أراوخو وعقد ممتد حتى 2031
مدد أراوخو عقده مع برشلونة في يناير الماضي حتى يونيو 2031، لكن ذلك لم يردع الأندية الراغبة في ضمه، لا سيما بعد تأكيد “سبورت” الإسبانية لوجود بند جزائي يُقدّر بنحو 65 مليون يورو. ورغم أن المدة المتبقية على انتهاء ارتباطه لا تزال طويلة، فإن الضغوط المالية التي يعاني منها البلاوغرانا قد تجبرهم على إعادة فتح ملف التعاقدات والحفاظ على توازن الميزانية. وقد يؤدي ذلك إلى وضع أراوخو على قائمة الأسماء التي تمت دراستها بعناية من قبل الإدارة الفنية والمالية.
السياق المالي لبرشلونة وتأثيره على خيارات الدفاع
يتعامل برشلونة هذا الموسم مع قيود صارمة تفرضها قواعد اللعب المالي النظيف والتحديات المرتبطة بديون هيكلية فاقت 1.3 مليار يورو، وفقًا لأحدث تقارير النادي. وبات من المرفوض ترحيل لاعبين دون مقابل أو بصفقات تبادلية محدودة العائد، الأمر الذي يجعل الاستغناء عن أراوخو – لو تطلب الأمر – قرارًا صعبًا لكنه ربما يصبح ضروريًا لتفادي المزيد من الخسائر التشغيلية.
في هذه الأثناء، يدرس النادي الكتالوني خيارات عدة لتمكين القوام الدفاعي من الصمود، بينها تمديد عقد فران جارسيا، وتعزيز مركز الظهير الأيسر والظهير الأيمن بدلاً من سوق قلوب الدفاع، حتى يجري النظر في مصير أراوخو لاحقًا.
بايرن ميونخ يبحث عن بديل لكيم مين جاي
من جانبه، يسير فريق بايرن ميونخ في مرحلة تغيير شاملة بدهاليز الدفاع، بعد أن ترددت أنباء عن قرب رحيل مدافعه الكوري الجنوبي كيم مين جاي بنهاية الموسم. ويركز العملاق الألماني على تعويض هذا الفقد عبر ضم مدافعٍ رئيسي ذي خبرةٍ دولية، يرجّح أن يكون أراوخو الهدف الأبرز في هذه الخانة. وقد أشادت عدة صحف ألمانية بإمكانيات الأوروجوياني الفنية والبدنية، معتبرة إياه “أحد أفضل المواهب الشابة في مركز قلب الدفاع في أوروبا” اليوم.
وبالنظر إلى إعلان مدرب بايرن، توماس توخيل، عدة مرات عن أهمية تعزيز الخط الخلفي بدماءٍ فتيةٍ قادرةٍ على المنافسة المحلية والقارية، فإن التعاقد مع لاعب في رصيد أراوخو من المباريات على أعلى مستوى مع برشلونة ومنتخب أوروجواي يشكل فرصةً مثالية.
قدرات أراوخو الفنية وتوازن دفاعي مطلوب

برز أراوخو منذ ترقيته للفريق الأول لبرشلونة في صيف 2020 بتوقيع رونالد كومان، لتمتد مسيرته إلى أكثر من 100 مباراةٍ رسميةٍ مع البلاوغرانا في جميع المسابقات. يمتاز اللاعب بتمركزٍ متقدمٍ في خط الوسط الدفاعي عند الضغط العالي، وقوةٍ في الكرات الهوائية تصل به إلى معدل تنافس متقدم بين أفضل المدافعين. كما يتقن صناعة اللعب من الخلف من خلال تمريرات قصيرة وطويلة متقنة، ويقدم قراءةً جيدةً لتموضع المهاجمين الخصوم داخل منطقة الجزاء.
هذه الصفات دفعت بايرن، وفرنسا المنافسة القارية التقليدية في سوق المدافعين، إلى تسجيل اهتمامهم بلاعب لا يتجاوز الـ26 عامًا، يُعدّ في أوج نضوجه البدني والفني.
سيناريوهات الصفقة ومردودها الاقتصادي
تكمن جاذبية أراوخو لدى بايرن في أنه يجمع بين الجودة التكتيكية والسن المناسب للتطوير على مدى موسمين إلى ثلاثة، ما يحقق عائدًا استثماريًا على المدى المتوسط والطويل. وإذا تبلور العرض الرسمي برفع قيمة الشرط الجزائي أو تفاوض مباشر مع برشلونة، فإن الصفقة قد تشكّل مرجعًا جديدًا في قيمة انتقال قلب دفاعٍ قارّي.
في المقابل، قد يلجأ بايرن لاستغلال المفاوضات لإتمام انتقال مبكر في يونيو المقبل، ما يمنحه وقتًا كافيًا لدمجه خلال فترة الإعداد، مقابل عرضٍ ماليٍ تتوافق فيه رغبات الناديين حول تقييم سوق المدافعين وتوزيع الأعباء المالية.
تأثير الصفقة على مستقبل الدفاع البافاري

اختيار أراوخو سيكون له انعكاساتٍ فنيةٍ واضحة على طريقة لعب بايرن في الموسم المقبل، مع احتمال انتقال بنية الفريق من نظام ثنائي في قلب الدفاع إلى ثلاثي يسمح بتركيز السرعات المضادة والضغط العالي في مناطق الخصم. كما تجعل قدرات الأوروجوياني في بناء اللعب من الخلف فريق توخيل أكثر قدرةً على التحكم بالإيقاع، خاصةً أمام فرق تلعب بارتدادٍ سريعٍ على الأطراف.
وفي حال نجاح الصفقة، سيكون على بايرن إقرار خطة انتقالية لأحد لاعبي قلب الدفاع الحاليين، قد يشهد تغييرًا في دور ديفيد ألابا أو تأجيل رحيل نيكلاس زوله لصالح خيارٍ أصغر سنًا وأكثر قابليةٍ للتطور.
ختام: هل تُنجز الصفقة قبل انطلاق الصيف؟
رغم تعقيدات المفاوضات المالية التي يواجهها برشلونة، يبقى أراوخو محور اهتمام بايرن ميونخ لتقوية بنيه الدفاعية. وتبقى الأنظار مركزةً على تحركات الناديين في الأيام القليلة المقبلة، حيث ارتبط الموسم الجديد لبطل ألمانيا بمدى نجاحه في تأمين قلب دفاعٍ من طرازٍ عالميٍ قادرٍ على حمل صلابة الخط الخلفي وتوجيهه نحو المنافسة المحلية والقارية.
إن قرار بايرن بالتقدم لضم أراوخو سيدلّ على رؤيته طويلة الأمد، وقدرته على تحويل الفرصة التي فتحتها الأزمات المالية لبرشلونة إلى قوةٍ جديدةٍ تعزز من تنافسيته في “الأليانز أرينا” وعلى الساحتين الألمانية والأوروبية على حد سواء.