من بوابة الريال إلى الاعتزال: كيف انتهى مشوار إيدن هازارد مع كرة القدم

إيدن هازارد، الاسم الذي تألق في سماء كرة القدم الأوروبية، كان يومًا ما يُعتبر واحدًا من أفضل اللاعبين في العالم. فبداية مسيرته المبهرة مع نادي ليل الفرنسي وانتقاله المدوي إلى تشيلسي الإنجليزي جعلته محط أنظار أكبر الأندية في أوروبا، بما في ذلك ريال مدريد. ولكن، كما كان صعود هازارد سريعًا، كانت هناك عوامل أخرى جعلت مسيرته في سنواتها الأخيرة مليئة بالإحباطات والإصابات.
ماذا حدث لهذا اللاعب الذي كان يُتوقع أن يصبح أسطورة في ريال مدريد؟
كيف تغيرت مسيرته من لاعب نجم إلى لاعب يعاني من الإصابات المتكررة؟ وما الذي دفعه إلى اتخاذ قرار الاعتزال المبكر؟
السنوات الذهبية مع نادي ليل
بدأ إيدن هازارد مسيرته الاحترافية مع نادي ليل الفرنسي حيث صنع لنفسه اسماً في الدوري الفرنسي. كان هازارد في ذلك الوقت لاعبًا شابًا موهوبًا يمتلك مهارات فردية مميزة، وكان يتمتع بالسرعة والمراوغة القاتلة التي جعلته يشكل تهديدًا دائمًا على دفاعات الفرق المنافسة.
حقق هازارد مع ليل لقب الدوري الفرنسي في موسم 2010-2011، وهو اللقب الذي رفع من أسهمه كلاعب موهوب يُتوقع له مستقبل كبير. وأصبح يُنظر إليه على أنه النجم القادم الذي سينتقل إلى أحد أكبر الأندية الأوروبية.
الانتقال إلى تشيلسي: البداية الحقيقية
بعد تألقه في الدوري الفرنسي، انتقل هازارد إلى تشيلسي الإنجليزي في صيف 2012 بصفقة اعتُبرت من أكبر الصفقات في ذلك الوقت. في تشيلسي، أصبح هازارد النجم الأول للفريق وقدم مستويات مذهلة ساهمت في تحقيق عدة بطولات للنادي، منها الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الأوروبي.
أداؤه الفردي في تلك الفترة كان لافتًا للأنظار، حيث نال العديد من الجوائز الفردية، بما في ذلك جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي. كان هازارد اللاعب الذي يُعتمد عليه في تشيلسي لقيادة الفريق إلى الانتصارات، وكان يُعتبر أحد أفضل اللاعبين في العالم بجانب أسماء مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.
الانتقال إلى ريال مدريد: حلم يتحول إلى كابوس
في صيف 2019، حقق هازارد حلمه بالانتقال إلى ريال مدريد، النادي الذي طالما حلم بارتداء قميصه. صفقة انتقاله قُدرت بحوالي 100 مليون يورو، وهو مبلغ ضخم يعكس التوقعات الكبيرة التي كانت على عاتقه. ولكن الأمور لم تسر كما كان متوقعًا.
تعرض هازارد لسلسلة من الإصابات التي أثرت بشكل كبير على مستواه ومنعته من تقديم ما كان يأمله جماهير ريال مدريد. في أول موسمين له مع الفريق الملكي، قضى هازارد معظم الوقت بعيدًا عن الملاعب بسبب الإصابات، ولم يستطع استعادة بريقه الذي أظهره في تشيلسي.
الإصابات: العدو الأكبر لهازارد
أحد أبرز أسباب فشل هازارد في ريال مدريد كان الإصابات المتكررة التي تعرض لها. فمنذ انتقاله إلى الفريق الملكي، لم يستطع اللاعب البلجيكي المشاركة في عدد كبير من المباريات. تعددت الإصابات بين مشاكل في الكاحل والعضلات، مما أدى إلى غيابه عن العديد من المباريات المهمة.
