قلب فيدي فالفيردي الطاولة على أتلتيك بيلباو بهدف قاتل في الدقيقة 90+3، ليقود ريال مدريد إلى فوز ثمين (1-0) على مضيفه في سانتياغو برنابيو ضمن منافسات الجولة السابعة والثلاثين من الدوري الإسباني. وبهذا الانتصار، رفع “المرينغي” رصيده إلى 69 نقطة، وتمسك بآماله في معركة اللقب رغم بقاء فارق 4 نقاط بينه وبين المتصدر برشلونة، بينما بقي بيلباو في المركز الرابع برصيد 57 نقطة.
صراع وسط الميدان والفرصة الضائعة
خلال 90 دقيقة أو أكثر، باتت معركة وسط الميدان ساحة صراع مرير بين تجانس لاعبي ريال مدريد وقدرة ضيوف الباسك على إرباك أداء أصحاب الأرض. حاول مارسيلينو مدرب بيلباو تحييد مفاتيح لعب الفريق الملكي بإغلاق مساحات في العمق وتشديد الرقابة على ثلاثي الوسط، فظهرت فاعلية توماس مورييلو وياغو فورمينو في قطع الكرات، قبل أن تفتتح الفرصة الحقيقية لريال مدريد عند الدقيقة 79 عبر فينيسيوس جونيور. انطلق البرازيلي من الجهة اليسرى بمراوغة متعددة ثم سدد أرضية، لكن تقنية “فار” ألغت الهدف بسبب وجوده متسللاً عند وصله الكرة بعد تحليل دقيق للخطوط بقدم واحدة تتجاوز مدافع بيلباو.
اللقطة الذهبية لفالفيردي
عندما بدا أن المواجهة ستنتهي سلبية، ارتقى فالفيردي لبطولة اللحظات الحاسمة بعد تمريرة عرضية من كارواخال، فاستلم الكرة بثقة داخل مربع الجزاء، ثم صوب بيسراه قوية ارتطمت بالأرض قبل أن تستقر في شباك سيمون. تلاشى معها ألم إلغاء هدف فينيسيوس، وانطلقت الجماهير البيضاء في احتفال عارم بالهدف الثلاثي الأهمية.
تقنية الفيديو وحكم الاحتكاك

لعبت تقنية الـVAR دوراً مزدوجاً في اللقاء، بداية بإلغاء هدف فينيسيوس بعد مراجعة دامت نحو دقيقتين، حيث أظهرت اللقطات دخول لاعب بيلباو إندريك في خط اللعب بقدمه اليمنى قبل لحظة انطلاق التمريرة، ما اعتُبر تسللاً وفق المادة 11 من قوانين الفيفا. أما ثاني المواقف الفارقة، فكانت تصريحات بعض لاعبي ريال مدريد للمطالبة بركلة جزاء بعد احتكاك جودين ورودريجيز داخل المنطقة، لكن الحكم رفض الاحتساب بعد اعتماده على صورة الإعادة السريعة التي بينت أن الكرة كانت متاحة للطرفين ولا يوجد ارتطام كافٍ.
قراءة فنية لأداء الفريقين
قدّم ريال مدريد مباراة متوازنة بين الاستحواذ والتنظيم الدفاعي، إذ بلغت نسبة سيطرته على الكرة 62% مع تكثيف تحركات فينيسيوس وفالفيردي خلف لوكا مودريتش، ما منح وسط الميدان ثنائية هجومية قادرة على صناعة الفرص. وفي الخط الخلفي، بدا الثنائي ألابا وميليتاو متفاهمين في التغطية والانطلاق بالكرة، مما حدّ من خطورة رأسية ويليامس في الدقائق الأولى.
آثار المباراة على سباق اللقب

يعقد ريال مدريد أماله الآن على إنهاء الموسم بأفضل ما يمكن عبر تحقيق الفوز في الجولات المتبقية ضد خيتافي (23 أبريل)، إشبيلية وفياريال، قبل الختام بمواجهة إسبانيول. ويحتاج الفريق إلى 3 انتصارات إضافية وإخفاقات برشلونة لضمان تفوقه بفارق الأهداف أو النقاط. أما بيلباو، فرغم تراجعه إلى المركز الرابع، فلا يزال يبتعد بحلم التأهل لدوري أبطال أوروبا، إذ يفصله 5 نقاط عن إشبيلية الخامس، مع مباراتين صعبتين أمام لاس بالماس وريال بيتيس.
مستقبل أنساق الفريقين
من المتوقع أن يستمر أنشيلوتي في منح الثقة لرباعي الوسط المقاتل مع تعزيز خياراته الهجومية بإشراك ميندي ورودريجو في مباريات معينة، في حين سيعمل مارسيلينو على تطوير تناسق دفاعه عبر إعادة بناء الثقة أمام الكبار بعد عثرة جديدة. وقد تحسم مواجهة برشلونة المرتقبة في الليجا مصير المربع الذهبي، حيث تسعى الأندية الأربعة لضمان أحد بطاقات الأبطال الموسم المقبل.