خلفية عن شفاينشتايجر ومصداقية رأيه
يُعد باستيان شفاينشتايجر من أعظم لاعبي الجيل الذهبي للألمان، حيث توج مع المنتخب الوطني ببطولة كأس العالم 2014 في البرازيل، وحقق مع بايرن ميونيخ ألقاب دوري أبطال أوروبا والدوري الألماني مرات متعددة.
يمتلك شفاينشتايجر خبرة فنية وتحليلية عميقة مكَّنته من مطابقة الأداءات على أرض الملعب مع الإمكانات الفنية والبدنية للاعبين، ويحرص على تحليل كل مباراة بموضوعية تامة دون الانحياز لأي فريق أو نادٍ.
ولهذا عندما أدلى شفاينشتايجر برأيه حول سباق الكرة الذهبية 2025، تلقى كلامه اهتمامًا بالغًا على المستوى العالمي بين جماهير كرة القدم ومتابعي الصحافة الرياضية المتخصصة.
الأداء اللافت لليامال خلال موسم 2024–2025
يُعتبر لامين يامال (مواليد 2007) من أصغر المواهب التي عبرت تاريخ برشلونة الإسباني في السنوات الأخيرة، حيث شارك مع الفريق الأول خلال الموسم الحالي في أكثر من 50 مباراة في جميع المسابقات، مسجلاً ما يقرب من عشرين هدفًا وصانعًا للعديد من الفرص.
تميز يامال بقدرته على الانطلاق بسرعة خاطفة من الجناح الأيسر ومهارات فنية عالية في المراوغة والتمرير الحاسم.
ساهمت مشاركته المبكرة في المباريات الرسمية مع منتخب إسبانيا الشاب في إثبات قدراته على التأثير كلاعب أساسي محترف في سن لم تتجاوز الثامنة عشرة، وأصبح مستهدفًا من كبار الأندية الأوروبية بسبب موهبته الكبيرة وقدرته على تغيير مجريات المباريات في لحظات الحسم.
أداء عثمان ديمبيلي ومسيرته الناضجة
أما عثمان ديمبيلي فقد أثبت نفسه لاعبًا ناضجًا بفضل التجارب الاحترافية التي خاضها منذ الفريق الأول لبرشلونة إلى نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، حيث خاض منافسات قوية في دوري أبطال أوروبا وكأس فرنسا والدوري الفرنسي.
نجح ديمبيلي في حصد ثلاثة ألقاب مهمة مع باريس سان جيرمان خلال الموسم المنصرم، وهي لقب الدوري الفرنسي وكأس فرنسا ودوري أبطال أوروبا، ويُتوقع أن يكون له دور كبير في المنافسة على كأس العالم للأندية 2025، مما يضع اسمه في دائرة الترشيحات للجائزة المرموقة.
تُعدّ سرعة ديمبيلي ومهاراته في الثنائيات الفردية من أبرز سمات كرة القدم الفرنسية الحالية، وهو لاعب مخضرم يتمتع بخبرة احترافية عالية.
المقارنة بين لامين يامال وعثمان ديمبيلي
خلال حديثه لتحليل مباراة إسبانيا وفرنسا عبر شاشة قناة SWR الألمانية، سُئل شفاينشتايجر عن المقارنة بين يامال وديمبيلي في سياق المنافسة على الكرة الذهبية، فأجاب بلا تردد: «يجب تصنيف لامين يامال في مرتبة أعلى من عثمان ديمبيلي هذه السنة»، مستندًا إلى عاملين أساسيين؛ الأول هو العمر والإمكانات الفريدة ليامال الذي أنهى الموسم بأرقام تهديفية وصناعية قياسية لعمره الصغير، والثاني هو التأثير الجماعي الذي صنعه مع فريقه ومنتخب بلاده في الاختبارات الصعبة التي خاضها.
وتابع شفاينشتايجر أن حصول ديمبيلي على ثلاثية الألقاب مع باريس سان جيرمان يبقى إنجازًا مميزًا، لكنه يرى أن الأداء الفردي لليامال وسيطرته على مفاصل اللعب خلال المباريات الرسمية تُعزّز من حظوظه بشكل أكبر.
تفاصيل إنجازات لامين يامال
سجل لامين يامال هذا الموسم رقماً قياسياً في تاريخ لاعبي برشلونة الأصغر سناً الذين يصلون إلى عشرين هدفًا وصناعة أكثر من اثني عشر تمريرة حاسمة عبر المشاركة في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا وكأس ملك إسبانيا.