كان واضحًا أن هازارد يعاني من مشكلة جسدية تمنعه من اللعب بشكل منتظم، وهو الأمر الذي أثر بشكل كبير على حالته النفسية وأدائه داخل الملعب. كلما عاد من إصابة، كانت تظهر إصابة جديدة تعيده مرة أخرى إلى قائمة المصابين، مما جعله يفقد الثقة في نفسه وفي قدرته على استعادة مستواه المعهود.
تأثير الفشل في ريال مدريد على مسيرته
الفشل في التألق مع ريال مدريد لم يكن مجرد خيبة أمل شخصية لهازارد، بل أثّر أيضًا على سمعته كلاعب عالمي. الجماهير والصحافة بدأت تنتقده بشدة، وأصبح يُنظر إليه على أنه صفقة فاشلة بالنظر إلى المبلغ الكبير الذي دفعه النادي الملكي للحصول على خدماته.
رغم بعض اللحظات المضيئة في مشواره مع ريال مدريد، مثل مساهمته في الفوز ببعض الألقاب، إلا أن تلك اللحظات كانت قليلة مقارنة بالتوقعات التي كانت موضوعة عليه. مسيرته مع ريال مدريد كانت محبطة للغاية، وبدأت التساؤلات حول قدرته على الاستمرار في هذا المستوى العالي.
قرار الاعتزال: نهاية غير متوقعة
في صيف 2023، وبعد سنوات من المعاناة مع الإصابات وعدم قدرته على العودة إلى مستواه الطبيعي، أعلن إيدن هازارد اعتزاله كرة القدم بشكل مفاجئ. كانت هذه الخطوة غير متوقعة للكثيرين، حيث أن اللاعب لم يكن قد تجاوز منتصف الثلاثينيات بعد، وهو سن يُعتبر لا يزال مناسبًا للعطاء في عالم كرة القدم.
لكن بالنظر إلى الظروف التي مر بها هازارد خلال السنوات الأخيرة، قد يكون قراره بالاعتزال مفهومًا. اللاعب البلجيكي كان قد فقد شغفه باللعبة ولم يعد قادرًا على تقديم المستويات التي كان يشتهر بها في السابق. الإصابات المتكررة وعدم القدرة على الاستمرار في اللعب بانتظام دفعاه إلى اتخاذ قرار الاعتزال.
ماذا بعد الاعتزال؟
بعد اعتزاله، أصبح السؤال هو: ما هو المستقبل الذي ينتظر إيدن هازارد؟ اللاعب البلجيكي قد يكون مرشحًا للعمل في مجال التدريب أو التحليل الرياضي، حيث يمتلك خبرة واسعة في الملاعب الأوروبية. وربما يتجه إلى العمل الإداري في أحد الأندية التي لعب لها، خاصة تشيلسي أو ريال مدريد.
بعض التقارير تشير إلى أن هازارد قد يفضل الابتعاد عن الأضواء لفترة من الزمن، والتركيز على حياته الشخصية وقضاء وقت أكبر مع عائلته. بعد مسيرة طويلة مليئة بالنجاحات والإخفاقات، قد يكون هذا الوقت مناسبًا له للاستراحة والتفكير في خطواته المستقبلية.
ختامًا
إيدن هازارد هو مثال كلاسيكي على لاعب كرة قدم موهوب وصل إلى قمة النجاح في مسيرته، لكنه تعرض لضغوطات الإصابات التي حرمته من مواصلة تألقه. مسيرته مع ريال مدريد كانت مليئة بالإحباطات، لكنها لا تلغي إنجازاته السابقة مع تشيلسي ونادي ليل، حيث سيظل هازارد في ذاكرة عشاق كرة القدم كلاعب موهوب قدم الكثير للعبة.
قرار اعتزاله قد يكون نهاية غير متوقعة لمسيرة لاعب كبير، لكنه يعكس واقعًا صعبًا يواجهه العديد من اللاعبين الذين يعانون من الإصابات ويجدون صعوبة في الاستمرار. هازارد سيظل دائمًا واحدًا من أبرز الأسماء التي مرت على كرة القدم الأوروبية، حتى لو لم يكن بإمكانه تحقيق كل أحلامه مع ريال مدريد.