
في أجواء مشحونة بالتوتر الإعلامي والرياضي، برز اسم سعيد العويران، لاعب الشباب السابق ومنتخب السعودية، كأحد الأصوات التي تدعو لتهدئة الصراعات وتعزيز الحوار الودي بين الأطراف المختلفة. ففي تصريحاته التي أدلى بها خلال مشاركته كضيف على برنامج “يقال” بفضائية “اليوم”، عبّر العويران عن أمله في حل الأزمة القائمة بين الإعلامي وليد الفراج ولاعب الاتحاد وسابق الشباب، سعود السمار. وتأتي هذه التصريحات في ظل أزمة إعلامية متشابكة لم تخلُ من الاتهامات والتصريحات الحادة، حيث اتهم السمار الفراج بتفريق الشعوب الخليجية بطريقة فجة، مما أدى إلى تصاعد حدة الخلافات بينهما.
أوضح العويران خلال جلسته الحوارية أن الموقف الذي وصل إليه النزاع ليس بالأمر البسيط، فهو يرى أن الأمور قد كبرت بشكل لا يُطاق، مُشيرًا إلى أن القضية قد تتحول إلى مشكلة كبيرة إذا لم يتم التوصل إلى حل ودي. وقال العويران: “أتمنى أن يتم حل الأمر وديًا، ولو لم يتنازل وليد الفراج ستصير المشكلة أكبر بكثير”. وأضاف بأن وليد، الذي يعتبر أحد أبرز الوجوه الإعلامية في الساحة الرياضية، يمتلك الخبرة الكافية في فهم طبيعة البرامج الرياضية وما يثيره من انفعالات بين المشاهدين، وهو على دراية بأن مثل هذه المشاحنات تنتهي بسرعة عندما يتم التفاوض والتفاهم بين الأطراف.
وفي سياق متصل، أعرب العويران عن ثقته في أن وليد الفراج سيتخذ القرار المناسب حيال النزاع الحالي، مبديًا اعتقاده بأن الإعلامي، الذي تطوّر في مجاله بجدارة واجتهاد، يعلم تمامًا أن التصعيد قد يؤدي إلى تداعيات سلبية لا مفر منها. وأضاف: “عندي ثقة أن وليد سيتنازل عن القضية؛ هو مجتهد وطوّر نفسه في عالم الإعلام، ويعرف جيدًا أن المشاحنات تنتهي سريعًا على القنوات”. هذه التصريحات جاءت لتسلط الضوء على أهمية الحوار وتجنب التصعيد الذي قد يضر بمستقبل البرامج الرياضية والشخصيات المشاركة فيها.
وفي الوقت ذاته، لم يغب عن الأنظار أن ردود الفعل لم تتوقف عند تصريحات العويران، حيث استمر اللاعب سُمِّي “السمار” في نشر آراءه على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة على منصة “إكس”، حيث كتب سلسلة من التغريدات التي تميزت بالحدة والانتقادات اللاذعة. فقد وصف السمار وليد الفراج بأنه “أكبر كذاب في العالم” و”منتهز”، منتقدًا أسلوبه في التعامل مع قضايا تجمع دول الخليج. وأشار إلى أن الفراج يتصف بالنفاق في طريفته في تقديم آرائه، مشددًا على أن أهدافه تكمن في تحقيق مكاسب شخصية على حساب وحدة الصف الخليجي.
وفي تغريدة مثيرة للجدل، لم يتوانَ السمار عن استخدام ألفاظ قوية، معتبرًا أن “ما همه إلا ما يدخل جيبه” وأنه لا يستحي من التلميحات التي تُبرز انحيازه لأي فريق على حساب فريقه الوطني. هذا التصعيد في التوتر الإعلامي دفع الكثير من المشاهدين والمتابعين إلى التساؤل عما إذا كانت هذه النزاعات ستتجاوز حدود البرامج الرياضية وتدخل في حيز النزاعات القانونية والإدارية.
من الناحية الأخرى، تحدث الإعلاميون عن أن النزاع الحالي بين الفراج والسمار قد يكون له أبعاد أعمق تتعلق بصراع بين شخصيات إعلامية رياضية متنافرة في رؤاها حول كيفية تناول الأحداث الرياضية. ففي إحدى التغريدات التي نشرها الفراج على منصة “إكس”، كتب: “كلنا شجعنا النصر اليوم .. لا تسمحوا لأي انتهازي أن يدخل بيننا”. وقد فسّر البعض هذه التغريدة على أنها إشارة مباشرة إلى الخلاف بين الفراج والسمار، حيث يبدو أن الفراج يحاول التأكيد على وحدة الصف السعودي والتصدي لأي محاولات لتفريق الجماهير الخليجية عن دعم فرقها الوطنية.

