ثنائية سانتا تصنع فوضى.. حظر جماعي بعد شجار لا يصدق بين زملاء الفوز القاتل!

a month ago

سانتا

دراما الشوط الإضافي… هدف النهاية ونشوب الفتنة

وسط فرحة هي الأعلى هذا الموسم، انقلبت احتفالات إنديبنديينتي سانتا على ملعب “أراماركانا” إلى فوضى كبرى، بعدما أشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه اثنين من نجوم الفريق بعد سقوطهما في مشاجرة لا تُصدَّق عقب تسجيل الهدف القاتل في الوقت بدل الضائع. ما كان لحظة تتويج بالنجاح تحولت إلى ساحة اشتباك مؤسفة يبرز مدى التوتر الذي يعيشه نادي العاصمة الكولومبية قبل أسبوع واحد فقط من خوض الجولة الختامية من الدور الأول بدوري فئة الكبار.

في الوقت الذي انهمك فيه أنصار إنديبنديينتي سانتا بالغناء والأهازيج بعد أن ضمن فريقهم الفوز الثاني على التوالي بهدفين نظيفين أمام ضيفه ديبورتيفو كالي، جاء الهدف الثاني في الدقيقة 90+3 عبر اللاعب الصاعد ألفارو روميرو ليُغرِق المدرجات بأهازيج النصر. لكن الاحتفال الذي كان مفترضًا أن يكون صورة انتصار وانسجام تحوّل بلحظة إلى فوضى عندما توجه هارولد سانتياجو موسكيرا نحو روميرو لمصافحته والتهنئة، ثم انحنى أمامه في لفتة مفاجئة عبر عنها العديد من المحللين المصريين بأنها “تقدير غريب” لاستطاعة الشاب على اقتناص الفوز.

على وقع تصفيق الجماهير، وصل إليمار فيلاسكار، زميل موسكيرا في الدفاع، مسرعًا من خارج منطقة جزاء الخصم، فتسلل إلى المشهد سريعًا ووجَّه كلامًا لم يُفصح عنه في البداية. وفق ما نقلت صحيفة “ماركا” الإسبانية، فإن فيلاسكار وموسكيرا تشاجرا لفظيًا، ثم ارتفع صوت أحدهما عاليًا وصاح “لا تستفزني”، قبل أن يتحول الحوار إلى تبادل للأيدي معاكسًا بروفة سينمائية لطرد جماعي من الرواية نفسها.

إنذار وقرار صارم… الحكم يُسقِط الإثنين

سانتا

لم يستغرق حكم المباراة أكثر من ثلاث ثوانٍ للتدخل، بعد أن وصلته إشارات من مساعديه القريبين من خط التماس بأن الوضع قد يتصاعد إلى ما هو أخطر. أخرج صافرة النهاية التي لم تحسب وقتًا إضافيًا للتحامٍ من نوع آخر، وراح يتحسس جيبه الأيمن ليُسَلِّم بطاقتين حمراوين للمدافع يلمار فيلاسكار ولاعبيه المخضرم هارولد موسكيرا، في قرار اتخذه كمن ينهي أبشع مواجهة بين لاعبين من نفس الفريق في تاريخ المسابقة.

خلف الكواليس… هل صدم سانتا من خسارته الآسيوية؟

لم يصب هذا التصرف الجماعي زميلي غرفة الملابس فقط بصدمة، بل أثار تخمينات عن وجود “توتر ممتد” داخل أسوار النادي منذ خروج سانتا من الدور التمهيدي لكأس ليبرتادوريس. فقد انتقد جمهور العاصمة أداء الفريق الهزيل في البطولة القارية، وسط ضغوط متواصلة على الجهاز الفني واللاعبين.

وفي السياق نفسه، خرج قائدَي الفريق السابقين، هوجو روداليجا ودانيال توريس، بتصريحات بدأوا فيها يُعزّون منتخبهم الجمهور بأن “هناك محاولات لإصلاح الأوضاع والعمل على إعادة الانسجام”، في إشارة إلى جلسات عقدها المدرب مع لاعبي الخطوط الخلفية بعد اللقاء الأخير لفتح صفحة جديدة.

ما بعدها يحدد المصير… سانتا يواجه اختبارًا أخيرًا

بهذا الفوز الرائع، رفع إنديبنديينتي سانتا رصيده إلى 33 نقطة في المركز الخامس بمرحلة الذهاب من الدوري الكولومبي، وضمانه تأهله إلى المرحلة النهائية للمنافسة على اللقب. ومع ذلك، سيتذكر الجميع الدرس الأكثر صلابة في هذه الجولة: أن الفوز لا يعني بالضرورة الانتصار النفسي، وأن التوترات الداخلية قادرة على السطو على فرحة الملايين في لحظات.

في الساعات المقبلة، ستكون الأنظار مشدودة إلى قرار مجلس الإدارة الذي يتولى تصعيد الشأن التأديبي داخل الفريق، حيث يملك النظام الداخلي حق معاقبة اللاعبين خارج رقعة الميدان، سواء بالإيقاف عن لقاء الجولة الأخيرة أو فرض غرامات مالية. وهو الأمر الذي قد يؤثر بشكل مباشر على جاهزية سانتا لخوض المباراة الختامية أمام بوغوتا غريميو، وهي المواجهة التي سيحسم فيها مصير الفريق في تصفيات اللقب.

درسٌ للجماهير والإدارة… كيف يُدار الانتصار؟

سانتا

إن واقعة كالي تذكّر الجميع بأن الكأس لا يُحتفى به قبل صافرة النهاية، وأن الاحتفالات المُخصصة بالإنجازات يجب أن تمر عبر بروتوكولات دقيقة، خصوصًا في ملاعب تُخضع فيها أعصاب اللاعبين لاختبار دائم. من المنتظر أن تستنفر إدارة إنديبنديينتي سانتا خبراء نفسيين وتقنيين لتفادي تكرار حوادث مماثلة تهز ثقة الجماهير وتشتت تركيز الفريق.

الختام

ختامًا، سيتحول شجار موسكيرا وفيلاسكار من حادثة عابرة إلى ورقة ضغط على الجهاز الفني واللاعبين قبل الجولة الختامية، حيث سينال المنتصرون قصاصهم اللائق في ميدان الكرة، بينما ينتظر الجميع كيف سيُعيد سانتا صياغة توازنه الداخلي ليستثمر قوته الدفاعية التي أرهقت ديبورتيفو كالي وحققت له الفوز، بدلًا من إضاعة وقته في خلافات جانبية كادت تسقطه قبل النهاية بثوانٍ.

المزيد من المقالات