تعيش أروقة كرة القدم العالمية حالة من التركيز الشديد على مستقبل صانع الألعاب البرتغالي برونو فرنانديش، بعد أن كشفت تقارير صحفية عن جلسات تفاوض جرت في الرياض بين وكيل اللاعب ميغيل بينتو وإدارة نادي الهلال.
والهدف هو إغلاق صفقة ضخمة قد تصل قيمتها الإجمالية إلى 200 مليون جنيه إسترليني، وتشمل عقداً سنوياً براتب صافي قدره 36 مليون جنيه، أي ما يعادل نحو 700 ألف جنيه أسبوعياً.
الهلال يبحث عن القائد الجديد
تأتي هذه الرغبة في ضم فرنانديش ضمن خطة الهلال لتدعيم خط الوسط بهدف:
- ترجمة السيطرة الكروية إلى أهداف حاسمة.
- المنافسة بقوة في كأس العالم للأندية 2025.
- استغلال خبرته الأوروبية الطويلة مع مانشستر يونايتد ودوري الأبطال.
ويعتبر الهلال نفسه في مرحلة جديدة، حيث يطمح لبناء فريق قادر على منافسة أقوى الفرق في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
مانشستر يونايتد يُعدّل التشكيلة
وضع مانشستر يونايتد اللاعب ضمن قائمة النجوم المحتمل التخلي عنها خلال سوق الانتقالات الصيفي القادم، بعد موسم 2024–2025 الذي شهد:
- المركز الخامس عشر: في الدوري الإنجليزي.
- الفشل في التأهل لأي بطولة قارية.
- إعادة هيكلة الفريق: تحت قيادة المدرب روبن أموريم.
ومن هنا، فإن إدارة اليونايتد تسعى لاستغلال القيمة السوقية لفرنانديش لتمويل صفقات جديدة.
صيغة العقد المتداولة مع الهلال
بحسب التقرير، فإن الصفقة ستتضمن:
- عقدًا مدته ثلاث سنوات: براتب سنوي صافي 36 مليون جنيه إسترليني.
- مكافآت الأداء والألقاب: التي قد ترفع القيمة الإجمالية للصفقة.
- ضمان حضور إعلامي واسع: عبر الاستاد والجماهير والرعايات السعودية.
وهو عرض لا يمكن تجاهله من لاعب في مقتبل الثلاثينيات، ويبحث عن تجربة جديدة تجمع بين المال والتحدي القاري.
مقاربة مع تجربة رونالدو
لم يغب عن المشهد التشبيه بمسيرة مواطنه كريستيانو رونالدو، الذي اتجه إلى السعودية عام 2023 بخطوة مشابهة مع الهلال.
- الرواتب المرتفعة: كانت الدافع الأول.
- الوصول لمونديال الأندية: أحد أبرز الحوافز.
- الانتشار التجاري: الذي حققه رونالدو في الشرق الأوسط.
وهذا ما يأمل الهلال في تكراره مع فرنانديش، خاصةً مع وجود بنية تسويقية واستقبال إعلامي كبير له منذ ظهوره الأول مع العالمي.
تفاصيل المفاوضات وحسم البنود المالية
في الجهة المقابلة، تُعول إدارة مانشستر يونايتد على حسم الصفقة التبادلية بسعر سوقي مناسب يحقق للنادي عائداً محترماً بعد فشل الفريق في التأهل لدوري الأبطال.
ووفق المصادر، فإن العقد الحالي لفرنانديش لا يتضمن بنوداً جزائية تُبقيه في أولد ترافورد، مما يجعل المفاوضات مرهونة بموافقة الطرفين على:
- دفع جزء من المبلغ مقدماً.
- ربط الجزء الآخر بالإنجازات والأهداف.
تأثير الصفقة على المنافسة السعودية
يرى العديد من المحللين أن إتمام صفقة فرنانديش سيغير قواعد اللعبة في الدوري السعودي، وسيضع الهلال في موقع مميز يعزز طموحاته القارية، إذ:
- اللاعب يمتلك خبرة عالية: في الضغط الأوروبي واللعب تحت الأضواء.
- الصفقة تمثل تحولاً استراتيجيًا: في الاستثمار المحلي على مستوى النجوم الدولية.
- الهلال يسعى لخلق فريق متكامل: يضم لاعبين من العيار الثقيل مثل رونالدو وفرنانديش.
ردود فعل الجمهور والمدرب
من المنتظر أن يمنح انضمام فرنانديش للمدرب فرصة إعادة تشكيل الخطة الهجومية، حيث:
- القدرة على بناء الهجمات: من العمق عبر لاعبٍ ذي رؤية ثاقبة.
- التحكم في إيقاع المباراة: كما كان الحال في مباريات الدوري الإنجليزي.
- الدفاع الذكي: الذي يوازن بين الهجوم والوسط.
أما بالنسبة لمشجعي الهلال، فإن الصفقة قد تكون بمثابة رسالة واضحة بأن الفريق جاهز لخوض تحديات أكبر.
انعكاسات على سوق الخليج
قد يفتح رحيل فرنانديش الباب أمام لاعبين آخرين في أولد ترافورد للتفكير في الانتقال إلى الخليج، خاصة مع:
- عروض مالية مغرية: تقدمها الأندية السعودية والإماراتية.
- غياب الضغوط الأوروبية: من التنافس المستمر على المراكز المؤهلة.
- الاهتمام الإعلامي العالمي: الذي يغطي اللاعبين في السوق الخليجي الآن.
الرهان على الساعات القادمة
على ضوء ما سبق، يبقى الرهان الأكبر على ساعات أو أيام قليلة تفصل اللاعب عن القرار النهائي:
- الخيار الأول: الاستمرار مع مانشستر يونايتد وخوض تحدٍ جديد تحت قيادة مشروع فني جديد.
- الخيار الثاني: الانتقال إلى الهلال والاستمتاع بامتيازات مالية وتسويقية غير مسبوقة.
مهما يكن الخيار، فإن الصفقة المرتقبة ستشكل بلا شك نقلة نوعية في سوق الانتقالات، وستكون واحدة من أبرز التعاقدات في صيف 2025.
خاتمة… هل يكتب فرنانديش صفحة جديدة؟
مهما كانت النتيجة، فإن انتقال برونو فرنانديش إلى الهلال سيكون أكثر من مجرد تغيير لنادي، بل:
- نقلة مالية: تضمن له دخلاً مهماً قبل اعتزاله.
- تحدي قاري: لقيادة فريق سعودي إلى منصات العالم.
- مشروع تسويقي: يعيد تعريف الاستثمار في كرة القدم العربية.
السؤال الوحيد هو: هل سيختار فرنانديش كتابة فصل جديد من مسيرته مع الهلال، أم أنه سيبقى في إنجلترا ليحاول استعادة أمجاده؟
