأخير.
كل هذه الأسماء جعلت المنافسة ضمن صفوف الأهلي أشبه بـ"مباراة اختيارية" في كل جولة، حيث يجري ترشيح لاعبين بحسب طبيعة الخصم وظروف الجلب. وفي ظل تألق بعضهم بأرقامٍ أفضل (أهداف+تمريرات حاسمة)، بدا الشحات بعيداً عن الحسابات الفنية الثابتة.
3. تأخر حسم ملف التجديد وفتح باب الاحتراف الحر

يواجه الشحات سيناريوً معقداً على مستوى العلاقة التعاقدية مع الأهلي، فمدة عقده تنتهي بنهاية الموسم الجاري (يونيو 2025)، وما زال ملف التجديد معلقاً بين الطرفين:
"بحسب مصادر مقربة من اللاعب وإدارة النادي، لم تُفتح حتى الآن مفاوضات جدية لتمديد العقد، وسط خوف من رفع المطالب المادية في حال أي عرض خارجي" – نقلت صحيفة "في الجول" المحلية.
وبدخول الشحات مرحلة الستة أشهر الأخيرة في عقده اعتباراً من يناير المقبل، يصبح بمقدوره التوقيع مع أي نادٍ دون موافقة الأهلي أو مقابل قيمة انتقالية، ما يتيح له استكشاف عروضٍ من الدوري التركي أو الإماراتي أو السعودية، وحتى مسابقاتٍ أوروبية ثانوية، بهدف الحفاظ على مستواه وتطوير مسيرته الاحترافية.
خيارات الاحتراف المحتملة
• دوري الخليج العربي الإماراتي: سبق للشحات أن لفت الأنظار بقميص العين والوحدة، وقد يجد عرضاً مالياً مغرياً مع ضمان دقائق لعب أساسية.
• الدوري التركي أو اليوناني: الخيار الأوروبي المتاح للاعبين مصريين يرغبون في البقاء ضمن سوقٍ متوسط القوة، مع إمكانية المشاركة في تصفيات الدوري الأوروبي.
• دوري المحترفين السعودي: حيث المنافسة المالية أكبر، وقد تمنح النادي السعودي ولوحة الشحات دعماً إعلانيّاً وجماهيريّاً.
انعكاسات رحيل الشحات على الأهلي
قد يترتب على خروج الشحات تغيرات في تشكيلة الأهلي، مثل:
1. تنويع الخيارات الهجومية: التحول إلى نظام الأجنحة المتعددة أو الدفع بلاعبين أصغر سناً من قطاع الناشئين.
2. دعم الصفقة ببديلٍ محلي: بحثاً عن جناحٍ مصري يملك الرغبة في إثبات الذات وفرص المشاركة.
3. الإبقاء على المحفزات المالية: استخدام مكافآت الأداء والحوافز لرفع مستوى الجناحين الباقين وضمان توفير دوافع إضافية.
ختام المشوار وبداية جديدة
مع تلاحق البطولات المحلية والإفريقية التي يسعى الأهلي للفوز بها، يحتاج الفريق لاستقرارٍ هجومي يحقق نسبة تسجيلٍ عالية مع الحفاظ على التوازن الدفاعي. وفي حال تمسّك الشحات برغبته في الرحيل، سيأتي ذلك بمصلحة الطرفين: اللاعب يحصل على فرصةٍ لإعادة بناء مسيرته في بيئةٍ جديدة، والأهلي يُفسح المجال أمام دماءٍ شابةٍ أو صفقاتٍ خلفيةٍ لتجديد الدماء.
يبقى قرار حسين الشحات حاسماً خلال الأسابيع المقبلة، حيث ستظهر ملامح الموسم الجديد بوضوح مع بداية فترة الصيف. وعينه على عروض الاحتراف الحرّ، وجمهوره على أملٍ في مستقبلٍ يليقُ بإمكاناته، بعد سنواتٍ شهدت تألقاً قضي معظمها في الميدان دفاعاً عن ألوان الأهلي.