تداعيات غياب اللاعب الأبرز
تسبب غياب مبابي—رغم أنه لاعب باريس سان جيرمان في الواقع—في أزمة هجومية فرضت على أنشيلوتي التفكير خارج الصندوق، خاصة أن الفريق المدريدي يعتمد بشكل كبير على القدرة التهديفية لرأس الحربة الثابت. ويأتي اختيار بيلينجهام نتيجة لمزيج من عدة عوامل:
- الصفات الفنية: يتمتع بيلينجهام بتمركز ذكي بين الخطوط وسرعة في الحركة، وهو ما يتيح له شغل مساحة أمام المدافعين.
- التنوع التكتيكي: سبق للإنجليزي أن انخرط في أدوار هجومية مع منتخب بلاده ومانشستر سيتي، ما جعله مرنًا وقادرًا على أداء مهام المهاجم الوهمي.
- ثقة أنشيلوتي: منح المدرب الدولي للندنير فرصة الظهور في مراكز متقدمة خلال بعض الحصص التدريبية قبل موقعة بلباو.
كيف سيتم تطبيق الخطة؟
تعتمد فكرة «المهاجم الوهمي» على استغلال المساحات التي يتركها المدافعون عند انسحابه خلفيّاً، فيتسلل لاعب الوسط المتقدم (بيلينجهام) إلى عمق الدفاع دون مراقبة دقيقة، مستفيداً من قدرته على الانطلاق بالكرة أو استقبال التمريرات العرضية. ومن المتوقع أن يعتمد التشكيل الأساسي على النحو التالي:
- حراسة المرمى: تيبو كورتوا
- خط الدفاع: ديفيد ألابا – إيدير ميليتاو – ناتشو فرنانديز – فران جارسيا
- خط الوسط: لوكا مودريتش – إدواردو كامافينجا – توني كروس
- ثلاثي الهجوم: فيدي فالفيردي (ظهير أيمن مهاجم) – جود بيلينجهام (مهاجم وهمي) – فينيسيوس جونيور (جناح أيسر)
وأوضحت ماركا أن عودة كامافينجا بعد التعليق الإيقافي لمواجهة أرسنال في دوري أبطال أوروبا ستزيد من التوازن في وسط الميدان، بينما سيواصل فالفيردي أداء واجبات الظهير المهاجم، ما يؤكد على مرونة خطة أنشيلوتي في التعامل مع خلوّ الدكة من مبابي.
مزايا الاعتماد على بيلينجهام في هذا الدور
- إحداث حالة لبس لدى الخصم: يتميز بيلينجهام ببنيته الجسدية القوية وتمركزه المتقدم، ما يجعله يشغل قلب الدفاع، غير أن انطلاقه المتكرر خلف الخطوط يجعل المدافعين يترقبون تحركاته، فتتسع المسافات بين المدافعين وتنجح اختراقات زملائه.
- تسهيل بناء اللعب من الخلف: بقدر ما يُحسن استقبال الكرات وتمريرها، يستطيع الإنجليزي العودة إلى المركز الدفاعي إذا تعرض الفريق لهجمة مرتدة، ليشكل مثلثاً مع مودريتش وكروس في بناء اللعب بهدوء.
- تنويع خيارات الهجوم: يراقب المدرب الإيطالي منذ فترة ردّ فعل دفاعات الخصوم أمام حلول مثل محمد صلاح مع ليفربول أو كيفين دي بروين مع مانشستر سيتي، فوجد أن إقحام لاعب وسط كمهاجم وهمي يخلق عنصر مفاجأة يصعب للاعبين على sideline قراءته بسرعة.
سياق المواجهة وتأثيرها على ترتيب الدوري

تأتي مباراة الريال ضد بلباو على ملعب سانتياغو برنابيو في وقت حساس، إذ يسعى «الميرينغي» لتقليص الفارق مع المتصدر برشلونة (الذي تغلب على سيلتا فيجو 4-3) إلى أربع نقاط. وفي حال تحقق الفوز، سيستعيد ريال مدريد ديناميكية الضغط على الصدارة ويعطي دفعة معنوية قبل انطلاق مرحلة الحسم.
كما أن مواجهة أتلتيك بلباو عادة ما تشهد صدامًا تكتيكيًا، إذ يعتمد الفريق الباسكي تحت قيادة إرنستو فالفيردي على صلابة دفاعية وتحول سريع للهجوم المباشر. ومن ثم، قد تشكل استراتيجية «المهاجم الوهمي» مع بيلينجهام عنصرًا فاعلًا لإرباك التشكيلة الضيفة التي اعتادت مراقبة الأسماء الثابتة في خط الهجوم.
ردود الأفعال الأولى داخل المعسكر
أكدت مصادر فنية داخل النادي أن اللاعبين يرحبون بالتجربة التكتيكية الجديدة، حيث تدرب بيلينجهام مع المهاجمين الأساسيين في التدريبات الأخيرة لتمكينه من التكيف على أداء الواجبات الهجومية كالضغط على المدافعين واستلام الكرة في عمق الملعب. كما عبّر مودريتش وكروس عن دعمهم للصورة الجديدة، مشددين على أن الثقة ستحكم الجولة بأكملها.
مستقبل هذه الاستراتيجية

إن نجاح هذه الخطوة أمام بلباو قد يدفع أنشيلوتي إلى المزيد من الابتكار التكتيكي في المواعيد المقبلة، خصوصًا مع جولة الإياب لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا ودخول سباق الكأس الملكية. وقد تتحول فكرة «المهاجم الوهمي» إلى خيار ثابت في حالة ضيق الخيارات أو مواجهة غيابات أخرى، ما يعكس رؤية النادي الملكي في الإبداع التكتيكي ومواصلة التجديد.
مما لا شك فيه أن قرار الإقدام على هذه الخطوة سيخضع للنتيجة والأداء الجماعي بشكل متكامل، ولكن انطلاق بيلينجهام في هذا الدور يعكس ثقة كبيرة في قدراته على ترجمة التمريرات الحاسمة إلى أهداف فعلية وليكون إضافة نوعية لخيارات أنشيلوتي الهجومية في الموسم الحالي.