
انطلاقة سريعة مع إنزاجي
في مسعى حثيث لتعزيز صفوف نادي الهلال السعودي قبل خوض غمار بطولة كأس العالم للأندية 2025، نجح المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي في إحياء مفاوضات عدة نجوم عالميين لتقوية خطي الهجوم والدفاع. وظهر ذلك جلياً من خلال تحركاته السريعة بعد وصوله إلى العاصمة الرياض استعداداً للموسم القادم.
دور إنزاجي الإداري والتكتيكي
ما إن وطأت قدما إنزاجي أرض مطار الملك خالد الدولي حتى شرع في عمله ليس فقط على الجانب التكتيكي، وإنما أيضاً على الجانب الإداري بصفته القائد الفني الذي يتحمل مسؤولية تحديد أولويات سوق الانتقالات الشتوية والصيفية المقبلة. فقد أكد المدرب المخضرم لرئيس النادي ولجنة التعاقدات أن وجود عناصر نوعية بقيمة النجوم العالميين سيمنح الفريق دفعة قوية على الساحة القارية والدولية.
أوسيمين على أعتاب الهلال
أولى خطوات إنزاجي حملت اسم المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمين الذي احتل صدارة اهتمامات رئيس الهلال بعدما أبدى اللاعب موافقته المبدئية على العرض المقدم له والذي يتضمن راتباً سنوياً قدره ثلاثين مليون يورو وفقاً لتصريحات الصحفي الإيطالي نيكولو شيرا على منصة إكس. ويواصل مسؤولو الأزرق محادثاتهم مع إدارة نابولي لحسم الصفقة قبل انطلاق مونديال الأندية.
التحرك نحو ثيو هيرنانديز
وفي خطوة عززت حماس الجماهير الهلالية، دشن إنزاجي اتصالاً ثانياً مع ثيو هيرنانديز الظهير الأيسر الفرنسي الذي لمع نجمه مع أندية ميلان وريال مدريد سابقاً. وقد حمل الاتصال مقترحاً مغرياً للانتقال إلى الرياض والمنافسة على الكأس العالمية، بعد أن تأكد للمدير الفني أن احتراف الظهير الطائر سيمنح دفاع الهلال صلابة وانطلاقات هجومية لا تضاهى.
دعم إداري وتوجيهات واضحة
وحول ذلك، أكد مصدر مقرب من غرفة عمليات الهلال أن إنزاجي شدد على ضرورة التعاقد مع لاعبين يمتلكون خبرة المشاركة في بطولات الأندية الكبرى ويمتلكون القدرة على التأقلم السريع مع الأجواء . كذلك أشار إلى أن الإدارة أعطت الضوء الأخضر للمدرب لإغلاق صفقاته قبل الموعد النهائي للفيفا الذي ينتهي في العاشر من يوليو الجاري.
تحديات المجموعة الثامنة

يقع الهلال في المجموعة الثامنة ببطولة كأس العالم للأندية إلى جانب بطل دوري أبطال أوروبا ريال مدريد والفائز بلقب الكونكاكاف باتشوكا، إضافة إلى ممثل النمسا سالزبورج. وتستمد تلك القرعة أهمية كبيرة كونها تضيف تحدياً صعباً للفريق الأزرق الذي يسعى لتعديل مساره بعد غيابه عن الأدوار المتقدمة في النسخ الماضية.
استراتيجية الهلال واستقطاب الخبرات
ويعد وصول إنزاجي إلى الرياض انتصاراً لإستراتيجية الهلال الرامية للاستثمار في الخبرات الأوروبية عالية المستوى. فقد سبق للمدرب الإيطالي أن قاد لاتسيو وإنتر ميلان لتحقيق ألقاب محلية قبل أن ينتقل إلى تدريب بايرن ميونخ ويحرز معه عدة ألقاب، قبل أن تتجه أنظاره إلى الدوري السعودي الذي يشهد نقلة نوعية بوجود عدة أسماء لامعة.
تحديات مالية وإدارية
وتواجه لجنة التعاقدات تحديات مالية وإدارية تتطلب التنسيق مع عدة مؤسسات لتعويض رحيل أكثر من لاعب مؤثر عن الهلال خلال الصيف الجاري. ولكن الرغبة الموحدة بين الإدارة والجماهير والمدرب ترجح كفة إتمام التعاقدات في التوقيت المناسب لضمان جاهزية الفريق قبيل خوض تجربة المنافسة على اللقب العالمي.
انتظار عربي وعالمي
من جانب آخر، يراقب الوسط الرياضي العربي تداعيات هذه الصفقات المحتملة بشغف كبير، خاصة أن انتداب أوسيمين وثيو هيرنانديز سيعكس توجه الهلال إلى تعزيز فريقه بوجه استراتيجي يجمع بين القوة الهجومية والصلابة الدفاعية، وسيكرس دور العاصمة السعودية رياض مركزاً لاستقطاب النجوم العالميين في الدوري المحلي.
ماذا بعد؟

يبقى السؤال الأهم الآن: هل سينجح الهلال بقيادة إنزاجي في تحقيق حلم التتويج بكأس العالم للأندية ونقل الكرة السعودية إلى مصاف الأندية الكبرى على مستوى العالم؟ ويُنتظر أن تكشف الأيام المقبلة عن تطورات حاسمة بشأن التعاقدات ومدى قدرتها على تغيير وجه المنافسة في البطولة التي تنطلق رسمياً في منتصف ديسمبر المقبل في أبوظبي وتُنقل على شاشات القنوات الرياضية العالمية والمحلية بأعلى نسب متابعة بين عشاق الساحرة المستديرة.