تجاهل علي البليهي لعمليات الاحماء يسلط الضوء على وضعه مع الهلال

شهدت مباراة الهلال والقادسية في ختام منافسات دوري روشن للمحترفين موسمي 2024–2025 حدثًا لافتًا ترك تساؤلات كثيرة حول مستقبل المدافع المخضرم علي البليهي داخل أروقة الزعيم فقد كان غيابه الملاحظ عن حصة الإحماء الخاصة بمجموعة البدلاء قبل انطلاق المواجهة التي انتهت بفوز الهلال بهدفين دون رد إشارة قوية على التباعد المتزايد بين اللاعب وإدارة الفريق وجهازه الفني الحالي بقيادة محمد الشلهوب

تراجع دور البليهي في عهد المدرب المؤقت

انضم علي البليهي إلى صفوف الهلال صيف عام 2018 قادمًا من الاتفاق ليكون ركيزة في خط الدفاع ومع مرور المواسم حجز مكانه كأساسي تحت قيادة عدة مدربين قبل أن يواجه أول منعطف حقيقي هذا الموسم عندما تولى محمد الشلهوب مهمة تدريب الفريق مؤقتًا بعد إقالة البرتغالي جورج جيسوس وقد سبق وأن خاض البليهي 90 دقيقة كاملة في مباراته الأولى تحت قيادة الشلهوب ضد الفتح ثم 66 دقيقة أمام الوحدة قبل أن يخرج من حسابات تشكيلة اللقاء الأخير ضد القادسية

غياب مبرر أم استياء خفي

على عكس زملائه الذين حرصوا على المشاركة في الإحماء قبل اللقاء الختامي، لم يظهر البليهي مطلقًا في لقطات حصة الإحماء المصورة التي نشرها الإعلامي خالد الدوسري عبر منصة إكس بل بدا المشهد أنكفاؤه على المدرجات أو في ممر اللاعبين ما عزز فرضيات استيائه من عدم منحه الفرصة كأساسي رغم الاعتماد الكثيف عليه خلال فترة جيسوس بالإضافة إلى تكرار صافرات الاستهجان ضده من قِبل بعض جماهير الهلال التي طالبت بإشراك لاعبي خط الوسط أو الدفاع الشباب بدلًا من الاعتماد على العناصر المخضرمة

تصدع العلاقة مع الإدارة الفنية

شغل البليهي مكانة مهمة في تشكيلة الهلال بفضل خبراته الكبيرة التي اكتسبها بعد مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية عام 2019 مع الفريق الأزرق ثم دوره في حصد لقب الدوري والكأس أكثر من مرة إلا أن قرار الشلهوب بمنعه من المشاركة أساسياً في ثلاث من أصل خمس مباريات قادها حتى الآن وضعه في موقع الحائر بين الإيمان بقدرته على استعادة مستواه وخيار البحث عن وجهة جديدة تناسب طموحاته في خوض مباريات أساسية بانتظام

السيناريو الأقرب لرحيل مرتقب

يرتبط البليهي بعقد مع الهلال ينتهي في 30 يونيو 2025، وقد ربطت الأنباء في الأشهر الماضية حديثًا عن اتفاق أولي لتجديد عقده لمدة موسمين إضافيين لكن مع اشتداد الحديث عن استبعاده من التشكيلة الأساسية ومع تكرار وقوعه في مواقف مشابهة على هامش المباريات فإن احتمالات رحيله عن الزعيم تبدو الأقرب خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة خاصة إذا قرر البليهي خوض تحدٍ جديد في القارة الآسيوية أو العود إلى الدوري الأوروبي مكتملًا تجربته الاحترافية

دواع فنية وإدارية وراء القرار

يرى محللون أن استبعاد البليهي من الإحماء وفي المباراة نهائيًا لم يأت مصادفة بل يعكس توجهًا فنيًا جديدًا يسعى الشلهوب من خلاله إلى اختبار الثنائي حسان تمبكتي ومحمد الواكد في محور الدفاع الأيمن والأيسر على حد سواء بالإضافة إلى منح الفرصة لصعود بعض العناصر الشابة مثل خالد البريك وإبراهيم أمين لتكوين قوام دفاعي قادر على المنافسة في الموسم المقبل بما يتناسب مع رغبة إدارة النادي في تجديد الدماء داخل التشكيلة

رد فعل الجماهير وتباين الآراء

تباينت ردود فعل جماهير الهلال تجاه هذه الخطوة ما بين من اتهم الشلهوب باتباع سياسة قاسية نابعة من رغبة المدرب الزيتوني في تأكيد سلطته وتطبيق رؤيته دون استثناء أي لاعب حتى المخضرمين منهم فيما اعتبر آخرون أن الأمر يندرج في إطار التطور الطبيعي لأي فريق كبير يسعى للحفاظ على التنافسية إذ لا مكان للضمانات مهما كان الثقل التاريخي للاعب وأن البليهي مطالب بفرض نفسه من جديد خلال المعسكر الصيفي المقبل

أهمية الموسم المقبل للبليهي

سيكون الموسم الرياضي 2025–2026 محطة فاصلة في رحلة البليهي إذ أمامه فرصة لإثبات جدارته مجددًا سواء مع الهلال أو أي فريق آخر سيتم التعاقد معه في حال فشل في التأقلم مع مدير فني جديد أو تفضيل الإداريين لإبرام صفقات دفاعية أجنبية قد تقلل من دوره في التشكيلة وفي جميع الأحوال سيبقى طموح اللاعب الثابت مرتبطًا بخوض أكبر عدد ممكن من المباريات الرسمية والمساهمة في موسوعة الألقاب التي بنى بها سمعته منذ انتقاله إلى أحضان القلعة الزرقاء

ختامًا

يشير غياب علي البليهي عن حصة الإحماء الأخيرة إلى تصدع في جسر الثقة بينه وبين إدارة الهلال وجهازه الفني فيما يبدو أن قرار رحيله خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة هو الأرجح ما لم يتم التوصل إلى تسوية فنية تحفظ له مكانة أساسية في مشاريع النادي الكتالوني للسير قدمًا نحو تحقيق الألقاب المحلية والقارية وتنهي هذه الحلقة المثيرة من التكهنات التي احاطت بمستوى وخيارات واحدة من أبرز الشخصيات الدفاعية في تاريخ الهلال الحديث.