تستعرض الأحداث الحالية صورة معقدة لعالم الإعلام الرياضي في السعودية، حيث يتداخل النقد الحاد مع الدعوات إلى الوحدة والتعاون. فعلى الرغم من أن بعض التصريحات اتخذت طابعًا شخصيًا حادًا، إلا أن هناك دعوات صريحة من قبل شخصيات معروفة مثل سعيد العويران للتأكيد على أهمية حل النزاعات بالطرق الودية والجلوس إلى طاولة الحوار. وفي حديثه على برنامج “يقال”، لم يقتصر العويران على نقد الأطراف المتنازعة فحسب، بل دعا الجميع إلى تجاوز الخلافات والتركيز على ما يخدم الصالح العام، خصوصًا في ظل الظروف التي يشهدها الدوري المحلي والمسابقات الدولية التي يتابعها جمهور واسع من المتابعين.
بالإضافة إلى ذلك، يُشير بعض المحللين إلى أن النزاعات مثل هذه قد تؤثر سلبًا على صورة البرامج الرياضية ومصداقيتها، خاصة عندما تتحول من مجرد خلافات شخصية إلى قضايا سياسية واجتماعية قد تؤدي إلى انقسام الجماهير. وفي هذا السياق، يرى الخبراء أن الدور الإعلامي يجب أن يكون مبنيًا على مبادئ الحوار والاحترام المتبادل، وأن يكون التركيز على إبراز إنجازات اللاعبين والفرق بدلاً من الانخراط في مشاحنات شخصية قد تضر بالمسيرة الرياضية.
من الجدير بالذكر أن مسألة التنازل والتسوية لا تقتصر على الإعلاميين الرياضيين فحسب، بل تمتد لتشمل جميع الجهات التي تعمل في هذا المجال، سواء كانت قنوات تلفزيونية أو مؤسسات رياضية. فهناك دعوات مستمرة لضرورة إعادة النظر في سياسات التغطية الإعلامية التي تعتمد على التصعيد والصدام، وما لها من تأثير سلبي على العلاقات بين مختلف الأطراف. ويُعتبر الحوار البنّاء والاتصال المفتوح بين الشخصيات الإعلامية خطوة أساسية لتحقيق التفاهم والتقارب بين مختلف الأطراف المشاركة في تغطية الأحداث الرياضية.
علاوة على ذلك، هناك اعتقاد راسخ بين بعض المحللين أن النزاعات التي تنشب بين الشخصيات الإعلامية الرياضية يجب أن تُحل خارج نطاق البرامج والعروض التلفزيونية في الدوري السعودي، في إطار منسق يضمن الحفاظ على وحدة الصف الرياضي والابتعاد عن الخلافات التي قد تؤدي إلى تشتت التركيز عن الأهداف الحقيقية للمسابقات والبطولات. وهذا ما دفع بعض الشخصيات الإعلامية إلى الدعوة إلى إنشاء لجان تحكيمية مختصة بالفصل في مثل هذه النزاعات، بحيث يتم التعامل معها بأسلوب مهني بعيدًا عن التجاذبات العاطفية والتصريحات النارية.
لا شك أن الأزمة الحالية التي تتناولها وسائل الإعلام بين وليد الفراج وسعود السمار تُعدّ مثالًا على التحديات التي تواجه الإعلام الرياضي في عصر التواصل الاجتماعي، حيث تنتشر التصريحات والاتهامات بسرعة كبيرة، مما يجعل من الصعب أحيانًا الفصل بين الحقائق والتضليل. وفي هذا السياق، يُبرز سعيد العويران دوره كوسيط يمكن أن يُساهم في تهدئة الأجواء وإيجاد حلول وسط تحافظ على سمعة الإعلام الرياضي وتُعزز من صورة البرامج الرياضية في المجتمع.
يأتي تدخل العويران في وقت حساس، إذ أن النزاع قد يتحول إلى مشكلة أكبر إذا ما استمرت التصريحات النارية والاتهامات المتبادلة بين الأطراف. ويأمل العويران أن يقترب الجميع من حل هذه الأزمة بشكل ودي، دون الحاجة إلى اللجوء إلى القضاء الذي قد يطيل أمد النزاع ويزيد من تعقيداته. وفي حديثه، أشار العويران إلى أن القضية أمام القضاء لكنها في طريقها إلى الحل، معبراً عن ثقته بأن وليد الفراج سيتخذ القرار المناسب لتسوية الخلاف، نظرًا لأنه من أكثر الشخصيات التي تفهم طبيعة البرامج الرياضية وتعرف كيف تؤثر تصرفاتها على المشاهدين.

