في أجواء ملأتها التوترات والإثارة داخل دوري روشن السعودي للمحترفين، برز الإعلامي الرياضي وليد الفراج ليُضفي لمسة فكاهية على الأحداث المتلاحقة التي تشهدها البطولة. فقد بدأ برنامج “أكشن مع وليد” بمشهد درامي يحمل طابعًا ساخرًا، حيث أجرى مكالمة تمثيلية إلى الصيدلية، قائلاً: “ألو الحبيب، أرسل شاشًا، لدينا فرق تنزف في روشن، نزيف عجيب، أربعة أندية كل واحد يقول أنزف أكثر”. بهذه الكلمات التي لا تخلو من السخرية، سلط الفراج الضوء على معاناة الأندية الكبيرة من هدر النقاط وتراجع نتائجها، وفي الوقت نفسه أشاد بعودة الهلال إلى خطى الانتصارات بعد فترة من التعثر.
مفاجآت الجولة الرابعة والعشرون
كانت الجولة الرابعة والعشرون من دوري روشن شاهدة على مفاجآت كبيرة في الساحة الرياضية؛ فقد عاد الهلال بقوة ليعيد نفسه بعد سلسلة من النتائج المخيبة، إذ تمكن من تسجيل فوز مهم على مضيفه الفيحاء بنتيجة (2-0) في بريدة، ما ساهم في تقليص الفارق مع المتصدر الاتحاد. وعلى صعيد آخر، شهد الاتحاد تعادلًا ثالثًا على التوالي أمام القادسية (1-1) في الدمام، مما عكس حالة من الركود التي أثرت على فرص الفريق في المنافسة على اللقب هذا الموسم. وفي مواجهة الديربي الشهيرة، انتهت مباراة النصر مع الشباب في الأول بارك بالتعادل (2-2)، بينما استطاع الأهلي أن ينتزع التعادل في اللحظات الأخيرة ضد الخليج على ملعب الإنماء بجدة، وهو نتيجة لم تكن مرغوبة لدى الفريق الذي كان يطمح لتحقيق الفوز لتعزيز فرصه في صراع المراكز العليا.
تحليل كوميدي للأداء
لم يقتصر برنامج وليد الفراج على مجرد سرد النتائج الرياضية، بل اتخذ مقاربة كوميدية استثنائية للتعبير عن الحالة العامة التي يشهدها الدوري. ففي بداية الحلقة، أيقظ الفراج المشاهدين بمكالمة هاتفية ساخرًا إلى الصيدلية، حيث طلب من الموظف إرسال “شاش” لإيقاف نزيف الفرق التي تواجه خسائر فادحة من حيث النقاط، مما جعل المشاهد يشعر بأن هناك حالة طارئة تجتاح أروقة الدوري. وفي هذه اللحظة، لم يكن الحديث عن النزيف جسديًا فحسب، بل كان استعارة ذكية لتصوير حالة هدر النقاط التي تكابدها بعض الأندية الكبيرة، وهو ما أعاد للأذهان تلك اللحظات التي تشبه جراحًا لا تلتئم بسهولة في مسيرة الفرق.
هدر النقاط في الجولات الأخيرة
ومن خلال هذا الموقف الكوميدي، استطاع الفراج أن يعرض تحليلًا ساخرًا لأداء الفرق خلال الأربع جولات الأخيرة، حيث تكرر فيها هدر النقاط بشكل ملحوظ. فقد تبوأ النصر صدارة قائمة الفرق التي تعاني من فقدان 8 نقاط من أصل 12 ممكنة، بعدما حقق الفريق فوزًا واحدًا وتعادلًا وهزيمتين، مما أكسبه صورة سلبية أمام جماهيره الطامحة للمزيد من الانتصارات. وبالمثل، جاء الهلال والاتحاد في المركز الثاني بخسارة 6 نقاط، حيث حقق الهلال فوزين وخسارتين، فيما جمع الاتحاد فوزًا واحدًا وثلاث تعادلات. وعلى الجانب الآخر، استطاع القادسية، الذي يحتل حاليًا المركز الرابع، أن يظل من الفرق الأقل إهدارًا للنقاط، بفقدانه 5 نقاط فقط بعد تسجيله فوزين وتعادل وهزيمة واحدة.
توقعات مستقبلية
ولم يتوقف تحليل الفراج عند هذه الأرقام البسيطة، بل تخطاها إلى تقديم رؤية افتراضية مبتكرة، خاصة فيما يتعلق بمستقبل القادسية في المنافسة على قمة الدوري. فقد توقع أن يستغل القادسية أي تراجع أو تعثر من الفرق الكبرى الأخرى ليقتنص فرصة للصعود في جدول الترتيب، مؤكدًا أن الجولة السادسة والعشرون، التي ستكون جولة الديربيات، قد تحمل مفاجآت كبيرة. في هذا السيناريو الافتراضي، يشير الفراج إلى إمكانية فوز القادسية على الاتفاق، وفوز النصر أمام الهلال، وانتصار الأهلي على الاتحاد، وهو ما سيخلق تحولًا جذريًا في موازين القوى ويتيح للقادسية فرصة للتنافس على لقب الدوري. وقد علق قائلاً: “لو تحقق ذلك، سأقول أحمدك يا رب، اكتملت لي الصورة!” مع تلميح فكاهي بأنه سيفصح عن أنيابه بعدها، مما يضيف جوًا من المرح على المناقشات التكتيكية التي يطرحها عادةً في برنامجه.
