
ميسي يتلقى أندر هدية من الأسطورة باجيو ويصفه بالأيقونة الخالدة في لحظة كروية تفيض بالمشاعر التاريخية
شهد عشاق كرة القدم حول العالم لحظة إنسانية ملهمة ونادرة جمعت بين أسطورتين من أعظم ما أنجبت المستديرة الساحرة، عندما التقى الأرجنتيني ليونيل ميسي بالأسطورة الإيطالية الخالدة روبرتو باجيو في حدث استثنائي شهد تبادل الاحترام العميق والتقدير المتبادل بين نجمين ينتميان إلى عصرين مختلفين لكن يجتمعان في سحر الأداء وروح العطاء. اللقاء الذي جمع قائد إنتر ميامي وأسطورة منتخب إيطاليا السابق كان أكثر من مجرد زيارة عابرة، إذ تحوّل إلى لحظة خالدة تُخلد في أرشيف الكرة العالمية، حيث قدّم باجيو هدية مميزة لميسي تمثلت في قميص خاص موقّع منه، تعبيرًا عن محبته وتقديره لما يقدمه البرغوث الأرجنتيني من سحر فوق المستطيل الأخضر.
وقد أبدى ليونيل ميسي سعادته البالغة بهذا اللقاء المميز، ولم يخفِ إعجابه العميق بالأسطورة الإيطالية الذي طالما اعتبره نموذجًا يُحتذى به في حب الكرة والإخلاص لها، خاصة أن باجيو يُعد أحد أبرز الأسماء في تاريخ كرة القدم الأوروبية والعالمية. ونشر ميسي صورة تجمعه مع باجيو على حسابه الرسمي على منصة "إنستغرام"، وأرفقها برسالة عاطفية عبّر فيها عن امتنانه لهذه الهدية المميزة التي وصفها بـ"الخاصة والقيمة"، مشيرًا إلى أنه تشرف بالمحادثة التي جمعتهما، ومؤكدًا أن أبوابه مفتوحة دائمًا لزيارة باجيو في أي وقت شاء.
الرسالة التي كتبها ميسي تميزت بتواضعه المعروف وروحه الصادقة، حيث قال فيها: "يا لها من زيارة رائعة! شكراً لك، روبرتو، على هذه الهدية الخاصة والقيّمة وعلى المحادثة الرائعة التي تبادلناها. أنت نجم وأسطورة كرة قدم تاريخية. سيكون من دواعي سروري دائماً أن أرحب بك متى أردت أن تأتي لزيارتنا!"، وهو تصريح يعكس الاحترام الكبير الذي يكنه ميسي للرموز التي صنعت تاريخ اللعبة قبل أن يصنع هو بنفسه مجده الخاص ويواصل كتابة فصول أسطوريته.

الحدث لم يكن فقط مناسبة عاطفية إنسانية بين نجمين عظيمين، بل شكّل أيضاً لحظة دعائية إيجابية لفريق إنتر ميامي، الذي يعيش موسماً متقلباً في منافسات الدوري الأمريكي 2025. الفريق بدأ مشواره في بطولة كأس العالم للأندية بتعادل سلبي أمام العملاق المصري الأهلي في لقاء الافتتاح، ورغم النتيجة المخيبة نسبياً لجماهير الفريق الأمريكي، إلا أن ميسي واصل تقديم الأداء الراقي المعتاد منه، حيث تمكن منذ بداية الموسم من تسجيل 15 هدفًا وصناعة ستة أهداف خلال 21 مباراة، ما يعكس استمراريته المذهلة رغم تقدمه في السن.
الزيارة التي تمت بحضور عدد من مسؤولي إنتر ميامي، لاقت تفاعلاً كبيراً في وسائل الإعلام العالمية، حيث أبرزت الصحف الإيطالية والأرجنتينية والأمريكية هذا اللقاء كواحد من اللحظات النادرة التي تُظهر الجانب الإنساني الحقيقي للكرة بعيداً عن التنافس والصراع. في الوقت ذاته، عبّر الآلاف من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي عن تأثرهم بهذه اللحظة، خاصة أن اسم باجيو لا يزال محفوراً في ذاكرة عشاق اللعبة كأحد أكثر اللاعبين مهارة وأناقة رغم النهاية المؤلمة في كأس العالم 1994 عندما أضاع ركلة الترجيح الشهيرة.
ولعل القيمة الأكبر لهذا اللقاء تكمن في رمزيته، حيث اجتمع باجيو، الذي كان رمزًا للرقي الفني في التسعينات، بميسي، أيقونة العصر الحديث، ليتجسد أمامنا جسر زمني جميل يربط الماضي بالحاضر في لوحة مليئة بالاحترام والتقدير والامتنان المتبادل. مشاهد مثل هذه لا تتكرر كثيراً، لكنها حين تحدث تترك أثراً طيباً يعكس أن كرة القدم ليست فقط لعبة نتائج ومنافسات، بل هي أيضًا مشاعر وقيم وذكريات لا تندثر.

ومع استمرار مشوار إنتر ميامي في البطولة العالمية، فإن دعم نجوم أسطوريين بحجم باجيو لميسي وفريقه قد يكون عاملاً محفزًا إضافياً يدفع الفريق لتحقيق نتائج إيجابية في المراحل القادمة، خصوصاً أن الفريق يضم كوكبة من اللاعبين الكبار الذين يملكون خبرة التعامل مع الضغوط والمنافسات الدولية.
يبقى اللقاء بين ميسي وباجيو لحظة نادرة تؤكد أن كرة القدم لا تزال قادرة على جمع القلوب وصناعة مشاهد تخلد في ذاكرة الجماهير، وتذكرنا دائماً أن احترام الكبار والاعتراف بالعظماء هو من صميم جوهر هذه اللعبة التي توحّد العالم على حبها.