
تتجدد نبضات الأمل في صفوف نادي النصر السعودي مع اقتراب موعد الديربي الكبير ضد الهلال، إذ أعلن المدافع الدولي الإسباني إيميريك لابورت عن رفضه الشديد للشائعات المتداولة حول انتهاء موسمه مع الفريق بسبب إصابته، مما أسهم في رفع معنويات الجماهير وإعادة إشراقة التفاؤل داخل المعسكر الرياضي. ففي تصريحات جاءت من قلب الملعب، أكّد لابورت أن كل ما يُشاع عن انتهاء مشواره مع النصر غير صحيح، مما يدل على عزم اللاعب على تجاوز مرحلة الإصابات والعودة بقوة قبل اللحظات الحاسمة من الموسم.
منذ فترة ليست ببعيدة، غاب لابورت عن الملاعب إثر إصابته التي ألمّت به خلال مواجهة الفريق المنافس الوحدة في 25 فبراير الماضي، حيث تعرضت عضلته الخلفية للإصابة، مما اضطره للتوقف عن المشاركة لفترة علاجية. وبعد فترة من الغياب، جاءت إصابة جديدة تطرق بابه، إذ عانى من ألم في باطن قدمه عقب عودته التدريجية إلى التدريبات، مما اضطره إلى إجراء عملية جراحية بسيطة كانت ضرورية لاستعادة لياقته الكاملة. ورغم تلك الظروف الصعبة، لم يستسلم لابورت لتلك الإشاعات التي تزعم أن إصابته ستضع نهاية لموسمه مع النصر؛ بل جاء ردّه حازمًا قائلاً: “لا، كذب”، مما أعاد بريق التفاؤل لدى محبيه.
تدرب لابورت بحماس في الأيام الأخيرة، إذ شهد الإعلام الرياضي علي العنزي عبر منصة “إكس” أن اللاعب قد بدأ بالجري حول الملعب مساء الجمعة، وهي علامة واضحة على تحسّن حالته واستعداده للمشاركة في المباريات القادمة. وتأتي تلك الأخبار في ظل جهود الإدارة الطبية للنصر التي لا تدخر وسعًا لتسريع عملية التعافي لدى لاعبيها، حيث تم الكشف مؤخرًا عن تقرير طبي مفصل لعدد من اللاعبين العائدين من الإصابات.
كما أن الترتيبات التحضيرية تواصل السير بوتيرة سريعة مع اقتراب موعد ديربي الهلال المقرر عقده في 4 إبريل المقبل، ضمن جولة الديربيات في الأسبوع 26 من دوري روشن السعودي. فالطموحات في داخل معسكر النصر مرتفعة للغاية، خاصةً مع عودة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي عاد إلى صفوف الفريق بعد فترة غيابه مع منتخب بلاده، حيث قاد البرتغال إلى نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية بعد إقصاء الدنمارك. ويرى المسؤولون أن عودة رونالدو إلى الميدان أضافت دفعة معنوية كبيرة للفريق، إذ أثبت اللاعب الأسطورة أنه لا يزال يمثل رمزًا للقوة والتحدي على الرغم من سنوات خبرته الواسعة.
ويأتي ملف إصابات الفريق ضمن مجموعة من المستجدات التي أسهمت في وضع خطة شاملة لتجهيز الفريق للمباريات الحاسمة. فقد أعلن النادي عن عودة عدد من اللاعبين الذين تغيبوا بسبب إصابات متفاوتة؛ إذ شارك كل من سلطان الغنام، أوتافيو مونتيرو، عواد أمان، وسعد حقوي في التدريبات الجماعية، بينما يواصل عبد الله الخيبري المرحلة الأخيرة من برنامجه التأهيلي لتأمين جاهزيته للمشاركة. كما بدأ محمد آل فتيل تدريباته الفردية، مما يعطي مؤشرات إيجابية على استعداد الفريق لمواجهة تحديات الديربي وكافة البطولات القادمة.