نقد أداء الأهلي

ومن المؤكد أن تصريحات وليد الفراج لا تقتصر على نقد الأداء الفني فقط، بل تشمل أيضًا نقدًا لفرص الفرق في تقليص الفوارق النقاطية. ففي حديثه عن الأهلي، أشار الفراج إلى أن الفريق أهدر فرصة ثمينة لتقليص الفارق مع الاتحاد، الذي يتصدر الجدول بفارق يصل إلى عشر نقاط، رغم الأداء الكبير الذي قدمه الخليج في المباراة الأخيرة ضد الأهلي. وهذا التلميح يسلط الضوء على الحالة العامة التي يعيشها الدوري؛ حالة يتنافس فيها الأندية الكبيرة على كل نقطة، وفيها يصبح أي هدر نقطة بمثابة جرح يصعب شفاؤه مع مرور الوقت.
توقعات المراكز الخمس الأولى
كما توقع الفراج أن تكون المراكز الخمس الأولى قد تحددت بالفعل مع تبقي 10 جولات فقط على ختام الموسم. وفقًا لرؤية المعلق الرياضي، فإن ترتيب الفرق في المراكز الأولى يشمل الاتحاد والهلال والقادسية والنصر والأهلي، في حين يحتل الشباب المركز السادس منفردًا. هذه التوقعات جاءت استنادًا إلى الأداء المتفاوت الذي شهدته الفرق في الجولات الأخيرة، حيث يبدو أن الفرق الكبرى قد وصلت إلى مرحلة من الاستقرار النسبي بينما تواصل الفرق الأخرى محاولاتها للتقدم. وفي هذا السياق، يشير الفراج إلى أن مثل هذه النتائج قد تكون مؤشرًا على وصول الدوري إلى مرحلة من الحسم والتحديد، مما يضيف بعدًا جديدًا إلى المنافسة على اللقب.
الأبعاد الفنية والذهنية
على صعيد آخر، يبرز تحليل الفراج الأبعاد الفنية والذهنية التي تؤثر في نتائج المباريات داخل دوري روشن. إذ لا تقتصر المسألة على الأداء الفردي للاعبين أو القرارات التكتيكية للمدربين، بل تمتد لتشمل القدرة على التعامل مع ضغوط المباريات والتحكيم، وكيفية استغلال اللحظات الحاسمة لصالح الفريق. ومن هنا، يرى الفراج أن الفرق التي تستطيع تقليل “نزيف النقاط” – أي تقليل الفجوة بين الأداء المتوقع والنتائج الفعلية – ستكون هي الأوفر حظًا في النهاية. وهذا ما يتجلى في أداء بعض الفرق التي استطاعت تجنب الإهدار، حتى وإن لم تحقق الانتصارات المتتالية، مما يؤكد أن الاستقرار النفسي والتكتيكي قد يكونان العامل الحاسم في تحديد مصير الفرق في المراكز العليا.
الجانب الكوميدي

ولا يمكننا أن نتجاهل الجانب الكوميدي الذي يضفيه وليد الفراج على تغطية أحداث الدوري، فهو لا يكتفي بسرد النتائج بل يحولها إلى مادة تحليلية تلامس الواقع الرياضي بعيون ساخرة، مما يجعل المتابعين يشعرون بأن كرة القدم ليست مجرد لعبة بل هي مسرح للتراجيديا والكوميديا معًا. هذه المقاربة المميزة ساعدت الفراج في بناء قاعدة جماهيرية واسعة من محبي الرياضة الذين يتطلعون كل يوم لمعرفة رأيه في آخر أحداث الدوري، والاستمتاع بتلك اللحظات التي تُدخل البسمة على الوجوه رغم صعوبة المنافسات.
ختام
يتضح من خلال سرد الفراج لتفاصيل جولات الدوري أن المنافسة في دوري روشن وصلت إلى مستويات عالية من الدراما والإثارة، حيث لا يُعتمد على الفوز فقط، بل على الحفاظ على استقرار الأداء وتقليل الأخطاء التي قد تكلف الفريق نقاطًا ثمينة. وفي ظل هذه الظروف، تصبح كل نقطة تفصل الفرق عن بعضها هدفًا استراتيجيًا يُسهم في رسم مستقبل البطولة، ما يجعل الجماهير تنتظر بفارغ الصبر كل مباراة لتحديد مصير الفرق في صراع اللقب.