![كواليس العلاقة “المعقدة” بين برشلونة وأتلتيكو مدريد: كيف منح الاتفاق السري النادي الكتالوني أولوية شراء نجوم من فريق العاصمة؟ برشلونة](https://camel1-livecdn.camel1.live/konfi/image/20241222/7cf74097ac664118af0cc0547bc698e5.jpg)
على الرغم من العداوة التقليدية بين ناديي برشلونة وأتلتيكو مدريد في الملاعب الإسبانية، إلا أن هناك قصة مثيرة حول علاقة غريبة بين الناديين في فترة رئاسة جوسيب ماريا بارتوميو وساندرو روسيل، حيث تمت بموجبها سلسلة من الصفقات المثيرة للجدل التي منحت برشلونة أولوية شراء بعض من أبرز لاعبي أتلتيكو مدريد في تلك الفترة. العلاقة التي بدأت في 2013 أثارت العديد من التساؤلات حول مدى تأثيرها على سوق الانتقالات الإسبانية، وجعلت من برشلونة أحد اللاعبين الرئيسيين في التفاوض على أفضل مواهب فريق العاصمة.
الصفقة التي بدأت كل شيء: ديفيد فيا
بدأت هذه العلاقة الخاصة في يوليو 2013، عندما قرر ديفيد فيا، نجم برشلونة السابق، الانتقال إلى أتلتيكو مدريد في صفقة بلغت 5.1 مليون يورو كحد أقصى، مع حصول برشلونة على نسبة 50% من أي بيع مستقبلي. ولكن الاتفاق كان يحمل بندًا خفيًا، حيث منح برشلونة أولوية الشراء لثلاثة من أبرز لاعبي أتلتيكو مدريد في ذلك الوقت، وهم: ساؤول نيجويز، خافيير مانكيلو، وكوكي. من خلال هذه الصيغة، أصبح برشلونة في موقف يسمح له بالتحكم في مستقبل هذه المواهب، بل ويمتلك “أفضلية” حقيقية في التفاوض على انتقالاتهم إلى ملعب “كامب نو”.
مواصلة التعاون تحت قيادة بارتوميو: توران وجريزمان
وفي فترة لاحقة من رئاسة بارتوميو، أبرم برشلونة المزيد من الصفقات مع أتلتيكو مدريد، وتوالت الاتفاقات الغامضة. أبرز هذه الصفقات كانت انتقال أردا توران إلى برشلونة مقابل 41 مليون يورو في 2015، ثم أنطوان جريزمان في 2019 مقابل 120 مليون يورو، وهي الصفقة التي شهدت فوضى كبيرة. في النهاية، قرر جريزمان العودة إلى أتلتيكو مدريد في صفقة ضخمة بعد فترة قصيرة، حيث تم بيعه مقابل 20 مليون يورو فقط، مما أثار الجدل حول طبيعة التعاقدات بين الناديين.
أفضلية الشراء والصفقات المثيرة للجدل
إحدى النقاط الأكثر إثارة في هذه العلاقة كانت “أفضلية الشراء” التي حصل عليها برشلونة بموجب بعض من هذه الصفقات. حيث تم تضمين بند في اتفاقية جريزمان منح برشلونة الحق في “مطابقة أي عرض” يتلقاه أتلتيكو للاعبين محددين مثل خوسيه ماريا خيمينيز، وسيرجيو كاميلو، مما سمح للنادي الكتالوني بمتابعة تحركات السوق الخاصة باللاعبين الذين كانوا مطلوبين في الفريق المدريدي.
هذا النوع من البنود أتاح لـبرشلونة القدرة على تحديد أولوياته في التعاقدات، وفتح له بابًا أمام التفاوض على صفقات مستقبلية مع لاعبي أتلتيكو مدريد، وذلك حتى لو لم يكن النادي الكتالوني في البداية مهتمًا بالتعاقد مع هؤلاء اللاعبين.
آلية “أفضلية الشراء” واستخدامها المستمر
جدير بالذكر أن برشلونة كان قد استخدم هذه الآلية بشكل متكرر في صفقاته المختلفة. وبذلك، أصبح النادي الكتالوني قادرًا على مطابقة أي عرض يصل إلى أتلتيكو مدريد للاعبين معينين. أحد أبرز الأمثلة على ذلك كان في حالة أوسكار مينجويزا، حيث طبق النادي هذه الآلية عند انتقاله إلى سيلتا فيجو، مما يعكس طريقة برشلونة في استخدام هذه البنود لتمكينه من متابعة تحركات السوق عن كثب. هذه الآلية كانت تمثل خيارًا بديلاً لبند إعادة الشراء، الذي كثيرًا ما يستخدمه ريال مدريد في صفقاته مع اللاعبين المعارين.
الجدل حول صفقة جريزمان: 15 مليون يورو تُغير كل شيء
أحد أهم التفاصيل المثيرة في هذه القصة هو المبلغ الذي دفعه برشلونة لـأتلتيكو مدريد في صفقة أنطوان جريزمان. وفقًا لتقرير موقع “ريليفو”، دفع برشلونة مبلغًا قدره 15 مليون يورو في إطار صفقة انتقال جريزمان، وهو ما أدى إلى منحه النادي الكتالوني حق “الرفض الأول” على العديد من لاعبي أتلتيكو في المستقبل. وقد أثار هذا المبلغ جدلاً واسعًا، حيث اعتبرته بعض المصادر بمثابة “رشوة” أو محاولة غير عادلة للسيطرة على سوق الانتقالات.
التأثير المستمر لهذه الصفقات على أتلتيكو وبرشلونة
العلاقة بين أتلتيكو مدريد وبرشلونة خلال تلك الحقبة تسببت في سلسلة من الصفقات التي لم تكن خالية من الجدل. وعلى الرغم من بعض النجاحات التي حققها كلا الناديين من هذه الاتفاقيات، مثل التعاقد مع جريزمان وتوران، إلا أن هناك أيضًا العديد من الصفعات التي شهدتها هذه الصفقات. كانت صفقة جريزمان خير دليل على تلك الفوضى، حيث انتهت بعودة اللاعب إلى أتلتيكو، مما زاد من تعقيد الأمور بين الناديين.
خاتمة: علاقة مشوبة بالغموض
بمراجعة هذه العلاقة بين برشلونة وأتلتيكو مدريد، يمكن القول إن العديد من الصفقات التي تمت بينهما حملت طابعًا معقدًا وغامضًا، مما جعلها محط جدل مستمر. وبالرغم من الفوضى التي صاحبت هذه الصفقات، فقد كانت أيضًا نتاجًا لاتفاقات استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدرة برشلونة على التفاوض والسيطرة على بعض من أبرز المواهب في أتلتيكو مدريد. ولكن السؤال يبقى: هل كانت هذه الصفقات لصالح الفريقين، أم أنها أدت إلى تعقيد العلاقة بينهما؟