تأتي هذه الخطوة ضمن مشهد إعلامي ورياضي يشهد توترًا متصاعدًا بين جماهير الأندية والجهات الإعلامية في مصر، حيث أعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المصري عن قرار حاسم يقضي بمنع الإعلامي أحمد شوبير من الظهور على شاشة قناة النادي الأهلي لمدة أسبوعين. وتأتي هذه الخطوة نتيجة للتحقيقات المكثفة التي أجرتها لجنة الشكاوى برئاسة عصام الأمير، بعد تقديم شكوى من قبل إدارة نادي الزمالك تتهم شوبير بالتحريض وتجاوز الحدود في حق جماهير النادي الغالية.
خلفية الأزمة والمرحلة التحضيرية للقرار
بدأت الأحداث بالتصاعد بعد تقديم نادي الزمالك شكوى رسمية ضد الإعلامي أحمد شوبير، الذي يُعد من أبرز الشخصيات في الإعلام الرياضي المصري. وقد اتهم الشوبير في الشكوى بأنه أسهب في تصريحات وتصرفات أثارت جدلاً واسعًا بين مشجعي الزمالك، معتبرين أنها تجاوزت الحدود المقبولة وتعدّت على حقوق الجماهير. ووفقًا للشكوى، فإن التصريحات التي أدلى بها الإعلامي كانت تحمل طابعًا تحريضيًا، ما دفع إدارة النادي إلى اتخاذ إجراء قانوني حيال ما وصفته بأنه إساءة إلى سمعة النادي وعشاقه.
تفاصيل القرار وأسس تطبيقه
أعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المصري، من خلال بيان رسمي على صفحته على فيسبوك، أن القرار جاء بعد انتهاء التحقيقات وتوصيات لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي برئاسة عبدالسلام النجار، الذي يشغل أيضًا منصب عضو في المجلس. واستند القرار إلى ما جاء في القانون رقم 180 لسنة 2018 والمادة 16 من لائحة الجزاءات الصادرة بقرار رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 16 لسنة 2019.
بنود القرار
وبحسب البيان، فإن قرار المجلس تضمن بندين أساسيين:
- غرامة مالية: تم إلزام قناة النادي الأهلي بدفع مبلغ مالي قدره 100 ألف جنيه مصري كجزء من العقوبات المقررة، وذلك ردًا على المخالفات التي ارتكبتها القناة خلال بث برنامج “حارس الأهلي”.
- حظر مؤقت: تم فرض منع على عرض برنامج “حارس الأهلي” لمدة أسبوعين، بالإضافة إلى منع ظهور الإعلامي أحمد شوبير على شاشة القناة لنفس الفترة.
التفاعل وردود الفعل في الوسط الرياضي والإعلامي
أثار القرار ردود فعل متباينة بين مختلف الأطراف؛ فمن جهة، رحبت إدارة نادي الزمالك بهذا الإجراء الذي اعتبرته خطوة نحو حماية مشجعي النادي والحفاظ على الكرامة الرياضية. وقد أعرب مسؤولون داخل صفوف إدارة الزمالك عن أملهم في أن يكون هذا القرار رادعًا لأي محاولات مستقبلية للتلاعب بالمشاعر الجماهيرية أو استغلال الإعلام لتحقيق أهداف شخصية أو تحريضية.
التداعيات القانونية والتنظيمية للقرار
يمثل القرار الذي أصدره المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المصري نقطة تحول في كيفية التعامل مع قضايا الإعلام الرياضي في مصر. فمن الناحية القانونية، يؤكد القرار على ضرورة احترام المعايير والإجراءات المحددة بموجب القوانين المنظمة لقطاع الإعلام، كما أنه يسلط الضوء على مدى أهمية تطبيق القانون على الجميع دون تمييز.
الأبعاد الرياضية والاجتماعية للقرار
يمتد تأثير هذا القرار إلى ما هو أبعد من مجرد عقوبة على إعلامي أو قناة معينة؛ فهو يعكس التحديات التي تواجهها الساحة الرياضية في مصر من حيث إدارة التوترات بين الأندية والجماهير. ففي ظل المنافسة الشديدة بين الأهلي والزمالك، والتي تُعد من أعظم المواجهات الرياضية في العالم العربي، يصبح من الضروري أن تتحلى وسائل الإعلام بالحيادية والموضوعية في تناول الأخبار والتصريحات التي قد تؤثر على المشاعر الجماهيرية.
الاستنتاج النهائي
يبرز قرار المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المصري بمنع ظهور الإعلامي أحمد شوبير بقناة الأهلي كخطوة مثيرة تحمل في طياتها العديد من الرسائل للمشهد الإعلامي والرياضي. فهو ليس مجرد إجراء عقابي ضد شخصية إعلامية أو جهة بث معينة، بل هو إشارة إلى التزام الجهات التنظيمية بحماية حقوق الجماهير والحفاظ على نظام المنافسة الرياضي الشريف.
