وسط أجواء الانتظار الحار لمونديال الأندية 2025، انقلبت مواقع التواصل على خبرٍ تردّد عن رغبة نادي الهلال في ضم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، بعد إعلان فيفا عن دعوته للمشاركة مع بطل القارة الآسيوية. هذه التسريبات أثارت غضب شريحة من الأنصار، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى التهديد بـالتخلي عن التشجيع نهائيًا، وتصدّر اسم الناقد الرياضي وعضو الإدارة السابق عبدالكريم الجاسر المشهد بعد تغريدةٍ حادةٍ على حسابه في “إكس” قال فيها:
“إذا ارتدى الدون قميص الهلال، سأعلن رسميًا اعتزال النادي… هزلت ورب الكعبة!”
خلفية الصفقة المرتقبة وحسابات المونديال
عندما أقر جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، مشاركة بطل آسيا في كأس العالم للأندية، انطلقت إدارة الهلال في مفاوضاتٍ ماراثونيةٍ لضم هداف دوري روشن السابق، الذي انتهى عقده مع النصر في 30 يونيو. ولم تتوقف التكهنات عند الخيار الخليجي أو الأوروبي، بل امتدت حتى الأندية العربية الأخرى في مصر والمغرب، قبل أن يُكشف عن دراسة الهلال العرض الذي وُصف بأنه “الأغلى بتاريخ القارة”.
وبحسب صحيفة “وورلد سوكر” المتخصصة، يمكن أن يصل الراتب الأسبوعي للدون في حال انتقل للزعيم إلى 2 مليون يورو، مع مكافآت الأداء وتصريحات تسويقية يُقدّر مجموعها بعشرات الملايين سنويًا. هذا الرقم القياسي، وإن كان مغريًا من الناحية التجارية، وضع إدارة الهلال أمام معضلةٍ فنيةٍ ومالية: هل يفتح النادي خزينته لتعزيز نجمه الأبرز، أم يحافظ على استقراره التكتيكي ويخشى تفكيك الميزانية؟
غضب الأصالة وتهديدات بالانفصال

لم يكن الجاسر الوحيد في هجومه؛ إذ شكّل هاشتاج "#لا_لرونالدو_بالأزرق" منطلقًا لسيلٍ من الانتقادات:
• روى أحد المشجعين: “أتقبّل الخسارة، لكن لا أحتمل رؤية الدون في صفوفنا!”
• غرّد آخر: “التاريخ لا يُشترى بأموال، والزعيم له هويّةٌ مستقلة.”
وذهب البعض إلى اعتبار هذه الخطوة “إهانةً” للهوية الهلالية، وتذكيرًا بأن شعار النادي يدور حول تشجيع المواهب المحلية ودعم أبناء الفئات العمرية، لا جلب نجمٍ دوليٍّ فاق الأربعين ربيعًا ومدّته أخيرة في الدوري الأوروبي.
كريستيانو والمرحلة السعودية: حصيلة الأرقام والبطولات
يُذكر أن الدون انتقل مجانًا إلى النصر في 2023، بعد انتهاء عقده مع مانشستر يونايتد، وقدم موسمين لافتين في دوري روشن:
• 104 مباراة في مختلف المسابقات.
• 92 هدفًا سجلها بقميص الأصفر.
• 19 تمريرة حاسمة أطلقها صوب زملائه.
رغم هذه الأرقام القياسية، فلم يحصد أي لقبٍ مدرجٍ على مستوى الدوري المحلي أو كأس الملك، واكتفى بجائزة البطولة العربية الودية. وأغضبت إخفاقاته الجماهير التي طالبت ببطلٍ قادرٍ على ترجمة الأهداف إلى ألقاب حقيقة.
كيف يقرأ الخبراء ردود الفعل؟
يرى المحلل التكتيكي محمد البليهي أن “رونالدو لاعبٌ عبقريٌّ قادرٌ على قلب الموازين في المباريات الحاسمة، لكن أسلوب اللعب والعمر هما التحدي الأكبر. أي فريقٍ يبنيه حوله سيتعرض لتمزقٍ إذا لم يتفنن في توظيفه داخل التكتيك الجماعي.”
من جهته، اعتبر أستاذ الاقتصاد الرياضي د. هشام عمّار أن “النتائج المالية المرتقبة من وراء ضم رونالدو قد تغري الإدارة، لكن العوائد الإعلانية والتسويقية يجب أن تُوازن مع التزامات الرواتب والتعاقدات المستقبلية. أي صفقة بالملايين تحتاج إلى دراسة حسابية دقيقة كي لا تتحول لأعباء طويلة الأمد.”
سيناريوهات النادي العاصمي

1. المضي قدمًا: إتمام صفقةٍ ضخمةٍ تضمن حضور رونالدو في مونديال الأندية، مع خطةٍ تسويقيةٍ لاسترداد التكاليف عبر حقوق بثٍ ورعايةٍ وإنتاجٍ إعلاميٍ مباشر.
2. التريث: الانتظار حتى تتضح الصورة للصفقات الأخرى ونتائج غرب آسيا والاستقرار المالي، ثم التفاوض على راتبٍ أعلى أو فاتورة انتقالٍ أخف.
3. الاعتذار الاستراتيجي: إعلان عدم القدرة على تلبية طموحات اللاعب، مع تقديم بدائلٍ هجوميةٍ من الشباب والأجانب ذوي الخبرة المتوسطة.
ماذا ينتظر الرومانسية الهلالية؟
مع انطلاق مونديال الأندية في غضون أسابيعٍ، وبروز تطلّعاتٍ لإعادة هيكلة الفريق وبحثٍ عن آخر صفقات الصيف، يبقى الأنصار على انتظارٍ حارق: هل سيرتدي الأسطورة البرتغالية قميص “الهلال” حقًا، أم سيحافظ الزعيم على هويته الأصيلة دون تنفير قاعدة عريضة من جمهوره؟
الأكيد أنّ الحسابات قد لا تنتهي عند الأرقام الكبيرة، بل تشمل أيضًا إرثًا كرويًا وجماهيريًا لا يُقدّر بثمن. وفي حال انتصر صوت العقل المالي والتكتيكي على رهبة الاسم، سيبقى الدون في الذاكرة حكايةً لم تكتمل، وأسطورةً نُسِجت في صحف الشائعات قبل أن تُكتب فصولها على أرضية الملعب.