اعتبر تتويج الاتحاد باللقب استثناءً لظروف استثنائية!.. بن عبود يكشف سر فوز العميد بالدوري

قراءةٌ سريعةٌ في معطيات جدول الترتيب

• الاتحاد: 74 نقطة من 31 مباراة (23 فوزًا، 5 تعادلات، 3 هزائم).
• الهلال: 68 نقطة من 31 مباراة (21 فوزًا، 5 تعادلات، 5 هزائم).
• النصر: 63 نقطة من 31 مباراة (19 فوزًا، 6 تعادلات، 6 هزائم).

وبحسب لائحة دوري روشن، يحتاج الاتحاد لفوزٍ واحدٍ إضافيٍّ في مبارياته المتبقية (الرائد، الشباب، ضمك) ليضمن اللقب رسميًا حتى قبل نهاية الموسم.

تصريحٌ صادمٌ: “لم أتوقع تتويج العميد”

قال بن عبود القحطاني، الذي شغل منصب مدير كرة القدم في النصر خلال موسمٍ مضطربٍ، في حديثه:

“لو سألتني قبل انطلاقة الموسم، أو حتى منتصفه، عن حظوظ الاتحاد، لقلتُ إن فرصه ضعيفةٌ جدًّا؛ نظرًا لمستوى الفريق الفني الذي لم يكن مثاليًا، والاعتماد الزائد على عناصرٍ محدودةٍ. لكن الواقع فاجأنا جميعًا”.

وأضاف:

“الاتحاد سيتوّج بسبب فارقٍ مزدوجٍ: مستوى غير مستقرٍ لكلٍ من الهلال والنصر، ونجاح العميد في الاستفادة من الفرص المتاحة، رغم أنه لم يكن المرشح الأبرز للقب”.

هل استغل العميد تعثّرات الكبار؟

استعرض بن عبود بعض اللقطات الحاسمة لهذا الموسم، ليركّز على الخطأ التكتيكي الذي وقع فيه الهلال أمام الفتح (1-1)، وتعادل النصر في مناسبتين أمام ضمك (2-2) وحطين (1-1)، ثم خروج النصر من كأس الملك في ربع النهائي. وقال:

“العميد لم يفز بالدوري فقط بحس تدشيني، بل بخططٍ أقنعته بتجنب الانهيارات. المنافسان خسر كلٌ منهما 5 نقاطٍ في مبارياتٍ قلّما يخسرها فريقٌ كبيرٌ؛ ما أعطى الاتحاد أفضليةً لم يكن يتصورها أحد”.

كما أكد أنّ الاتحاد – بقيادة المدير الفني لويس سييرا – حقّق فوزًا ذهبيًّا بثلاثيةٍ نظيفةٍ على الهلال في الدور الأول، ما أعطى اللاعبين ثقةً كافيةً لإثبات جدارتهم رغم ضغوط اللحظة.

مقارنةٌ مع موسمٍ سابقٍ

ذكر بن عبود أنه قارن هذا الموسم بموسم 2022-2023 الذي شهد تتويج الهلال بلقب الدوري قبل انتهاء المباريات بثلاثة أسابيع، بفضل اتساع الفارق إلى 16 نقطة. وأضاف:

“في الموسم الماضي، الهلال كان يستحق اللقب باكتساحٍ على أرض الملعب. أما هذا العام، فالخمسة عشر تعادلًا أو الهزائم المفاجئة قلّلت من حظوظه وحظوظ النصر، وفتحت الباب أمام الاتحاد”.

فعلى عكس الموسم الماضي، الذي شهد ركودًا نادرًا في مستوى المنافسة، جاء موسم 2024-2025 حافلاً بالتقلبات في أداء “الزعيم” و”العالمي”، ما سمح لعميد جدة بالاقتراب من المرمى الذهبي.

معطيات فنية واستراتيجية للعميد

أشار القحطاني إلى ثلاثة عوامل رئيسية قادت الاتحاد للصدارة:

1. الاستقرار التكتيكي: منح سييرا الفرصة الأساسية للتشكيلة ذاتها في المباريات الحساسة، مع بعض التعديلات المحدودة.
2. التكيف مع الضغط النفسي: نجح لاعبو العميد في تحويل فترات الضغط إلى فرصٍ، ونجحوا في قلب نتائج صعبةٍ لصالحهم (كفوزٍ قاتلٍ أمام الشباب 2-1 في الوقت المحتسب بدل الضائع).
3. دعم الإدارة: لم تتخلَّى الإدارة عن الجهاز الفني رغم بعض النتائج السلبية المبكرة، ما وفر أجواء هادئةٍ بعيدًا عن غليان الانفعالات.

وبحسب الإحصائيات التي أوردتها صحيفة “الرياضية”، سجل الاتحاد 57 هدفًا وتلقى 27 هدفًا، وهو ثاني أقوى خطين دفاع وهجوم معًا بعد الهلال، الذي سجل 62 هدفًا واستقبل 25.

ماذا بعد؟ التحدّيات المقبلة

لم يخفت صوت بن عبود عن الإشادة بوجود كأس خادم الحرمين الشريفين على بعد أيام، حين يلتقي الاتحاد والقادسية في نهائي الكأس، مؤكّدًا أنّ اللقب الثاني في الموسم سيكون بمثابة “دبوسٍ ذهبيٍّ” يُكمل قصة نجاحٍ مفتوحةٍ.

“إذا فاز الاتحاد بالكأس، فسيؤكد أنّ تتويجه بالدوري لم يكن صُدفةً، بل نتيجة مخططٍ فنيٍّ وإداريٍّ متكاملٍ”.

ورغم تأكيده على أنّه لا يقلل من جدارة الاتحاد بهذا الإنجاز، ختم تصريحاته بالقول:

“لو كان الهلال والنصر في المستوى الذي شاهدناه في المواسم الماضية—المستوى الذي أهلهما حسم البطولات بالخروج من معتركٍ السباق قبل نهايته—لما نجح الاتحاد في اقتناص الصدارة. وهذا وحده يثبت حجم المفاجأة”.

في اليوم الذي يفصله الاتحاد عن فوزٍ تاريخيٍّ بانتزاع لقب بقي بعيدًا عنه منذ عام 2009، يظلّ الرهان قائمًا على قدرة الفريق على تجاوز تحديات الدوري المتبقية بتركيزٍ متجددٍ، وعلى ردّ القادسية في نهائي الكأس، ليتحقق للموسم الحالي وصف “الموسم الذهبي” الذي صعب تصديقه قبل بدايته.