غادر لاعبو برشلونة أرض ملعب سان سيرو مساء الثلاثاء
وأنفاسهم متقطعةً وعيونهم دامعةً، بعدما ودعوا دوري أبطال أوروبا 2024-2025 إثر خسارةٍ قاسيةٍ أمام إنتر ميلانو 3-4 بعد الأشواط الإضافية، وبنتيجة 7-6 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب. وعكس مشهد الإقصاء ما آثارته المباراة من مزيجٍ عنيفٍ من الدراما والإثارة الكروية، فيما جسدت تصرفات نجوم البارسا داخل المستطيل الأخضر وخارجه بقايا الألم والاحترام المتبادل.
من بين أولى ردود الفعل، جلس مارك أندريه تير شتيغن أسفل مدرجات المرمى
وهو يضع رأسه بين يديه، فيما سترخى سيرجيو بوسكيتس على مركزه في منتصف الملعب، غير قادرٍ على استيعاب ما جرى. وفضل تير شتيغن البقاء قليلًا بعد صافرة النهاية لالتقاط أنفاسه، قبل أن ينهض محاولًا مسح دموعه بيديه، فيما اقترب من رأسه جيرارد بيكيه السابق ـ الذي حضر اللقاء مدافعًا عن العمق الدفاعي لباريس سان جيرمان ـ ليربت على كتفه مواسياً، ثم صافحه بحرارةٍ قبل الخروج من الملعب.
لم يقف الأمر عند أبواب الاستاد
إذ توجه لاعبو برشلونة الستة إلى جماهيرهم في المدرجات العلوية، ليستعيدوا هدير “أنتظرونا في مدريد” الذي رددته حناجرهم في الكامب نو قبل أسبوعٍ. رفع ألبا رأسه بيديْه ثم مدّه صوب المقاعد، قبل أن يقترب تشافي هيرنانديز – الذي عانى هو الآخر من انتفاضةٍ غير متوقعةٍ حين أشار بعدم رضاه عن أداء فريقه في الدقائق الأخيرة – لينحني أمام المشجعين ويؤدي تحيةً حارةً قبل الانسحاب.
مناظرُ الاحتضان الأخوي لم تغب عن الذاكرة

حيث اندفع لاعبو إنتر صوب برشلونة مباشرةً بعد صافرة النهاية. قابل دانيلو د أمبروزيو أنسو فاتي بعناقٍ طويلٍ، فيما صافح لاوتارو مارتينيز ماجد لاماسيا السابق. وقال مهاجم الإنتر بعد المباراة: “عانقت لاعبي برشلونة قبل أن يحتفلوا، لأنهم قدموا قمةً تاريخيةً تستحق التقدير. كرة القدم تحترم الروح القتالية”.
أما داخل الحجرات، فسرى صمتٌ ثقيلٌ
أعقبه حديثٌ مطوّلٌ بين تشافي وطالب لائحةٍ من اللاعبين، خلص إلى أن “الآن وقت دروسٍ كبيرةٍ للاحترافية وإعادة البناء للظفر بالدوري والكأس المحلية”. وردد بوسكيتس أمام المجموعة: “لديكم ثلاثة أهدافٍ متبقيةٍ: الاعتذار لجماهيرنا بالدوري، ومزاحمة الريال في الكلاسيكو، وحسم كأس الملك”. ووفق صحيفة “موندو ديبورتيفو”، خيمت نبرة الحزم على الكلمات التي وصفها “بالتحدي الأخير” قبل انتهاء الموسم.
واستمرت حركة المتابعة عبر السوشيال ميديا

إذ قاد لايفٌ مصغرٌ أجرته صحيفة “سبورت” في “إنستجرام”، حيث شارك فيه سيرجينو ديست وبدرو، ليطمئنا جماهير النادي بأن رحلة الموسم لم تنتهِ بعد، ووعدا بتقديم كل ما لديهما للتعويض محليًا. وكان هذا البث مصحوبًا بلافتاتٍ كتب عليها المشجعون: “أملنا فيكم لن يموت” و”القلب هنا دائمًا”.
وفي جانبٍ مختلفٍ، نقلت “ماركا” تصريحاتٍ مقتضبةٍ من المدافع فرينكي دي يونج
الذي قال وهو يغلق قفل دولاب ملابسه: “كرة القدم أحيانًا لا ترحم، قدمنا كل ما نملك، الآن نفكر في العودة أقوى”، مضيفًا بابتسامةٍ حزينةٍ: “الدوري ينتظرنا، وكأس الملك أيضًا. لن نتوقف هنا”.
خاتمةً، سيحتاج برشلونة لالتقاط أنفاسه سريعًا قبل مواجهة ريال مدريد في الكلاسيكو
يوم الأحد المقبل، ثم خوض نهائي كأس الملك ضد أتلتيكو بلباو في الثامن من مايو. وسيظهر الموكب الكتالوني مجددًا في كامب نو لتوديعه جماهيره قبل مباراةٍ على ورقٍ تبدو عاديةً، لكنها تحمل في طياتها تحديًا لإسعاد الحاضرين بعد كل تلك الدموع.