يرى جمهور الفريق الملكي أن أداء فينيسيوس جونيور لم يعد يرقى إلى مستوى الطموحات والتوقعات، خاصةً بعد التعرض لهزيمة مفاجئة في منافسات دوري أبطال أوروبا، حيث تكبد ريال مدريد خسارة كبيرة بثلاثة أهداف دون رد أمام أرسنال الإنجليزي في مباراة الذهاب بدور الثمانية. فقد أعربت صحيفة “آس” الإسبانية عن إحباط جماهير الميرينجي، إذ انطلقت موجة من الانتقادات اللاذعة تجاه المهاجم البرازيلي الذي كان يوماً من أعمدة الهجوم في الفريق، لكن حالته الحالية تظهر انخفاضاً ملحوظاً في مستوى الأداء.
الانتقادات الجماهيرية
تأتي هذه الانتقادات في ظل التوتر والضغوط المستمرة التي يعاني منها النادي الملكي من الناحيتين الفنية والتنظيمية خلال خوضه للمواجهات الأوروبية الحاسمة، حيث يتطلع ريال مدريد لتحقيق نتائج إيجابية تليق بتاريخ الفريق الضخم. في ظل هذا السياق، وجد مشجعو الفريق أنفسهم يوجهون انتقادات نارية للفنان البرازيلي، معتبرين أن مستواه الحالي لا يواكب المتطلبات الضرورية في المباريات الكبرى، وخاصة في ظل المنافسة الشديدة على ألقاب الدوري ودوري الأبطال.
تراجع الأداء والإحصائيات
أفادت التقارير التي نشرتها صحيفة “آس” بأن فينيسيوس جونيور بات في وضع حساس بعد تراكم مواقف سلبية وإحصائيات تبرز انخفاضاً في معدلات مشاركته وصناعته للأهداف. ولم تقتصر الانتقادات على أداء اللاعب بشكل فردي فقط؛ بل امتدت لتشمل دوره داخل التشكيلة الجماعية، حيث بدأ الجمهور يحث الإدارة الفنية على إعادة النظر في التشكيلة القيادية داخل الملعب. يتطلب الأمر اختيار قائد قادر على تحويل الزخم وتوجيه اللاعبين في اللحظات الحاسمة، وهو ما دفع محبي الفريق إلى طرح أسماء بديلة تستحق فرصة تحمل المسؤولية.
نتائج استطلاع الرأي
في هذا الإطار، قامت صحيفة “آس” بإجراء استطلاع للرأي بين جماهير ريال مدريد لتحديد من هم اللاعبون الذين يستحقون تولي شارة القيادة خلال معركة العودة المنتظرة في منافسات دوري الأبطال. وأظهرت نتائج الاستطلاع تغيراً واضحاً في ثقة المشجعين، حيث حصّل الإنجليزي جود بيلينجهام على 46.2% من الأصوات، بفضل الأداء المميز الذي قدمه خاصة بعد تجاربه مع الخسارة الكبيرة في لندن، مما جعله رمزاً للأمل في إعادة ترتيب أوراق الفريق. كما نال الأوروجواياني فيديريكو فالفيردي نسبة 31.8% من الأصوات، مستفيداً من شخصية قيادية بارزة وأدوار متعددة ارتداها مع منتخب بلاده في مناسبات حاسمة. أما الاسم الفرنسي كيليان مبابي فقد سجّل 16.7% فقط، في حين جاء فينيسيوس جونيور بنقاط ضئيلة بلغت 5.4%، وهو رقم يعكس فقدان الثقة في أدائه من قِبل جماهير الميرينجي.
تحول في نظرة الجماهير

وتعكس هذه النتائج تحولاً ملحوظاً في نظرة مشجعي ريال مدريد، إذ لم يعد الاعتماد منصباً على القدرة الفردية في تسجيل الأهداف أو المراوغة المبهرة فحسب، بل بات يشمل جانب القيادة والقدرة على توجيه زملاء الميدان في اللحظات الحرجة. ففي ظل الضغوط الكبيرة القادمة من جميع الجهات والبطولات الكبرى، يسعى النادي إلى إيجاد رمز جديد يمكنه أن يقود الفريق بثبات وعزيمة. وتلك الأصوات الجماهيرية تؤكد بجلاء أن المطلوب هو شخصية قيادية تجمع بين الكفاءة الفنية والقدرة على التحكم بمصير المباريات، بدلاً من الاعتماد على أداء فردي متقطع قد يعطل نتائج الفريق.
تحديات الإدارة الفنية
يواجه جهاز ريال مدريد تحدياً استراتيجية معقداً، حيث يجب عليه اتخاذ قرارات حاسمة لضمان استمرار الهيمنة على مختلف المستويات التنافسية. إذ يتمحور النقاش حالياً حول ما إذا كان على الإدارة منح فرصة للاعبين البارزين الآخرين في الفريق لاستلام زمام القيادة داخل الملعب، أم يجب على فينيسيوس جونيور مراجعة أدائه بشكل جذري واستعادة مستواه السابق. وإن النتائج التي أظهرتها استطلاعات الرأي تشير إلى أن مستقبل القيادة داخل الفريق قد يتجه نحو تنويع الأدوار والاعتماد على المواهب الصاعدة القادرة على خلق تأثير إيجابي وتحقيق الاستقرار التكتيكي.
مستقبل الفريق
من جانبه، لم يخفِ فينيسيوس جونيور رغبته في العودة للظهور بمستوى متميز، فقد تكرر التأكيد من جهته على التزامه بتحسين أدائه خلال التدريبات واستعادة ثقته بنفسه. لكن الانتقادات الجماهيرية تثبت أن ثقة المشجعين بالميرينجي قد تآكلت إلى حد كبير، مما يضعه تحت ضغوط إضافية لإثبات نفسه في المواجهات القادمة. وفي خضم هذه الظروف، تبدو الخيارات أمام الإدارة الفنية واضحة؛ إما منح فرصة جديدة للاعب قيادي آخر يُثبت جدارته في قيادة الفريق، أو إعطاء فينيسيوس جونيور فترة إضافية للعمل على إصلاح أخطائه واستعادة المستوى المطلوب.
ختام الرسالة

وفي ضوء هذه المعطيات، يبدو أن مستقبل الفريق لا يعتمد فقط على تبني نظام لعب يعتمد على الإنجازات الفردية، بل يتطلب تكاتفاً كاملاً للعمل الجماعي وتطوير استراتيجيات جديدة تضمن السيطرة على المباريات الحاسمة. وتبقى مسألة القيادة في الملعب أحد أبرز المحاور التي ستحدد مسار ريال مدريد في المنافسات القادمة، سواء كانت في الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا.
ختاماً، تُعد هذه الانتقادات الجماهيرية بمثابة فرصة للنادي لإعادة تقييم أساليبه وتحسين أداء الفريق على جميع الأصعدة. وبينما يستعد ريال مدريد لمواجهة تحديات جديدة في مرحلة البطولة المقبلة، يبقى السؤال مطروحاً حول مدى قدرة الإدارة على اتخاذ القرارات الحاسمة التي تصب في مصلحة الفريق. ولا شك أن إعادة إشعال روح القيادة وتوفير الدعم المطلوب لتطوير أداء اللاعبين قد يكونان المفتاح لعودة الفريق إلى التتويج وتحقيق الإنجازات التي طالما حلم بها عشاق الميرينجي في مواجهة أقوى المنافسين على الصعيدين المحلي والقاري.