من جانبه، استمر السمار في الدفاع عن موقفه عبر منشوراته على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اتهم الفراج بكونه شخصًا ينتحل هوية الوطن على حساب الوحدة الخليجية، ووجه إليه اتهامات شخصية حادة لا تليق بمهنية الإعلام الرياضي. ورغم أن مثل هذه التصريحات قد تجذب الانتباه الإعلامي وتثير الجدل، إلا أنها تُظهر الانقسام الداخلي بين بعض الأسماء الكبيرة في الوسط الرياضي، مما يدعو إلى ضرورة وضع حد لهذه التصادمات التي قد تضر بالمصداقية والسمعة.
تأتي هذه الأحداث في ظل توقعات كبيرة من الجماهير التي تتابع الأحداث الرياضية بحماس بالغ، إذ يتطلع الكثيرون إلى رؤية توازن جديد يعيد لوحدة الصف الرياضي السعودي ويُبرز روح الفريق الواحد التي طالما كانت سمة مميزة للمنتخبات والفرق المحلية. ومن هنا، تُعتبر دعوات العويران للتسوية خطوة إيجابية تستحق الثناء، لأنها تحمل في طياتها رسالة واضحة بأن المصلحة الوطنية يجب أن تتجاوز أي خلافات شخصية أو مصالح فردية.
كما أن هذه الأزمة تُعد فرصة لإعادة تقييم كيفية تناول وسائل الإعلام الرياضية لقضايا الخلاف، بحيث يتم التركيز على تعزيز الحوار الإيجابي بدلاً من الانخراط في الجدل الذي لا يُفضي إلى نتيجة بناءة. ففي عصر أصبحت فيه منصات التواصل الاجتماعي ساحة للتعبير عن الآراء بكل حرية، يصبح من الضروري على الإعلاميين الرياضيين أن يتحلوا بمسؤولية أكبر في تقديم محتوى يرتكز على الحقائق والمبادئ المهنية، بعيدًا عن التصعيد الذي قد يؤدي إلى تشويه صورة الوسط الرياضي بأكمله.
إن التدخل الأخير لسعيد العويران يُظهر مدى أهمية وجود شخصيات قادرة على التوسط والحد من التوتر بين الأطراف المتنازعة، سواء كان ذلك في المجال الرياضي أو الإعلامي. فالعويران، الذي يتمتع بخبرة واسعة كلاعب سابق ومنتخب وواحد من الشخصيات المرموقة في الوسط الرياضي، يُعتبر صوت العقل الذي يمكن أن يُعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، ويُدعو إلى تجاوز الخلافات والتركيز على ما يخدم المصلحة العامة.
وفي ضوء هذه التطورات، يُأمل أن تكون هناك مبادرات مستقبلية لتأسيس آليات للحوار بين الشخصيات الإعلامية الرياضية، مما يُساعد في تجنب التصعيد والنزاعات التي قد تؤثر سلبًا على الأجواء العامة للمسابقات. فكلما تمكنا من تحقيق تواصل بنّاء بين الأطراف المختلفة، زادت فرص نجاح البرامج الرياضية في نقل الحقائق والأحداث بشكل موضوعي يحترم جميع الأطراف.
إن ما يحدث اليوم في الوسط الرياضي السعودي ليس بمعزل عن التحديات التي تواجه وسائل الإعلام في عصر العولمة والتواصل الفوري؛ إذ أن الأخبار تنتشر بسرعة، والتصريحات النارية قد تتحول إلى أزمات إعلامية تؤثر على سمعة الأندية والمنتخبات. لذا، يبقى من الضروري أن يكون هناك وعي مشترك بين الإعلاميين الرياضيين بتقديم محتوى يرتكز على الحقائق ويُعزز من وحدة الصف الوطني، مما يسهم في تقديم صورة مشرقة عن الرياضة السعودية للعالم بأسره.
وفي النهاية، تُعد رسالة سعيد العويران للتسوية وحل النزاع بين وليد الفراج وسعود السمار دعوة مفتوحة لكل من يشارك في صناعة الإعلام الرياضي، لكي يتجاوزوا الخلافات الشخصية ويتحدوا من أجل تحقيق المصلحة العامة. هذه الدعوة التي تُبرز أهمية الحوار والتفاهم تضع نصب أعين الجميع أن الوطن والمصلحة الوطنية تأتي في المقام الأول، وأنه لا مجال للتنازعات التي قد تُضعف من صورة الوسط الرياضي وتُعكر صفو الجماهير التي تنتظر المزيد من الإنجازات والنجاحات.
بهذا المزيج من التصريحات الحادة والدعوات الودية، يبدو أن القضية في طريقها إلى حل يرضي الجميع، إذا ما توافرت الإرادة والسياسة الحكيمة لتجاوز الخلافات وتحقيق الوحدة. ومن المؤكد أن مثل هذه الخطوات ستكون لها أثر كبير في تحسين المناخ الإعلامي والرياضي على حد سواء، مما يُعيد الثقة لدى الجماهير ويُبرز روح التعاون والاحترام المتبادل التي يجب أن تسود في كل ميدان من ميادين الرياضة.