“مينيسوتا” يفاجئ جاره ويكتب تاريخًا
دخل مينيسوتا يونايتد المباراة بمعنوياتٍ عاليةٍ بعد سلسلة نتائج متباينة، واستضاف ضيفه إنتر ميامي الذي يعاني فنيًا منذ بداية الموسم الجديد. افتتح أصحاب الأرض التسجيل مبكرًا عبر هدفٍ من إفان سامويل (د.12)، قبل أن يضيف فرناندو أرومبي الهدف الثاني من ركلة جزاء (د.34). وفي الشوط الثاني، عزّز إيليوت كارتر تقدم مينيسوتا بهدفٍ ثالث (د.57)، فيما قلّص جوليان كاريلو الفارق لإنتر ميامي بهدفٍ شرفي (د.69)، قبل أن يختتم تورستن فرانتسيس الرباعية (د.82) في أعرق أكبر خسارةٍ للشواطئ الوردية منذ انضمام ليونيل ميسي للفريق صيف 2023 قادمًا من باريس سان جيرمان، ما رفع رصيد مينيسوتا إلى 23 نقطة في المركز الرابع بشمال الشرق.
سخرية عبر إنستغرام واستفزاز بلا حدود
استغل حساب مينيسوتا يونايتد الرسمي على “إنستغرام” فرصة الانتصار المدوِّي، ونشر منشورًا يحتوي صورةٍ للاعبي إنتر ميامي وهم غارقون في الهزيمة، مع تعليقٍ جريءٍ:
“Pink Phony Club”
الإشارة للقميص الوردي لم تكن مزحة بريئة، بل استفزازٌ مباشرٌ لطبيعة الفريق الجديدة واقتراحٌ ضمني بأن إنتر ميامي ليس سوى نسخة تجارية “مزيفة” مستوردة للأضواء. ولم يكتفِ المنظمون بذلك، إذ شاركوا بعدها صورةً لافتةٍ رفعها مشجعون خلال المباراة كتب عليها:
“التاريخ فوق الضجيج… الثقافة فوق المال”
هذه الرسائل لم تسرّ مالك النادي السابق لنادي مانشستر يونايتد، وصاحب الحقوق التجارية في “مدريد” ونائب رئيس منتخب إنجلترا، الذي أصدر ردين متتاليين عبر حسابه الشخصي في “تويتر”.
بيكهام يطالب بـ"الاحترام"

في تغريدةٍ أولىٍ، علق بيكهام قائلًا:
“أظهروا القليل من الاحترام، @mnufc. كونوا أنيقين في انتصاركم.”
وبعدما نشر مينيسوتا لافتتهم التحريضية، عاد بيكهام ليرد مجددًا بعبارةٍ مقتضبةٍ وساخرة:
“الاحترام فوق كل شيء، @mnufc.”
لم يكن هذا النقاش محصورًا على المديح أو التهكم، بل كشف عن منافسةٍ جديدةٍ بين أندية “الميجور ليج”، وخصوصًا أن إنتر ميامي يستعد لإنهاء موسمٍ خالٍ من الألقاب بعد خروجه المبكر من الأدوار الإقصائية في بطولتي كأس الدوري الأمريكي وكأس الولايات المتحدة.
تداعيات فنية وإدارية على “الشواطئ الوردية”
على الصعيد الرياضي، تأتي الخسارة لتعقّد مهمة إنتر ميامي في التأهل إلى الأدوار الفاصلة، إذ تجمد رصيده عند 16 نقطة من 14 مباراة، بفارق نقاطٍ عن منطقة البلاي أوف. وكانت هذه الهزائم الأربع ضمن آخر خمس مبارياتٍ للفريق في مختلف المسابقات، ما أثار استياء الجماهير وفتح باب النقاش حول مدرب الفريق خافيير ماسكيرانو وضرورة تعزيز الخطوط الخلفية.
إداريًا، يواجه بيكهام تحديًا مزدوجًا: الأول إعادة بناء صورة تأسيسية لفريقه أمام الجمهور المحلي، والثاني حماية قيمة علامته التجارية التي غطاها هدف “المال على الثقافة” الذي رفعه أنصار مينيسوتا. ويبدو أن رسالة بيكهام القصيرة كانت كافية لتذكير الجميع بأهمية الأخلاقيات في عالم كرة القدم، خاصة بين الأندية “الاستثمارية”.
ماذا بعد؟ استعادة التوازن والخروج من النفق

لا يملك إنتر ميامي رفاهية الانتظار طويلًا؛ إذ يلتقي سان خوسيه إيرثكويكس يوم الخميس المقبل في موريا إسبيتس ستاديوم، وهي مباراةٌ يجب الفوز بها للمحافظة على أيّ آمالٍ في جدول السباق الشرقي. ويخطط الجهاز الفني للإبقاء على تشكيلةٍ متوازنةٍ تجمع بين خبرة ميسي وبيدري وإبداع برايثوايت، مع تجنّب الانفعالات الزائدة حتى لا تتكرر لحظة الاستفزاز، على أن تنصب الانشغالات الأولى على الربط بين الطموح الرياضي والحضور الجماهيري.
منظور المسابقة في “MLS”
إذا نجح مينيسوتا بتثبيت أقدامه في المربع الذهبي، فإنه سيستمد دفعةً معنويةً هائلةً من المواجهة أمام ضيفه القوي. بينما يحتاج إنتر ميامي إلى ثورةٍ تكتيكيةٍ واستقرارٍ داخل غرفة الملابس ليواجه غضب الجماهير وموّالِي العلامة التجارية التي أسّسها بيكهام قبل نحو عقدٍ في ولاية فلوريدا، ويسعى لارتداء النجوم على الصدر الأميركي، كما فعل في أوروبا سابقًا.
الخاتمة
في نهاية المطاف، تبقى كلمة “الاحترام” التي وجّهها بيكهام إلى مينيسوتا حاضرةً، تذكيرًا بأن كرة القدم ليست مجرد أرقامٍ وألقابٍ، بل جسورٌ تواصلٍ بين الثقافات والجماهير، وأن تجاوز هذه الحدود بإشارةٍ ساخرةٍ قد يُدين أكثر مما يُمكن أن يحقق.