اعتمد المدير الفني للفريق الكتالوني على رفع معدل دقائق مشاركته تدريجيًا منذ بداية الموسم واستغل قدراته في تسريع وتيرة الهجمات المنطلقة من الجناح، ما انعكس بشكل واضح على مستوى الفريق وأدى إلى مساهمته في تحقيق المركز الثاني في الليغا ووصوله إلى نصف نهائي دوري الأبطال.
كما كان يامال حاضرًا بقوة في منتخب إسبانيا للشباب، وقدم عروضًا قادت الفريق للشعور بأنه قادر على التواجد مع المنتخب الأول خلال السنوات المقبلة.
رؤية شفاينشتايجر لأداء ديمبيلي هذا الموسم
من جانب آخر، يرى شفاينشتايجر أن عثمان ديمبيلي تمكن من جمع ألقاب هامة في فرنسا، حيث توّج بالدوري الفرنسي للمرة الخامسة في مسيرته، وحصد لقب كأس فرنسا بعد تسجيله أهدافًا حاسمة في مراحل خروج المغلوب، وأبرزها هدفه في مباراة نصف النهائي أمام لانس.
كان هدف ديمبيلي في نهائي دوري الأبطال يؤكد مكانته ضمن النجوم العالميين، إذ سجل هدف الفوز في لقاء النهائي الذي جمع باريس سان جيرمان بفريق قوي من إنجلترا.
هذه الأرقام والإنجازات جعلته ضمن أبرز المنافسين على جائزة كأس العالم للأندية، والكثيرون يرونه مرشحًا قويًا لاحتلال أحد المراتب الأولى في ترتيب جوائز الكرة الذهبية.
عوامل حسم المنافسة على الكرة الذهبية 2025
يعتمد حسم جائزة الكرة الذهبية على عدة عناصر رئيسية، من بينها الأداء الفردي والإنجازات الجماعية مع الأندية والمنتخبات.
يُعتبر التواجد في نهائي دوري أبطال أوروبا وتسجيل الأهداف الحاسمة منهجية معتمدة للتأثير على قرارات اللجان المختصة، إلى جانب الأداء الأبرز مع المنتخبات الوطنية في بطولات الأمم الكبرى.
في حالة لامين يامال، قد تدفعه موهبته الفذّة وأرقامه التهديفية في دوري الأبطال إلى ضم اسمه ضمن قائمة قصيرة تخوض المنافسة النهائية.
أما ديمبيلي فقد يحصل على نقاط إضافية بفضل الثلاثية المحلية وقرب مشاركته في كأس العالم للأندية، لكن الفارق في العمر والقدرة على التطور يجعل يامال الأقرب لكسب الدعم الجماهيري والإعلامي.
انطباعات الجماهير والإعلام حول المتنافسين
على مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات اليوتيوب المخصصة لتحليل المباريات، تصاعدت الأصوات المطالبة بترشيح لامين يامال لجائزة الكرة الذهبية بسبب القدرة غير المحدودة التي ظهر بها رغم صغر سنّه.
كما بثت وسائل الإعلام العالمية والصفحات الرسمية للاتحادات المعنية تحليلات فنية صبت في مصلحة يامال، معتبرة أن ضمه لقائمة المرشحين قد يكون رسالة واضحة للاعتراف بالجيل الجديد من النجوم.
وفي المقابل يتلقى ديمبيلي دعمًا كبيرًا من الجماهير الفرنسية والعربية لما قدمه خلال مسيرته الاحترافية، ويشير المحللون إلى أن الإنجازات الجماعية مع باريس سان جيرمان ستدفع بالمدلولات الإضافية عند صنّاع القرار في الجائزة.
خاتمة: من الأقرب لنيل الكرة الذهبية 2025؟
في نهاية المطاف، يبدو أن لامين يامال يقف على أعتاب تاريخ جديد في كرة القدم العالمية بفضل احترافيته المبكرة وحضوره الفني الفريد في المباريات الكبيرة، بينما يظل عثمان ديمبيلي من نجوم الجيل الحالي الذين يمتلكون رصيدًا من الألقاب والظهور القوي في البطولات الأوروبية والمحلية.
تصريحات شفاينشتايجر التي وضعته في مرتبة أعلى ليست مجرد تحليل عابر، بل انعكاس لإيمان برؤية لاعب قادر على تصميم مستقبله بقدمه اليسرى وقوته الذهنية، ما يجعله الأوفر حظًا للفوز بلقب الكرة الذهبية لعام 2025، بينما يبقى ديمبيلي بانتظار إثبات جديد في كأس العالم للأندية للمنافسة حتى اللحظة الأخيرة على الجائزة الأهم في عالم الساحرة المستديرة.
