في توصيةٍ قوية من أسطورة «الشياطين الحمر» الفرنسي لويس ساها، يلوح اسم المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمين كخيارٍ مثالي لتعزيز تشكيلة مانشستر يونايتد في الموسم المقبل. وأضاف ساها، في تصريحات نشرها موقع "جول" العالمي، أن إدارة النادي الإنجليزي يجب أن تفتح ملفَّ هذه الصفقة قبل فوات الأوان، مستندًا في ذلك إلى خبرة اللاعب وقدرته على تقديم الإضافة المنتظرة إلى خط الهجوم.
خلفية عن مسيرة أوسيمين
نشأ أوسيمين (26 عامًا) في نيجيريا قبل أن ينتقل إلى أوروبا عبر بوابة الدوري الفرنسي، حيث استهل مشواره الاحترافي مع نادي ليل. ثم لفت الأنظار سريعًا بقدراته التهديفية وسرعته في الانطلاق خلف المدافعين، ما أهّل نادي نابولي الإيطالي لضمّه في صيف 2019. وخاض مع الفريق الجنوب إيطالي تجربة بارزة، توّج خلالها بلقب الدوري الإيطالي بعد غيابٍ دام 33 عامًا، رغم مرحلة الضغط الكبير التي تعرّض لها داخل "سان باولو".
في يناير الماضي، انتقل اللاعب إلى قلعة نادي جلطة سراي التركي على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم. ورغم الانتقال المفاجئ إلى الدوري التركي، أظهر أوسيمين شخصيةً قويةً وأحرز أهدافًا حاسمةً، ما أكسبه إشادة الجماهير والإعلام المحليين.
تجلي الإعجاب في كلمات ساها
قال لويس ساها:
"فيكتور أوسيمين لاعبٌ لديك منه هدفٌ في كل مباراة تقريبًا، يحمل خبرةً أوروبيةً متميزة من فرنسا وإيطاليا، ونراه اليوم يقدم أداءً رائعًا في تركيا رغم الظروف الصعبة".
وأضاف مهاجم مانشستر يونايتد الأسبق:
"الأهم من ذلك أنه يمتلك شخصيةً قيادية وكاريزما عالية تؤثر إيجابًا على غرفة خلع الملابس، ويمتاز بالقدرة على الصمود تحت الضغط، وهذا ما نحتاجه في أولد ترافورد".
وواصل ساها:
"قدومه سيكون ثورة حقيقية على مستوى خط الهجوم، خصوصًا إلى جانبه نجوم مثل ماركوس راشفورد وإدينسون كافاني، حيث يضيف سرعةً تمركزًا وانفرادًا بالمرمى".
دوافع الصفقة وأثرها المتوقع

1. سد ثغرة هدّاف الصدارة
على الرغم من تألق راشفورد وكافاني، إلا أن الفريق يفتقر إلى رأس حربةٍ صريحٍ يراوغ في العمق ويقتنص الأهداف الحاسمة من داخل منطقة الجزاء. وقد أثبت أوسيمين خلال تجربته مع نابولي أنه بارع في الاستفادة من الأخطاء الدفاعية للخصوم وتسجيل الفرص الفردية.
2. تنوع الخيارات التكتيكية
يقدّم النجم النيجيري أساليب متعددة في الهجوم؛ فهو يجيد الضغط على دفاعات الخصم من الأمام، والانطلاق بالكرات الطولية، والارتقاء للكرات العرضية، بالإضافة إلى اللعب بالظهر للدفاع. هذه الميزة تمنح المدرب مرونة أكبر في تنويع الخطوط الهجومية.
3. الخبرة الأوروبية
شارك أوسيمين في مباريات دوري أبطال أوروبا مع نابولي، وواجه الفرق الكبرى بقميص فرنسا وتركيا. هذه الخبرة ضرورية للتعامل مع الضغوط المرتفعة في المسابقات القارية.
4. راحة كبيرة للنجوم الحاليين
قد يستفيد راشفورد وكافاني من وجود رفيق جديد في الهجوم، إذ يمكن تدوير الأدوار بينهم لتجنب الإرهاق، خصوصًا في ظل انشغال مانشستر يونايتد بالمنافسة على الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال وكأس الاتحاد.
واقع سوق الانتقالات في أولد ترافورد
رغم التقارير التي ربطت النادي الإنجليزي بأسماءٍ مهمة أخرى في سوق الانتقالات، يبقى أوسيمين ملفتًا للاهتمام بسبب سعره المناسب مقارنةً بمهاجمين آخرين على نفس المستوى. إذ أن عقده مع جلطة سراي قرضٌ حتى نهاية الموسم، مما يمنح مانشستر يونايتد فرصةً لشرائه بإعارة مع خيار شراء أو عبر مفاوضة مباشرة مع نابولي.
كما أن تأكيد لويس ساها، الذي عاصر حقبة سيطر فيها يونايتد على الكرة الإنجليزية والأوروبية، يضيف ثقلًا للتوصية ويحفز الإدارة النظر بإمعان في ضم اللاعب قبل تأجيل المهمة إلى الصيف التالي.
تحديات محتملة

رغم المزايا، هناك بعض الأمور التي يتعيّن على مانشستر يونايتد مراعاتها:
• التأقلم مع الدوري الإنجليزي
قوة المنافسة العالية وسرعة المباريات تحتاجان لوقت تأقلم، وهو ما قد يستغرقه أوسيمين أمام فرقٍ تمتاز باللعب البدني والإيقاع السريع.
• الإيقاع البدني
الدوري التركي والإيطالي يختلفان في الأسلوب، وقد يحتاج النجم النيجيري إلى برنامجٍ تأهيلي قوي للتكيف مع الجدول الكثيف في إنجلترا.
• الانسجام مع زملاء جدد
تكوين رابطة فعالة مع صانعي الألعاب مثل برونو فيرنانديز وكريستيانو رونالدو (في حال بقائه) أمرٌ أساسي لضمان استمرارية التهديف.
في حال نجحت صفقة أوسيمين، فإن مانشستر يونايتد سيحصل على مهاجمٍ عصريٍّ يجمع بين البنية القوية والسرعة الفائقة والذكاء التكتيكي. وسيشكل إضافةً نوعيةً إلى تشكيلةٍ تطمح لاستعادة مكانتها الأوروبية والمحلية. ولا شك أن توصية لويس ساها، بحكم مسيرته وتأثيره في النادي، ستضاعف اهتمام الإدارة بالمفاوضات الفعلية، في سعيٍ حثيث للخروج من فترةٍ انتقاليّةٍ متعثرةٍ نسبيًا.
يبقى الملف مفتوحًا حتى نهاية الموسم، لكن الحديث عن ضم أوسيمين صار من بين الأبرز في أولد ترافورد، وهو ما يتابعُه جمهورُ الفريق بحماسٍ كبيرٍ وترقبٍ للمستقبل القريب.