
في ظل تبقي أقل من شهر على انطلاق منافسات كأس العالم للأندية 2025، يتحول الاهتمام في أروقة الكرة السعودية والإنجليزية إلى لغزٍ كبيرٍ عنوانه برونو فيرنانديش. قائد مانشستر يونايتد الذي يعيش حالةً من التوازن الهش بين البقاء في “أولد ترافورد” أو الاستسلام لغرَة العرض الهلالي، نجح في إشعال حماس الجماهير ومحرّكي سوق الانتقالات على حد سواء، بحديثٍ مقتضبٍ عن عدم سعادته بالوضع الحالي في فريقه، دون أن يحدد وجهته المقبلة!
مباراة الأندية على بُعد أسابيع… والهلال يجهّز مفاجآت بملايين
يبدأ الهلال فترة الانتقالات الاستثنائية بين 1 و10 يونيو، تحضيرًا للمشاركة التاريخية في مونديال الأندية 2025. وتُؤكد مصادر مقربة أن إدارة “الزعيم” وضعت عينها على صانع الأهداف البارع برونو فيرنانديش، الذي برز هذا الموسم بصناعته للكثير من الفرص لكنه عجز عن قيادة الشياطين الحمر للعودة إلى سكة الانتصارات. وتأتي هذه الرغبة الهلالية في سياق سعي النادي لإرسال رسالةٍ واضحةٍ للعالم: التعاقد مع نجمٍ من العيار الثقيل لتعزيز خط الوسط وتقديم إضافة ميدانية تسلب الأضواء في البطولة القارية.
ردّ أموريم: “نخطط للمستقبل… وبرونو جزء لا يتجزأ”
في تصريحٍ لافتٍ عقب نهاية الموسم الكارثي، أشار روبن أموريم، المدير الفني لمانشستر يونايتد، إلى أنّه:
“رغم حاجة الفريق لعمليات إعادة هيكلة تستمر على أكثر من فترة انتقالات واحدة، إلا أنّ برونو فيرنانديش يُعتبر حجر الزاوية في خططنا للمحافظة على هوية النادي.”
وأضاف أن النجم البرتغالي:
“يحب الشياطين الحُمر ويعتدر نفسه جزءًا من عائلة أولد ترافورد، لكننا نحتاج جميعًا لإثبات أن الاتجاه العام للنادي إيجابي وقادر على المنافسة على الألقاب.”
هذا التصريح شكّل رسالةً مزدوجة: طمأنة لجماهير يونايتد حول عدم التخلي عن قائد الفريق، وتحذيرٍ ضمنيٍ للراغبين بضمّه بأنّ النادي لن يتخلى عنه بسهولة. ورغم ذلك، فإنّ الحديث عن احتمال رحيل فيرنانديش ظل حاضرًا بقوة في الأروقة الصحفية.
"لا أحد يعرف نيّته"... ماركوس ألفيش يكشف السر الأكبر
من جهته، حافظ الصحفي الرياضي ماركوس ألفيش، عبر قناة “العربية”، على لهجته المحايدة حين تطرق إلى مستقبل برونو، قائلاً إنّ:
“المقربين من اللاعب أنفسهم لا يملكون جوابًا واضحًا حول نيّته. لم يكن هناك تأكيدٌ من أي جهةٍ مقربةٍ على رغبته في الرحيل أو البقاء، الأمر الذي يزيد حالة الضبابية ويضع إدارة الهلال في موقفٍ حرجٍ؛ فهي لا تريد المغامرة بعرضٍ ضخمٍ قد يخيب الآمال ويرسّخ الفكرة القائلة إنّ لاعبًا قد لا يكون جادًا في الانتقال.”
ويُعدّ صمت فيرنانديش المُحرّك الأقوى للشائعات؛ فهو لم ينفِ العرض السعودي، ولم يؤكد أيضًا استمراره. وهذا السكون الإعلامي يدفع الإدارة الهلالية إلى ضرورة التحرك السريع وتقديم مقترح مالي مغرٍ، وربما إضافة امتيازات أخرى مثل المشاركة في فعاليات تجارية وتسويقية مع رعاة النادي.
