في خطوة قد تشكل نقطة تحول مهمة في تاريخ النادي الأهلي المصري، يترقب المشجعون والمهتمون بصفوف الفريق اتخاذ قرار حاسم بشأن تعيين المدير الفني الجديد للفريق الأول. إذ يُشاع أن البرتغالي جوزيه جوميز، المدير الفني لفريق الفتح السعودي، يقترب من إمضاء اتفاق رسمي لتولي مهام تدريب الأهلي خلفاً للمدرب السويسري مارسيل كولر. تأتي هذه التكهنات في ظل محادثات مستمرة بدأت منذ منتصف شهر يناير الماضي، مما يؤكد جدية إدارة الأهلي في البحث عن تغيير استراتيجي من شأنه إعادة الفريق إلى مساره الصحيح.
تفاصيل المفاوضات
توضح التفاصيل التي نقلها الإعلامي إبراهيم عبدالجواد في برنامجه الإذاعي "كورة في الـ90" اليوم الثلاثاء أن مفاوضات الإدارة مع جوميز ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة متابعة دقيقة منذ أشهر. فقد بدأت المناقشات بعد رحيل المدرب البرتغالي عن الزمالك وانضمامه إلى صفوف دوري روشن السعودي للمحترفين، ما أكسبه خبرة إضافية في إدارة الفرق على مستوى المنافسات الدولية والمحلية. ووفقاً لما أفاد به عبدالجواد، فإن إدارة النادي الأهلي تنظر بعين الاعتبار إلى استقطاب جوميز لنقل الفريق إلى مرحلة جديدة بعد نهاية الموسم الحالي.
أسباب التغيير
يُذكر أن قرار الاستغناء عن مارسيل كولر جاء في ظل تراجع نتائج الفريق الأهلي في الفترة الأخيرة، وهو ما دفع الإدارة بقيادة الكابتن محمود الخطيب إلى اتخاذ خطوات جريئة لتغيير مسار الفريق. إذ تبنى النادي فلسفة جديدة تهدف إلى استعادة الروح التنافسية والانضباط الفني، وهو ما يتطلب تجديد الجهاز الفني بفكر استراتيجي يتماشى مع متطلبات البطولات المحلية والقارية. وقد صرح الإعلامي عبدالجواد بأن الاتفاق مع جوميز من المتوقع أن يتم تفعيله فور انتهاء بطولة دوري أبطال أفريقيا، وأمام الاستعداد الكبير للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية التي ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهري يونيو ويوليو عام 2025.
خبرة جوميز الفنية
ومن الناحية الفنية، يُعد جوزيه جوميز شخصية معروفة لدى محبي كرة القدم بفضل خبرته الواسعة وأساليبه التكتيكية المبتكرة. بفضل الفترة التي قضاها في قيادة فريق الفتح السعودي، استطاع جوميز أن يضع بصمته في المسابقات المحلية والإقليمية، حيث اعتمد في تنظيم فريقه على أسلوب متوازن يجمع بين الدفاع الصلب والهجوم المرتكز على السرعة والفعالية. هذه التجربة تمنحه القدرة على التعامل مع الضغوط الكبيرة التي تواجه فريقاً كالأهلي، الذي يسعى دوماً لتقديم أداء يليق بتاريخ وإرث النادي.
التغييرات في الكرة المصرية

تتزامن هذه الانتقالة المحتملة مع تغييرات أخرى تشهدها عالم كرة القدم المصري، حيث يبحث العديد من الأندية الكبرى عن تحديث استراتيجياتها للتكيف مع المنافسة المتزايدة سواء على المستويين المحلي والقاري. ويُعتبر تعيين مدير فني جديد خطوة هامة لتجديد صورة الفريق وإعادة بناء الثقة بين اللاعبين والإدارة والمشجعين على حد سواء. وفي هذا السياق، يرى المحللون أن استقدام شخصية مثل جوميز يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على مستوى التفاعل التكتيكي داخل الملعب، خاصةً في ظل ضرورة مواجهة تحديات المنافسات الدولية التي تتطلب مستوى احترافي عالٍ جداً من التدريب والتحضير.
المرحلة الحساسة للأهلي
تأتي هذه الخطوة في وقت حساس يمر به النادي الأهلي، إذ يراوده تساؤلات حول كيفية تجاوز المرحلة الصعبة التي شهدها مؤخرًا، سواء على الصعيد الفني أو النفسي. وقد أشار بعض المطلعين إلى أن التغيير في الجهاز الفني يُعد ضرورة ملحة لاستعادة الرونق والانضباط الذي لطالما ميز الأهلي عن غيره من الأندية. ومن جانبه، أكد المسؤولون في الإدارة أن التفاوض مع جوميز يجري ضمن إطار استراتيجي متكامل يهدف إلى ضمان انتقال سلس وتوفير جميع الإمكانيات اللازمة لدعم الفريق في كافة البطولات القادمة.
الرؤية طويلة المدى

إضافة إلى ذلك، فإن الانتقال المحتمل مع جوميز يحمل في طياته رؤية طويلة الأمد تعزز من مكانة الأهلي على الصعيد القاري. فالمشاركة في منافسات دوري أبطال أفريقيا وكأس العالم للأندية تتطلب إعداداً مدروساً وتوظيفاً لخبرات فنية قادرة على التعامل مع ضغوط المباريات الحاسمة. وإذا ما تم التوصل إلى اتفاق مع جوميز، فإنه من المتوقع أن يقوم بتطبيق خطة تدريبية جديدة تركز على استغلال الإمكانيات الكامنة داخل الفريق، مع الاستفادة من التجارب الدولية لتعزيز الأداء الجماعي وتطوير الخطط التكتيكية.
الخاتمة والتطلعات
وفي الختام، تُظهر مفاوضات الأهلي مع جوزيه جوميز توجه الإدارة نحو إعادة الهيكلة الفنية في ظل تحديات المنافسة الشديدة، وهو ما يعكس حرص النادي على عدم الاستسلام للتراجع السائد والتطلع نحو مستقبل واعد. تبقى هذه الأخبار في الوقت الحالي مجالاً للتكهنات، ولكنها بلا شك تعكس نية صريحة من قبل إدارة الأهلي لاستعادة المجد وتحقيق الإنجازات التي طالما افتخر بها النادي. وستكون الخطوة القادمة هي الانتظار لمعرفة القرار النهائي بعد استكمال المفاوضات، إذ يأمل الجمهور في أن يثبت هذا التغيير نجاحه سريعاً على أرض الملعب وأن يعود النادي إلى الصدارة محلياً وقارياً.