
في نهاية موسم دوري روشن السعودي للمحترفين ٢٠٢٤–٢٠٢٥، وقف المتابعون أمام صفحة جديدة من المنافسة الدائمة بين الثنائي التاريخي عبدالرزاق حمدالله وعمر السومة بهدف خطف لقب الهداف التاريخي للمسابقة منذ تطبيق الاحتراف موسم ٢٠٠٨–٢٠٠٩.
بعد ٣٤ جولة، حسم السومة وفريقه العروبة الصاعد من جديد قمة الهدافين برصيد ١٥٥ هدفاً مقابل ١٥٠ هدفاً لحمدالله الذي غاب عن الجولة الأخيرة للإصابة، ليظل الصراع مفتوحاً على مستقبل كلا المهاجمين.
ثنائي لا يُنضب في سجل التهديف
عرفت سنوات الاحتراف في الدوري السعودي تنافساً ساخناً بين مهاجمين محليين وأجانب، لكن استمرارية السومة مع الأهلي ثم انتقاله إلى العروبة، ومن قبله تألق حمدالله مع النصر والاتحاد والشباب، جعلت منهما أكثر من مجرد هدافين.
- عبدالرزاق حمدالله: 150 هدفًا في 163 مباراة عبر 7 مواسم.
- عمر السومة: 155 أهدافاً خلال مشواره الطويل في الدوري السعودي.
ورغم أن كليهما لم يفز باللقب هذا الموسم، إلا أن أرقامهما عادت لتضعهما في صدارة الحديث حول الهجوم والتأثير على البطولات.
السومة… القائد المنقذ في زمن الهبوط
أنهى الموسم الحالي السومة بصناعة هدفين وحضور قوي أمام التعاون في الجولة الأخيرة، لكنه فشل في التسجيل رغم مطابقة الظروف المثالية.
تمكن من قيادة فريقه للفوز ٣-٢ قبل هبوطه رسمياً لدوري يلو للدرجة الأولى، وهو ما يجعل مساره نحو إضافة أهداف جديدة في دوري المحترفين مرهوناً بانتقاله أو بقائه مع العروبة في حال تمكن من العودة فنيّاً وإدارياً.
لكن هذا السيناريو غير مؤكد في ظل تذبذب عروض الأندية وحاجة الفريق الأصفر إلى لاعبين قادرين على الصعود الفوري.
حمدالله… الرقم التاريخي تحت ظلال الغياب
تراكمت أهداف حمدالله على مدى سبع سنوات قضاها في الملاعب السعودية بداية مع النصر حيث سجل ١٥٩ هدفاً قبل أن ينتقل إلى الاتحاد ويسجل ٧٣ هدفاً ثم الشباب محققاً سلسلة مميزة قادته لتجاوز حاجز المائة بسرعة.
إلا أن إصابة عضلية أبعدته عن آخر مباراة أمام الفيحاء، وانتهى رصيده لهذا الموسم عند ٢١ هدفًا، وهو أقل بكثير من رصيد رونالدو (٢٥) الذي حصد لقب الهداف للموسم الثاني على التوالي.
المنافسة مستمرة.. والمستقبل مفتوح

ورغم توقف عداد حمدالله مؤقتاً، فإن مستقبله الممتد بعقد مع الشباب حتى ٢٠٢٧ يمنحه فرصة ذهبية لاستعادة المشهد والتتويج بلقب الهداف التاريخي في المواسم المقبلة.
أما السومة، فقد أصبح هبوط العروبة تحدٍّ جديد له، بعد أن عاش تجربة الهبوط الأولى موسم ٢٠٢١–٢٠٢٢ مع الأهلي، ثم انتقل معارًا إلى العربي القطري، والآن يأمل العودة مرة أخرى لكتابة صفحة فارقة قبل اعتزاله.
إذا عاد حمدالله إلى اللياقة الكاملة واستمر في اللعب بانتظام، فهو الأقرب لتخطي رقم السومة. أما الأخير، فتحقيق الهدف رقم ١٥٥ في ظل هبوط ناديه يعكس تحديات كبيرة سيواجهها الموسم القادم.
ميزات تكتيكية تضيف زخماً للتنافس
من منظور فني، يمتلك كل لاعب خصائص تميزه:
- حمدالله: قوة بدنية، سرعة، تحركات داخل المنطقة، وتسجيل من الكرات الثابتة.
- السومة: تنوع الحلول، اللعب بالرأس، التمركز الذكي، والتسديد من الزوايا الضيقة.
هذه الاختلافات تضفي على التنافس مزيدًا من الإثارة، وتجعل الصحافة الرياضية والإعلاميين يتحدثون عن “صراع أجيال” وليس مجرد أرقام.
تأثير رونالدو على موازين المنافسة

يُعزى تغيير موازين المنافسة هذا الموسم إلى دخول كريستيانو رونالدو المعاد تجديد عقده مع النصر بقوة إلى صدارة الهدافين، ثم تراجع مستواه وسط ضغط الإعلام والجماهير.
انقسمت جماهير النصر بين مؤيد ومعارض لمسيرة النجم البرتغالي، مما أعطى فرصاً لحماديْ الدوري لإعادة النقاش حول قيمة الهداف المحلي وقدرته على مجاراة النجوم العالميين.
الآثار على الدوري والأندية السعودية
أظهرت هذه المنافسة تأثيراً واضحاً على الدوري السعودي، حيث:
- جذبت اهتماماً إعلامياً عالمياً: وتزايدت التقارير الأجنبية حول مسيرة حمدالله والسومة.
- حفزت الأندية على الاستثمار في مهاجمين قادرين: على المنافسة على المستوى المحلي والقاري.
- رفعت سقف التوقعات: لدخول دوري الأبطال والفوز بالكؤوس المحلية.
صار الجمهور ينظر إلى الفوز بالبطولات من منظور إحصائي شخصي، مما يرفع القيمة السوقية لأي لاعب يحتل المرتبة الأولى في التهديف.
خاتمة: سباق لن ينتهي
يبقى موسم ٢٠٢٤–٢٠٢٥ حلقة فارقة في تاريخ سباق الهدافين المحليين، إذ شهد تسجيل حرمان أحدهما بسبب الإصابة، بينما لم يترك الآخر الفرصة تفوته رغم صعوبات الترقية والهبوط.
ومن المتوقع أن تشهد فترة الانتقالات الصيفية المقبلة حسم ملف استمرار السومة في دوري روشن أو مغادرته إلى وجهة جديدة، بينما سيعود حمدالله جاهزاً للموسم القادم مع الشباب، ليطلق معركة جديدة نحو قمة الهدافين في أقدم دوري احترافي عربي.
فهل سيُكتب لواحد منهما أن يصبح الهداف التاريخي المطلق؟ أم سيأتي نجم جديد ليكسر موجة التنافس ويحمل المشعل بعيداً؟