وفي خضم هذه التحضيرات، كانت هناك مفاجأة أخرى في صفوف النصر، حيث تأكد غياب ظهير الفريق نواف بوشل عن مواجهة الهلال بسبب الإيقاف الذي فرض عليه بعد تلقيه بطاقة حمراء في المباراة السابقة أمام فريق الخلود. وقد ترك ذلك فراغًا في صفوف الدفاع دفع الجهاز الفني إلى إعادة توزيع الأدوار واستغلال الخبرات المتوفرة على أفضل وجه ممكن.
وعلى صعيد ردود الفعل الجماهيرية، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات إيجابية على تصريحات لابورت، حيث أعرب العديد من المشجعين عن سعادتهم الكبيرة برؤية اللاعب يعود بكل قوته وعزيمته بعد فترة الإصابات التي أثرت في أداء الفريق. وقد أكد هؤلاء أن ردّ لابورت الواضح قد أعاد الثقة إلى نفوسهم وأضاء لهم طريق الأمل في تحقيق نتائج إيجابية في مواجهة الهلال المنتظرة، التي تعد واحدة من أبرز المباريات في الموسم الحالي.
كما أن هذه التطورات جاءت في إطار استراتيجية شاملة لإدارة النادي تهدف إلى تعزيز معنويات اللاعبين وترقية الأداء العام للفريق، حيث تضع الإدارة الطبية والجهاز الفني خطة محكمة للتعامل مع الإصابات وتوفير بيئة تدريبية متكاملة تساعد اللاعبين على التعافي بأسرع وقت ممكن. ويُذكر أن النصر يولي اهتمامًا خاصًا بتوفير أحدث التقنيات العلاجية والوقائية لضمان سلامة اللاعبين، ما ينعكس إيجابيًا على مستوى التحضير البدني والفني قبل المباريات الحاسمة.
ومن المؤكد أن معطيات المواسم الأخيرة والنزاعات الشديدة على الألقاب المحلية والقارية، جعلت من ديربي الهلال حدثًا ينتظره عشاق الفريق بشغف كبير. ففي هذا السياق، يشكل ديربي الهلال فرصة حقيقية للنصر لاستعادة مكانته وتأكيد قوته على صعيد الدوري السعودي، خاصةً مع عودة النجوم وإعادة الثقة في صفوف الفريق. وفي هذا الصدد، يعكس رد فعل لابورت التزام اللاعبين بإعطاء أفضل ما لديهم، وعدم السماح لأي شائعة أو إصابة أن تعيق مسارهم نحو تحقيق الأهداف المنشودة.
ولا يخفى على أحد أن الأزمة التي مرت بها بعض صفوف النصر كانت سببًا في إعادة النظر في الخطط التدريبية والإدارية للنادي، حيث قامت الإدارة باتخاذ خطوات سريعة للتعامل مع الإصابات والتحديات التي واجهت الفريق خلال الفترة الماضية. وقد أسفرت تلك الخطوات عن نتائج إيجابية بدأت تظهر على أرض الملعب، مما دفع الجماهير إلى زيادة التفاؤل والاستعداد لعيش أجواء المنافسة القوية في المواجهة المرتقبة ضد الهلال.
وفيما يتعلق بملف اللاعب لابورت، فإن تصريحات اللاعب الواثقة والمؤكدة برفضه لأي شائعات حول انتهاء موسمه تعكس موقفه المهني الواضح ورغبته في المساهمة في تحقيق الانتصارات، مهما كانت التحديات. وقد أكد لابورت عبر تصريحاته أنه يتعامل مع الإصابات كجزء طبيعي من مسيرته الرياضية، وأنه يعمل بجد لاستعادة لياقته البدنية والعودة إلى الميدان بأقصى درجات الاحترافية. هذه الروح القتالية والنفسية العالية تعد من السمات التي يتميز بها اللاعب وتجعله قدوة لزملائه في الفريق.