موازين القوى: بقاء برونو يعني ماذا ويعني الرحيل ماذا؟

- الاستقرار الفني في أولد ترافورد
- استمرار فيرنانديش يعني أن يونايتد يحتفظ بصانع الألعاب الأكثر نشاطًا في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، مع الحفاظ على نسبة التمريرات الحاسمة المرتفعة.
- دورة صناعة اللعب في الفريق لن تنكسر، وسيكون هناك جسر أمثل بين الدفاع والهجوم يسمح للمدرب ببناء خططه المستقبلية عليه.
- فرصة الهلال الذهبية
- ضم النجم البرتغالي سيُشكّل نقطة جذب هائلة لعشاق الكرة في القارة الآسيوية، ويزيد من شعبية الدوري السعودي عالميًّا.
- يمكن أن يرفع سقف التطلعات في مونديال الأندية ويمنح الفريق جرعة ثقة كبيرة قبل مواجهة الأندية الكبرى من أمريكا الجنوبية وأوروبا.
- مخاطر الانتظار
- تأخر الهلال في إنهاء الصفقة قد يدفع يونايتد لتجميد العرض وإعادة تقييمه، كذلك قد يقوم النادي الإنجليزي بتمديد عقدٍ قصير الأمد لللاعب.
- ظهور عروضٍ أوروبية أخرى في اللحظات الأخيرة قد يزيد المقابل المالي أو حتى يحجب سبيل انتقاله شرقًا.
جمهور أولد ترافورد vs. عشاق الزعيم… من يكسب في النهاية؟
على منصات التواصل الاجتماعي، انقسم المرتبطون بمصير النجم البرتغالي إلى فريقين:
- أنصار مانشستر يونايتد: الذين أطلقوا هاشتاجاتٍ تحمل اسم #ابقَ_يا_برونو مؤكدين أنه “الدم الذي لا يمكن استبداله في شرايين الفريق”.
- مدافعو الفكر الهلالي: الذين يرون في فيرنانديش “المكبر الصوتي” لخطط المدرب الذي سيقودهم في مونديال الأندية، معتبرين أن مبلغًا ضخمًا واستثمارات تسويقية قادرة على إقناعه ببدء فصلٍ جديدٍ في آسيا.
سيناريوهات مرتقبة وملامح صفقة قد تهزّ الوسط الكروي
- الصفقة الكبرى: قد يقدّم الهلال عرضًا يفوق 100 مليون يورو شاملةَ الرواتب والعمولات، ما يجعله يتخطى بعض الأندية الأوروبية في القدرة الشرائية.
- التركيز على الصفقات البديلة: في حال تعثّر التفاوض، سيبحث “الزعيم” عن أسماءٍ أخرى قادرة على ملء الفراغ الإبداعي في الوسط رغم عدم امتلاكهم نفس بريق فيرنانديش.
- تدخل الشياطين الحمر: يونايتد قد يعرض على اللاعب تجديدًا لعقدٍ قصير الأمد بشروطٍ محسّنة للراتب والمكافآت بحثًا عن تهدئة الأجواء وإعطاء نفسه مزيدًا من الوقت لإعادة البناء.
ختام.. رهان مزدوج

في جميع الأحوال، تشكّل قصة برونو فيرنانديش رهانًا مزدوجًا:
- رهان استمرار بصمته الفنية وسط كتيبة يونايتد المتعثرة.
- رهان شرائه للهلال فرصة ذهبية لتسطير فصل جديد في مشواره الكروي.
والأيام القليلة المقبلة ستكشف إن كان الكابتن البرتغالي سيختار الاحتفاظ بكبريائه الأحمر، أم سيمنح الهلال مفاجأة تليق بطموحات الموسم المقبل!