
شهدت مباراة المنتخب السعودي ضد نظيره البحريني في افتتاح مباريات المجموعة الثانية من بطولة كأس الخليج العربي “خليجي 26” العديد من اللحظات المثيرة للجدل، وكان أبرزها تدخل عبد الإله هوساوي في الدقيقة 29، والذي كاد أن يتسبب في إلحاق ضرر كبير بمسيرة المنتخب السعودي في هذه البطولة. اللقاء الذي أُقيم على ملعب جابر الأحمد الدولي في الكويت، حمل معه العديد من المواقف التحكيمية التي أثارت استياء البعض بينما بقيت محل نقاش آخرين، إلا أن اللحظة الأبرز كانت تلك التي كاد فيها هوساوي أن يُطرد نتيجة لتدخلٍ عنيف.
تأخر المنتخب السعودي والأداء الدفاعي المشكوك فيه:
بدأت المباراة بتفوق مفاجئ للمنتخب البحريني الذي تمكن من تسجيل هدفين في الشوط الأول عبر مهدي عبد الجبار في الدقيقة 19، ثم مهدي الحميدان في الدقيقة 38. هذا التقدم المبكر وضع الضغط على لاعبي المنتخب السعودي، الذين بدا عليهم ارتباك واضح في التشكيلة الدفاعية، مما جعل الجماهير والنقاد يوجهون الانتقادات اللاذعة للأداء الدفاعي الذي بدا هشًا في بعض الفترات. ورغم المحاولات السعودية للعودة في المباراة، فقد كانت هناك إشارات استفهام حول ضعف التحصين الدفاعي، لا سيما بعد تلك اللحظة المثيرة في الدقيقة 29.
التدخل العنيف من هوساوي:
في تلك الدقيقة، قام عبد الإله هوساوي، جناح المنتخب السعودي، بتدخل عنيف على لاعب المنتخب البحريني كميل الأسود، حيث ضرب الأخير دون كرة في حركة كانت تبدو غير مبررة، مما أثار القلق بين الجمهور السعودي على مصير اللاعب، وكذلك على مستوى التحكيم في المباراة. من الجدير بالذكر أن هوساوي قد ارتكب هذا التدخل العنيف في وقت حساس للغاية، حيث كان المنتخب السعودي يسعى جاهداً للعودة إلى المباراة، وكان مثل هذا التدخل يهدد بإقصاء لاعب أساسي في صفوف الأخضر.
قرار الحكم الكويتي أحمد العلي:
على الرغم من شدة التدخل ومدى تأثيره على مجريات المباراة، لم يقرر الحكم الكويتي أحمد العلي إشهار أي بطاقة تجاه هوساوي. بعد مراجعة اللقطة، وجد العديد من المحللين والنقاد أن الحكم كان متساهلاً في قراره، حيث أن التدخل كان يمكن أن يُعتبر تهورًا يتطلب بطاقة صفراء على أقل تقدير، أو حتى بطاقة حمراء في حال اعتباره تدخلاً عنيفًا يستحق الإقصاء. النقاد عبر قناة “الكأس” القطرية اختلفوا بشكل كبير في تفسير القرار؛ البعض اعتبر أن القرار كان صائبًا بالنظر إلى أن هوساوي لم يكن يقصد إيذاء اللاعب البحريني، بينما ذهب آخرون إلى أن التدخل كان يمثل تهديدًا حقيقيًا للاعب البحرين وكان يستوجب الطرد.
رد فعل المحللين والجماهير:
من خلال الأحاديث والتحليلات على منصات الإعلام الرياضي، لوحظ انقسام واسع في الآراء. فبينما ذهب البعض إلى أن الحكم كان يتعامل مع الموقف بعين الرحمة وأن الأخطاء تحدث في المباريات، اعتبر آخرون أن مثل هذه الأخطاء تتطلب رد فعل أكثر صرامة حفاظًا على نزاهة البطولة. عبر منصات التواصل الاجتماعي، كان العديد من جماهير المنتخب السعودي قد عبّروا عن ارتياحهم لعدم إشهار البطاقة، ولكن في الوقت نفسه، كان البعض الآخر يرون أن منتخبهم كان محظوظًا بتجنب هذا الموقف الحرج.
موقف المنتخب السعودي:
وبعد هذه اللقطة المثيرة للجدل، حاول المنتخب السعودي العودة في المباراة، ولكنه فشل في تسجيل أي هدف، مما جعل الأمور أكثر تعقيدًا. وقد أدت هذه النتيجة إلى تصاعد الضغوط على اللاعبين والجهاز الفني بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، الذي بدأ في التفكير في كيفية تعزيز الأداء الدفاعي وتحسين الانسجام بين اللاعبين في المباريات المقبلة. لكن حتى مع هذه الخسارة، كانت بعض الصحف والمحللين يرون أن فشل الأخضر في العودة كان يعود إلى عوامل أخرى مثل ضعف الضغط على حامل الكرة، وغياب الروح الهجومية الفعالة.
نتيجة المباراة وتداعياتها:
في الجهة الأخرى من المجموعة الثانية، بدأ منتخب العراق حملة الدفاع عن لقبه بفوز مهم على منتخب اليمن بهدف دون رد، ليحتل صدارة المجموعة مؤقتًا برصيد 3 نقاط، بينما تبقى المنافسة مفتوحة بين باقي الفرق. أما المنتخب السعودي، فإنه يتعين عليه الآن إصلاح الأخطاء والبحث عن الفوز في المباريات القادمة، خاصة أن الفريق يملك الفرصة لتدارك الموقف في حال تحقيق نتائج إيجابية في المباريات المقبلة أمام العراق واليمن.
الخلاصة:
كانت هذه اللقطة بمثابة “جرس إنذار” بالنسبة للمنتخب السعودي، الذي يعاني من بعض الهفوات الدفاعية والأخطاء الفردية، بالإضافة إلى تلك اللحظات التحكيمية التي قد تثير الجدل. ورغم أن المنتخب السعودي قد تجاوز هذه اللحظة دون عقوبات قاسية، إلا أن هذه المباراة تثير تساؤلات كبيرة حول قدرة الأخضر على الحفاظ على تماسكه في مواجهة التحديات القوية القادمة. وفي النهاية، يبدو أن “خليجي 26” لن يكون سهلًا على أي فريق، في ظل التنافس الشديد والضغوط الكبيرة على جميع المنتخبات المشاركة.