
يواجه نادي برشلونة الإسباني أزمة حقيقية فيما يتعلق بمكان إقامة مبارياته في دوري أبطال أوروبا خلال الموسم الحالي، خصوصًا مع اقتراب موعد المراحل الإقصائية من البطولة. فقد بات النادي في ورطة بسبب عدم قدرة ملعب مونتجويك على استضافة المباريات المقبلة للفريق، في وقت لا يزال فيه مشروع تجديد كامب نو متعثرًا، ما يزيد من تعقيد الوضع.
مشاكل متجددة في كامب نو
كان من المفترض أن يعود برشلونة إلى كامب نو في بداية عام 2025 بعد فترة طويلة من الغياب بسبب أعمال تجديد الملعب. ومع ذلك، فإن الضغوطات المالية واللوجستية التي واجهها المشروع تعرضت لضربة جديدة، مما أجبر النادي على تأجيل العودة إلى معقله حتى بداية الموسم المقبل. ولكن الأمر لا يتوقف هنا، حيث فرضت التزامات أخرى على النادي، خصوصًا فيما يتعلق بالمرحلة المقبلة من دوري أبطال أوروبا، مما دفعه للبحث عن بديل مناسب.
مونتجويك في ورطة والبحث عن خيارات بديلة
وفقًا لصحيفة ماركا الإسبانية، فإن برشلونة كان يخطط في البداية للعب مبارياته في ملعب مونتجويك، ولكن بسبب التزامات مجلس المدينة مع شركات خاصة لاستضافة بعض الأنشطة في الملعب، أصبح من المستحيل استخدامه لمباريات دوري الأبطال في المرحلة الإقصائية. ويعني ذلك أن النادي الكتالوني سيكون مضطراً للبحث عن استاد جديد يستوفي شروط الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وفي الوقت ذاته يكون مناسبًا للجماهير ويواكب حجم أهمية المباريات القادمة.
خيارات متعددة لكن بمخاوف عدة
بدأت إدارة برشلونة في النظر إلى عدة ملاعب بديلة، ولكن كل خيار له تحدياته الخاصة. من بين الخيارات المطروحة:
ملعب كورنيا: ملعب إسبانيول، الغريم المحلي، والذي يتسع لنحو 40,000 متفرج، يُعد أحد الخيارات الأكثر جدية في الوقت الحالي. إلا أن هناك ترددًا كبيرًا داخل مجلس إدارة برشلونة حول خوض المباريات في هذا الملعب بسبب العلاقة المتوترة بين الفريقين.
ملعب ميستايا: معقل فالنسيا هو خيار آخر يتم دراسته. يتمتع الملعب بسعة أكبر تتجاوز الـ 50,000 متفرج، ما يجعله خيارًا مناسبًا من حيث السعة، ولكن مشكلة المسافة تبقى عائقًا، حيث يبعد عن برشلونة مسافة طويلة مقارنةً ببقية الخيارات.
ملعب متروبوليتانو: ملعب أتلتيكو مدريد هو أحد الخيارات المطروحة أيضًا. وعلى الرغم من أن هذا الملعب يقدم إمكانيات مميزة من حيث السعة والتجهيزات، إلا أن المسافة الطويلة بين مدريد وبرشلونة تشكل تحديًا لبرشلونة من ناحية الاستقبال والجماهير.
خيارات أخرى في الأفق
بجانب كورنيا، وميستايا، ومتروبوليتانو، ينظر برشلونة في خيارات أخرى مثل ملاعب جيرونا، لييدا، أو تاراجونا. إلا أن هذه الملاعب تُعد صغيرة جدًا مقارنة بمعايير دوري أبطال أوروبا، مما يجعلها غير ملائمة لاستضافة المباريات الهامة.
ضرورة اتخاذ قرار قبل الموعد النهائي
يواجه برشلونة ضغطًا كبيرًا في هذه المرحلة الزمنية المتقاربة. إذ يفرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على الأندية تحديد ملعبها البديل في أقرب وقت ممكن، ولن يتمكن النادي من تغيير الملعب لاحقًا. وإذا تمكن الفريق من التأهل مباشرةً إلى دور الـ16 من البطولة عبر المراكز الثمانية الأولى في دور المجموعات، سيكون على النادي تحديد ملعبه الجديد قبل 21 فبراير 2025.
أما في حالة اضطرار الفريق للعب المباريات الفاصلة (الملحق)، فسيكون لديه مهلة قصيرة لتحديد ملعبه قبل القرعة التي ستجرى في 31 يناير 2025.
البدائل والتفاوض مع مجلس المدينة
إذا فشلت جميع المحاولات في إيجاد ملعب مناسب في الوقت المحدد، فإن النادي قد يكون مضطرًا للتفاوض مع مجلس مدينة برشلونة لتمديد الموعد النهائي لاستخدام ملعب مونتجويك. وهذه خطوة قد تكون حلاً مؤقتًا حتى يتم الانتهاء من تجديد كامب نو بشكل كامل.
التحدي الأكبر: الحفاظ على الاستقرار في دوري الأبطال
في ظل هذه الأزمات المتعددة، تبدو مهمة برشلونة في دوري أبطال أوروبا أكثر تعقيدًا. فالنادي لا يواجه فقط تحديات فنية داخل الملعب، بل يواجه أيضًا تحديات لوجستية وتنظيمية تهدد استقراره في البطولة. ولكن مع التركيز والإعداد الجيد، يمكن لبرشلونة التغلب على هذه العقبات ومواصلة مسيرته في البطولة الأوروبية الأهم.
خلاصة
برشلونة في مأزق حقيقي بسبب غياب الاستقرار في ملعبه الحالي وتعثُّر عملية تجديد كامب نو، مما يجبره على البحث عن ملعب بديل في وقت ضيق. خيارات الملعب المتاحة ليست مثالية، سواء من ناحية السعة أو الموقع أو حتى التاريخ. وبغض النظر عن الملعب الذي سيختاره، سيكون على إدارة برشلونة اتخاذ قرار حاسم في الأسابيع القليلة المقبلة لضمان الاستمرار في دوري أبطال أوروبا بدون أي تأثيرات سلبية على الأداء داخل الملعب.