عثمان ديمبيلي .. هل يعود إلى نقطة الصفر؟
عثمان ديمبيلي، النجم الفرنسي، الذي عانى طويلًا مع برشلونة على مدار 6 سنوات، انفجر بشكل مفاجئ في الموسم الماضي بقميص باريس سان جيرمان، مقدمًا أفضل مستوياته على الإطلاق.
وانتقل اللاعب البالغ من العمر 28 عامًا إلى باريس سان جيرمان في صيف 2023، قادمًا من برشلونة، مقابل 50 مليون يورو، وبعقد يمتد حتى يونيو 2028.
بعد موسم متوسط في 2023-2024، تحول ديمبيلي في موسمه الثاني إلى نجم الفريق الأول والركيزة الأساسية في التتويج بالألقاب، أبرزها دوري أبطال أوروبا،بل وأكثر من ذلك، أصبح المرشح الأبرز للفوز بالكرة الذهبية لعام 2025، بجوار جوهرة برشلونة لامين يامال.
لكن مع بداية الموسم الجديد 2025-2026، ظهرت إشارات مقلقة تُشير إلى أن ديمبيلي قد يعود لمعاناته السابقة، وأن تألقه في الموسم الماضي لم يكن سوى طفرة.
أوضح مثال لذلك كان ظهوره الباهت أمام أنجيه، مساء الجمعة، في الجولة الثانية من الدوري الفرنسي، والتي حسمها باريس بفوز صعب بهدف وحيد، وسجل الإسباني فابيان رويز هدف اللقاء في الدقيقة 50، فيما اكتفى ديمبيلي بأداء مخيب للآمال.
عشوائية ديمبيلي بين التمريرات الضائعة والتسديدات العشوائية
أداء ديمبيلي أمام أنجيه اتسم بالعشوائية، حيث فقد العديد من الكرات وأضاع تمريرات حاسمة، إضافة إلى تسديدات غير مركزة.

وهو ما يعيد للأذهان نسخة اللاعب في برشلونة بين 2017 و2023، حين كان يلمع بلقطة مهارية ثم يُهدرها بتمريرة خاطئة أو تسديدة طائشة، ولم يكتفِ بذلك، بل أهدر ركلة جزاء في الدقيقة 27 بطريقة كارثية، مما زاد من حدة الانتقادات.
هذه الصورة المكررة تعزز فكرة أن ما قدمه ديمبيلي في موسم 2024-2025، حين سجل 80 إلى 90% من الفرص، كان استثناءً لا أكثر.
فأرقامه المميزة حينها كانت: 53 مباراة، 3488 دقيقة، 51 مساهمة تهديفية (35 هدفًا و16 تمريرة حاسمة).
3 عوامل وراء تراجع ديمبيلي
تراجع أداء ديمبيلي أمام أنجيه لم يكن حالة فردية، بل امتدادًا لمستوياته المتواضعة في لقائي توتنهام بكأس السوبر الأوروبي ونانت في الدوري.
ففي مواجهة توتنهام، غاب تمامًا عن المباراة ولم يظهر سوى بتمريرة حاسمة في اللحظات الأخيرة،أما أمام نانت، فقد شارك لـ29 دقيقة دون أي تأثير يذكر.
هذه البداية السيئة يمكن تفسيرها بثلاثة أسباب رئيسية: ضعف التحضير للموسم بسبب كأس العالم للأندية، غياب التناغم مع أشرف حكيمي، وأخيرًا انتهاء عنصر المفاجأة الذي ابتكره لويس إنريكي.
نهاية عنصر المفاجأة يهدد مسيرة ديمبيلي
إنريكي استخدم ديمبيلي في الموسم الماضي كمهاجم وهمي بدلًا من مركز الجناح التقليدي، ما منحه ميزة تكتيكية صعبة التوقع.
لكن أمام أنجيه، تم تحييده تمامًا برقابة مضاعفة وإغلاق مساحات التسديد.
حتى عندما أعاده إنريكي للجناح الأيمن وأدخل باركولا كمهاجم وهمي، لم يتغير الوضع كثيرًا.

هذا يعني أن اكتشاف الفرق لطريقة لعبه الجديدة قد يضعف تأثيره بشكل كبير في الموسم الحالي.
من البالون دور إلى الكرة الشاطئية؟
مع هذه البداية السيئة، قد يجد ديمبيلي نفسه مهددًا بخسارة الكرة الذهبية، تمامًا كما حدث مع فينيسيوس جونيور عام 2024.
فينيسيوس، الذي كان المرشح الأول، خسر اللقب لصالح رودري هيرنانديز وسط سخرية الجماهير التي لقبته بـ”صاحب الكرة الشاطئية”.
اليوم، يواجه ديمبيلي نفس الخطر، حيث كان يُهتف له بـ”البالندوري”، لكن تراجع مستواه قد يفتح الباب أمام لامين يامال لخطف الجائزة.
ورغم أن الجائزة تعتمد بشكل رئيسي على موسم 2024-2025، إلا أن الأداء الحالي يظل عاملًا مؤثرًا في الكواليس.
في الوقت الذي يواصل فيه يامال تقديم أداء مبهر، قد يجد ديمبيلي نفسه مادة للسخرية إن فقد البالون دور، تمامًا كما حدث مع فينيسيوس.