وفي ظل تلك التحديات والضغوط، يبقى دور كريستيانو رونالدو في النادي حافزًا قويًا لباقي اللاعبين، فهو يمثل رمزًا للتحدي والإنجاز رغم كل التحديات التي قد تواجه اللاعب مع تقدم العمر. عودة رونالدو بعد مشاركته مع منتخب البرتغال أضفت طابعًا خاصًا على المشهد الرياضي داخل النادي، وأكدت أن النصر لا يزال يحتفظ بعناصر كبيرة يمكنها أن ترفع من مستوى الأداء الجماعي وتنافس على الألقاب.
يبدو أن الأجواء داخل معسكر النصر تأخذ منحى جديدًا إيجابيًا، حيث تلتئم الصفوف من جديد بعد فترة عصيبة تخللتها إصابات وتأخيرات، مما يتيح للمدرب وأعضاء الجهاز الفني إعادة ترتيب الأوراق قبل دخول المواجهات النهائية. هذا التماسك الذي يتجلى من خلال عودة اللاعبين تدريجيًا، مع تصريحات صريحة وحاسمة من نجوم الفريق مثل لابورت، يُعطي مؤشرات قوية على استعداد الفريق لخوض مباريات ديربي الهلال التي تعد من أصعب المواجهات في الدوري السعودي.
وبينما تستمر وسائل الإعلام في متابعة كل صغيرة وكبيرة تتعلق بمستقبل اللاعبين، يبقى السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيتمكن النصر من الحفاظ على تماسك صفوفه واستعادة مستواه القيادي في الدوري السعودي؟ إن الإجابة على هذا السؤال تتوقف على عدة عوامل، من أبرزها مدى سرعة تعافي اللاعبين من الإصابات وتقديمهم لأداء متكامل على أرض الملعب، بالإضافة إلى فعالية الترتيبات الفنية والإدارية التي تنفذها إدارة النادي.
التحضيرات للمباريات القادمة تتسم بالجدية والتركيز، حيث يعمل الفريق على استغلال كل دقيقة من التدريبات الجماعية والفردية لضمان جاهزية اللاعبين في مواجهة التحديات القادمة. كما أن الإدارة الرياضية تستثمر في توفير كل ما يلزم من تجهيزات ومرافق حديثة تساعد اللاعبين على العودة بأفضل صورة ممكنة. هذه الجهود المشتركة بين اللاعبين والجهاز الفني والإداري تُظهر مدى عزم النصر على تحقيق أهدافه رغم كل التحديات التي قد تواجهه في الموسم الحالي.
من خلال هذه العملية المعقدة، يبرز دور اللاعب لابورت كواحد من أبرز الرموز التي تجمع بين القوة البدنية والعقلية، وهو ما يجعله مثالًا يحتذى به في كيفية التعامل مع الشائعات والتحديات. التصريحات الصارمة التي أدلى بها لابورت ما هي إلا انعكاس لتصميمه وإصراره على تقديم أفضل ما لديه، مما يساهم في رفع مستوى الثقة بين زملائه في الفريق ويحفزهم على بذل المزيد من الجهود لتحقيق الانتصارات.
وهكذا، يبقى ملف النصر في ظل التحديات والإصابات تجربة تتخللها لحظات من الحسم والتصميم، تتجسد من خلالها رغبة الجميع في إعادة النصر إلى قمة المنافسة في الدوري السعودي. وسط كل هذه الأحداث والملفات المتداولة، يظل اللاعبون يبذلون قصارى جهدهم في التدريب والمنافسة، وكل ذلك يعكس مدى الشغف والطموح الذي يحرك مشوار النادي نحو تحقيق أهدافه الطموحة على الصعيد المحلي والقاري.
يستمر معسكر النصر في العمل على تجديد الطاقة الإيجابية وتأكيد استعداده لخوض معارك قادمة، مع التأكيد على أن كل تحدٍ يُواجهه الفريق يُعتبر فرصة لتطوير الأداء والارتقاء بمستوى المنافسة. هذه الروح الجماعية والالتزام الصارم بكل تفاصيل التحضير تُعد من أهم العوامل التي ستسهم في تحديد مستقبل الفريق في ظل المنافسة الشرسة التي يشهدها الدوري السعودي في هذه الفترة الحرج