جدل ركلة الجزاء وأصداء قرار الحكم
بدأت القصة مع ركلة الجزاء التي احتسبها حكم مباراة الإياب في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا بعد لجوء الحكم إلى تقنية الفيديو لاحتساب لمسة يد في دفاع أتليتيكو مدريد ضد ريال مدريد.
وفاجأ القرار الجميع لخبرته الصفرية سابقاً في مباريات حاسمة بهذا الحجم. وقال سيميوني إنه كان متفاجئًا من سرعة اتخاذ القرار، وأضاف أن ذلك القرار شكّل لحظة “مخزية” بالنسبة لتاريخه كمدرب لأنه لا يتوقع أن تُتخذ مثل هذه القرارات في تلك المرحلة الحرجة من البطولة.
واعتبر سيميوني أن الحكم في الواقع ضيع متعة المباراة الجماهيرية، وأفاد المدرب الأرجنتيني أن تلك الركلة أثرت على لاعبينا نفسياً، قبل أن يوجه رسالة إلى الأطراف المعنية بضرورة توحيد معايير اللجوء إلى تقنية الفيديو بين مختلف الاتحادات الأوروبية.
إفصاحات هيليجيرا عن كواليس مرتادية غرفة خلع الملابس
في السياق نفسه، كشف إيفان هيليجيرا لاعب ريال مدريد السابق وفالنسيا الحالي بعض الأسرار عن فترة وجوده في سانتياغو برنابيو، واستعداده لدعم اللاعبين الشباب وكيف تتعامل بعض الأساطير مع الأزمات النفسية داخل غرف الملابس.
وأكد هيليجيرا أن هناك بعض الأنماط السلوكية الناجمة عن الضغوط الإعلامية والجماهيرية "ليست قدوة كما يعتقد الجميع"، وأن بعض النجوم الكبار يفضلون الابتعاد عن زملائهم في أوقات التوتر خوفاً من توزيع اللوم.
وأضاف أن إدارة ريال مدريد تتدخل في كثير من الأحيان لتهدئة الأجواء، وأن هذه السياسات الداخلية ساهمت في الحفاظ على تماسك الفريق في أعقاب المباريات الساخنة.
فيرمينو يدخل حسابات الملكي لتعويض خوسيلو
مع اقتراب سوق الانتقالات الصيفي، فتح ريال مدريد ملف البحث عن مهاجم قادر على تعويض رحيل خوسيلو إلى البطولة القطرية هذا الصيف.
وذكرت تقارير صحفية أن إدارة النادي الملكي وضعت روبرتو فيرمينو مهاجم الأهلي السعودي السابق ضمن قائمة الأسماء المطروحة للنظر فيها، خاصة بعد خبرته الكبيرة مع ليفربول وكفاحه للفوز بالكرة.
وأشار محللون إلى أن فيرمينو يجمع بين القدرة على استلام الكرة تحت الضغط والتمرير الدقيق في المساحات الضيقة واللعب في مراكز متعددة داخل الهجوم، وهو ما يتماشى مع فلسفة المدرب الجديد الذي يرغب في تنويع خياراته التهديفية بعيداً عن الاعتماد على رأس الحربة الثابت.
تصريحات لارسن وتقليص فرص الانضمام
تزامناً مع هذا الاهتمام، تحدث النجم السويدي أندرياس لارسن لاعب فرانكفورت للصحافة المحلية على هامش معسكر منتخب السويد، وقال مازحاً إنه لا يعتقد أن المدرب الجديد لريال مدريد سيحبه، بعد أن تم استبداله في أول نصف ساعة من مباراة الفريق الألماني ضد باير ليفركوزن التي انتهت بخسارة مذلة بخمسة أهداف.
وقال لارسن إنه ينظر إلى التكهنات بروح رياضية، وإنه يركز في المقام الأول على تقديم موسم مميز مع ناديه قبل التفكير في أي انتقال محتمل.
وأضاف بأسلوب فكاهي أنه إذا كان ريال مدريد يبحث عن لاعبين يستطيعون تحمل الضغط الجماهيري الألماني، فليفكروا مرتين قبل الاطمئنان على قدرته في التحمل.
انعكاسات فنية وإدارية على الملكي
تأتي كل هذه التطورات في وقت يحاول فيه ريال مدريد إعادة بناء تشكيلته بعدما ودّع بعض نجومه الأساسيين وتراجع مستوى البعض الآخر في المرحلة الختامية للدوري الإسباني، وما رافق ذلك من انتقادات على أداء الفريق في المناوشات الكبرى أمام أندية القمة.
وعليه فإن ضم لاعب مثل فيرمينو قد يعطي دفعة نوعية لخط الهجوم، ويعيد التوازن المطلوب في مساحات الثلث الأخير، بينما سيُشكل الملف النفسي لحالة ألفاريز بعد ركلة الجزاء اختباراً جديداً لقدرة الجهاز الفني والإداري على استعادة الثقة لدى اللاعبين، خصوصاً وأن ردة فعل الجماهير على مواقع التواصل كانت حادة عقب المقالات الصحفية التي انتقدت "انهيار" اللاعب بعد المباراة.
تكتيكياً، سيمنح انضمام فيرمينو المدرب القدرة على اللعب بخطة بدأت تبدو موضع اهتمام وهي 4-3-3 أو 4-2-3-1 مع استخدام مهاجم ثانٍ لدعم رأس الحربة التقليدي والاعتماد على أجنحة سريعة قادرة على التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم.
أما بالنسبة لأزمة الجزاء، فإنها ستظل مادة دسمة للنقاش الفني حول مدى ملائمة تطبيق تقنية الفيديو في لحظات حاسمة، وكيفية تعامل الأندية الكبرى مع قرارات قد تُغيّر مسار المنافسات الأوروبية.
ختاماً
يبقى ريال مدريد أمام تحدٍّ مزدوج يجمع بين إعادة تفعيل خط هجومه عبر تعزيز الصفوف بلاعبين قادرين على تقديم الإضافة الفورية، واستعادة الروح المعنوية للاعبيه بعد لحظات أثارت علامات الاستفهام حول مستوى التجربة الأوروبية الحالية.
ومن المتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة حركة واسعة على مستوى الميركاتو الملكي تضع حدّاً للأقلام الناقدة وتعيد ريال مدريد إلى صدارة اهتمامات المتابعين عبر صورة متكاملة تجمع بين الأداء والنتائج والنجوم القادرين على صناعة الفارق.
