موسم متقلّب محليًا وذهبي قاريا
رغم تراجع نتائج الأهلي في دوري روشن السعودي هذا الموسم، والذي شهد تنافسًا ضاريًا بين أندية النخبة، استطاع "الراقي" أن يكتب اسمه بأحرفٍ من ذهب في تاريخ آسيا بفوزه الأول بلقب دوري أبطال آسيا "النخبة" 2024–2025. ربما لعبت روح الانتقام من الخروج المبكر في النسخ السابقة دورًا محفزًا للإدارة والجهاز الفني بقيادة روي فيتوريا، لكن إنجاز القارة قضى على أي أزمات محلية مؤقتًا وسلّط الضوء على مهارة لاعبيه، وعلى رأسهم الصخرة الهجومية إيفان توني.
تفاصيل “العملية” التي أربكت كرات الهلال
في الحلقة التي تابعها الملايين، روى ديميرال كيف نفّذ طلب توني في مباراة كلاسيكو الرياض أمام الهلال، عندما استلم كرة مشتركة مع المدافع خاليدو كوليبالي.
“سقطت على الأرض بعد لمسة بسيطة، رغم أنني لم أكن متألمًا جدًا، لكنه طلب أن أستغرق وقتًا أطول كي أكسب دقيقتين ثمينتين وأربك خصمنا ومنظومة التحكيم”
بحسب ما قاله ديميرال وهو يضحك.
هذه "التراجيديا التمثيلية" لم تفد الأهلي في حسم النتيجة، لكنها صنعت موقفًا كومديًا وغذّت حمية المزاح بين الثنائي الصديقين داخل مستطيل الأخضر.
رد المهاجم الذكي: “أنا ألتهم المساحات وألتهم الوقت أيضًا!”
عندما سمع توني اعتراف ديميرال، لم يتردد في التفنن بردّ وجيز حاملاً فخره بمكره التكتيكي:
“أنا ذكي، أليس كذلك؟!.. الأمر يجعل بعض الجوانب أسهل على أرض الملعب”.
هنا تلميحٌ ضمني لقدرة توني على فرض إيقاعه الهجومي وفرض معادلة التكتيك النفسي على المدافعين قبل أن يفرض أي حسم بالقدمين.
معركة مزاح جديدة: “جيبيك في جيبي”
لم يقف الأمر عند الإفصاح عن الخدعة، بل دخل الثنائي في "تحدي ودّي" أمام الكاميرا:
• قال توني مازحًا: “المهمات الدفاعية تصبح بسيطة عندما أكون أنا المهاجم”.
• ردّ عليه ديميرال بثقة: “أتمنى أن أواجهك في مباراة رسمية... سأضعك في جيبي من أول لمسة!”
هذه الروح الإيجابية والانسجام الواضح بين نجمي الأهلي يعكسان بيئةً احترافيةً رغم ضغوط المنافسة المحلية القوية.
توني يعانق قوّة الدوري السعودي
بعيدًا عن الدعابة، حرص توني على التأكيد في نهاية الحوار على صلابة دوري المحترفين السعودي:
“الكثيرون من الخارج يظنون أن المسابقة سهلة، لكن عند خوضها يدركون فورًا كم هي تنافسية وقوية. أطلب من أي لاعب جديد أن يأتي ليحكم بنفسه، ثم يتحدث عن صعوبة الأمر”.
هذه الإشادة جاءت بعد تسجيل المهاجم الإنجليزي 15 هدفًا في 20 مباراة حتى الآن، متفوقًا على أرقام مواسم سابقة في أندية أوروبا، ومدافعًا عن صدارة فريقه للهجوم.
أين يقف الأهلي بعد هذا الفصل الممتع؟
1. توازن فني: رغم إخفاقه في دوري روشن السعودي، يبقى الأهلي خصمًا قاريًا لا يُستهان به.
2. الكل في خدمتك: انسجام توني وديميرال وفتيان الأكاديمية هشيم العبيد وجوستافو مورييل، يخلق جبهة دفاعية وهجومية متوازنة.
3. رهان الأندية المنافسة: الهلال والنصر وأندية جدة لن تنسى مقلب الهلال هذا الموسم، وستبحث عن استثمار نقاط الضعف التي أظهرها "الراقي".
التحديات القادمة وصدى المقالب
مع انطلاق مرحلة الحسم في الدوري وبعده كأس خادم الحرمين، سيحتاج الأهلي لتوظيف الدروس من "الحرب الضاحكة" مع الهلال. توظيف الوقت والتسويف التكتيكي لا يكفي أمام فرق متعطشة للألقاب.
• تحويل المزاح إلى حسم: لا بد أن يتحول ذكاء توني من خدع وقتية إلى أهداف قاضية.
• معادلة الضغط الجماهيري: الضحك في المعسكر لا يعني استهتارًا، بل مؤشر على هيبة الفريق وقدرته على الصمود تحت الضغط.
• استمرار الاندماج: وجود أجنبيين على رأسهم توني وديميرال يشكل عاملًا محفزًا لبقية اللاعبين المحليين لتحقيق الانتصارات.
إلى أين تتجه رحلة إيفان توني؟
مع تبقي خمس جولات حاسمة في دوري روشن السعودي، وتأهب الأهلي للدفاع عن لقبه القاري في نهائي دوري أبطال آسيا، سيبقى "المخادع الماكر" النجم المراقَب من الجميع. عشاق الكرة العالمية يترقبون مستجدات النجم الإنجليزي الذي أثبت أنه لا يسيطر على دفاعات الخصوم فقط، بل يسيطر على أوقات المباريات وأعصاب الحكم والجماهير بحيله البسيطة والذكية.
إنها ليست مجرد قصة فكاهية بين زميلين، بل درس في استغلال كل ثانيتين داخل الميدان، والتذكير بأن أهم أداة تحت قدمي اللاعب ليست فقط الكرة، بل عقله أولًا. وبهذا، يواصل إيفان توني ترسيخ اسمه كأحد أكثر المهاجمين إثارة للجدل والمتعة في تاريخ دوري روشن السعودي.