دموع لا تتوقف وأم تعانق المجد ديفيد بيكهام يتحول إلى فارس والعالم يشهد لحظة تاريخية تذرف فيها المشاعر
في واحدة من أكثر اللحظات إنسانية وتأثيرًا في المشهد الرياضي البريطاني والعالمي، عاش النجم الإنجليزي الأسطوري ديفيد بيكهام موقفًا لن ينساه أبدًا حين ذرفت والدته الدموع خلال غداء عائلي جمعهما لأول مرة بعد الإعلان الرسمي عن منحه أحد أرفع الأوسمة الملكية البريطانية، إذ تم تكريمه بلقب "فارس" ضمن قائمة تكريم عيد ميلاد الملك لعام 2025، تكريمًا لما قدمه من إنجازات رياضية وإنسانية طوال مسيرته المذهلة داخل وخارج ملاعب كرة القدم.
وقد نُشرت تفاصيل هذه اللحظة المؤثرة من خلال منشور شاركه بيكهام بنفسه على حسابه الرسمي عبر منصة إنستغرام، حيث تحدث عن اللقاء الذي جمعه بوالدته ساندرا بعد أيام من إعلان حصوله على لقب "سير ديفيد بيكهام". ووصف اللقاء بأنه لحظة خاصة لا تُنسى، مشيرًا إلى أن والدته لم تتمالك نفسها وبكت من شدة التأثر خلال الغداء الذي جمعهما في مطعم Tony’s Pie and Mash العريق بمدينة وولثام آبي بمقاطعة إسيكس، وهو أحد الأماكن التي تجمع ذكريات طفولة بيكهام وأسرته.
كتب بيكهام في منشوره: "غداء مع أمي، لم أرها منذ سماع الخبر... أمي بكت عند وصولها، وبكت أثناء الغداء، وبكت عندما غادرت. كانت لحظة خاصة لنا جميعاً. أحبك أمي"، كلمات صادقة بسيطة لكنها عكست عمق المشاعر التي اجتاحت العائلة في هذا الحدث الذي يُعد تتويجًا لمسيرة بدأت منذ أن كان بيكهام شابًا يافعًا يحلم باللعب في أولد ترافورد وانتهت به فارسًا يحمل أحد أرفع أوسمة الشرف في بريطانيا.
ساندرا، التي عُرفت بدعمها الدائم لمسيرة ابنها، تفاعلت بدورها مع المنشور وكتبت تعليقًا عبّرت فيه عن حبها وفخرها قائلة: "أحبك أكثر... كان الناس يتفوهون بكلمات التهنئة يا سيدي... رأيت الدموع مرة أخرى". كلماتها حملت بين سطورها سنوات من العطاء والصبر والتشجيع، جسدت من خلالها الصورة التي لطالما مثلتها كأم ظلت سندًا حقيقيًا لأحد أنجح الرياضيين في تاريخ إنجلترا.
أما فيكتوريا بيكهام، زوجته ومصممة الأزياء الشهيرة، فلم تفوت الفرصة لتوجيه رسالة حب وفخر علنية لزوجها، حيث علّقت هي الأخرى على المنشور قائلة: "لقد كنت دائماً فارسي في درعه اللامع، والآن أصبح الأمر رسميًا. سيدي ديفيد!!! يا له من شرف، لا يمكنني أن أكون أكثر فخراً بك. لم يتزعزع أبدًا تفانيك في الأشياء الأكثر أهمية - بلدك، عملك، شغفك، والأهم من ذلك كله، عائلتك"، في تأكيد على العلاقة المتينة التي تربط أفراد هذه العائلة المُلهمة والتي لطالما كانت مثالاً للتماسك رغم الشهرة والأضواء.
يُذكر أن ديفيد بيكهام كان قد حصل في عام 2003 على وسام ضابط الإمبراطورية البريطانية (OBE)، لكن هذا التكريم الجديد برتبة "فارس" يمثل تتويجًا على مستوى أعلى بكثير ويمنحه رسميًا الحق في استخدام لقب "سير"، ليحجز بذلك مكانته بين نخبة من أبرز الشخصيات البريطانية التي ساهمت في خدمة المملكة في مجالات متعددة، من بينها الرياضة والعمل المجتمعي.
وإلى جانب إنجازاته في كرة القدم مع أندية مثل مانشستر يونايتد وريال مدريد ولوس أنجلوس غالاكسي وميلان وباريس سان جيرمان، فإن بيكهام معروف أيضًا بدوره الفعّال في دعم الأعمال الخيرية حول العالم، فضلًا عن دوره الرائد في الترويج لكرة القدم في الولايات المتحدة، خاصة بعد تأسيسه لنادي إنتر ميامي الذي أصبح اليوم ضمن أندية النخبة في الدوري الأمريكي.
مشهد الغداء الذي غلبت عليه الدموع والتحيات، لم يكن فقط لحظة عائلية مؤثرة، بل شكّل مشهدًا وطنيًا نابضًا بالفخر، حيث عبر ملايين المتابعين عن إعجابهم بالبساطة والصدق الذي غلف هذا الحدث. فعلى الرغم من المجد الرياضي والثراء الهائل والشهرة العالمية، لا يزال بيكهام ذلك الابن الذي يفتخر بأمه ويعتبر دعمها حجر الأساس لما بلغه من نجاح، وهو ما يزيد من محبة الجماهير له وتعاطفهم مع كل تفصيلة في حياته.
لقب "سير ديفيد بيكهام" لا يُمثل فقط وسامًا شرفيًا يُضاف إلى مسيرته، بل هو اعتراف رسمي بأن هذا النجم الإنجليزي صنع ما هو أكبر من أهداف وتمريرات حاسمة، إذ صنع جسراً من المحبة والاحترام والالتزام بينه وبين بلاده وجمهوره، وسيظل هذا اليوم محفورًا في ذاكرة بريطانيا كرمز للعطاء والولاء والتواضع.
