عبّر واين روني، أسطورة مانشستر يونايتد والكرة الإنجليزية، عن خيبة أمله من أداء أرسنال في مواجهة باريس سان جيرمان بذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، والتي أقيمت على ملعب الإمارات وانتهت لصالح الفريق الفرنسي بهدف دون رد حمل توقيع عثمان ديمبيلي في الدقيقة الرابعة.
ورأى روني، في تصريحات نقلتها شبكة “بي بي سي سبورت” البريطانية، أن فريق ميكيل أرتيتا قدم أداء أقل بكثير من المتوقع، خاصة على أرضه وبين جماهيره، مضيفاً: “شعرت بخيبة أمل كبيرة، ليس فقط من الطريقة التي لعب بها الفريق، ولكن أيضاً من رد فعل الجمهور. بدا وكأن أرسنال ظن أنه تجاوز ريال مدريد وهو في طريقه للنهائي، لكن باريس سان جيرمان كان الطرف الأفضل وبإمكانه تسجيل هدفين أو ثلاثة”.
باريس فرض سيطرته وأرسنال افتقد الروح
قدم باريس سان جيرمان واحدة من أكثر مبارياته انضباطاً هذا الموسم، حيث تمكن من السيطرة على اللقاء منذ الدقائق الأولى، مستغلاً الضغط العالي والانضباط الدفاعي، وهو ما أربك لاعبي أرسنال، الذين فشلوا في استغلال الفرص القليلة التي سنحت لهم بعد الدقيقة العشرين.
أداء أرسنال ظهر باهتاً، حسب توصيف روني، الذي أشار إلى أن الفريق افتقد للطموح والرغبة في العودة، رغم الدعم الجماهيري الكبير داخل ملعب الإمارات. ورغم أن الفريق اللندني سدد على المرمى أكثر من مرة، فإن الفاعلية كانت معدومة أمام تألق الحارس جيانلويجي دوناروما.
شيرار وسيدورف يشاركان روني الرأي

لم يكن روني الوحيد الذي انتقد أداء أرسنال. فقد قال آلان شيرار، الهداف التاريخي للبريميرليج: “باريس سان جيرمان كان الفريق الأفضل من كل النواحي، وأعتقد أن جمهور أرسنال يعي ذلك جيداً. لم تكن هناك رغبة واضحة في تعديل النتيجة”.
من جانبه، تحدث النجم الهولندي السابق كلارنس سيدورف، أحد أبرز من لعبوا في دوري أبطال أوروبا، قائلاً: “لكي تصل أندية مثل أرسنال إلى مستويات الأبطال الحقيقيين، يجب أن يحدث تغيير جذري في العقلية. ما فعله باريس سان جيرمان اليوم من ضغط وتمركز وتحكم هو ما كنا نتوقع أن نراه من أرسنال، خاصة أنه يلعب على أرضه”.
وأضاف سيدورف: “الفريق الفرنسي كان أكثر استعداداً من الناحية الذهنية والتكتيكية، والأهم من ذلك، بدا أن لديهم خطة واضحة، بينما أرسنال دخل اللقاء باعتماد مبالغ فيه على الاجتهادات الفردية”.
أرسنال أمام اختبار صعب في باريس
رغم أن النتيجة ليست كارثية، لكنها تضع أرسنال تحت ضغط كبير في مباراة الإياب التي ستقام على ملعب “حديقة الأمراء” يوم 7 مايو. فالفريق بحاجة للفوز بفارق هدفين على الأقل أو فرض سيناريو التعادل والذهاب لركلات الترجيح إذا أراد العودة إلى دائرة المنافسة.
ويبدو أن هناك إجماعًا بين الخبراء على أن ما افتقده أرسنال في الذهاب لم يكن المهارة أو الخطط التكتيكية، بل الحضور الذهني والتعامل الجدي مع أهمية المباراة. وهنا تكمن المفارقة، فالفريق الذي نافس بشراسة على لقب الدوري الإنجليزي، وحقق سلسلة انتصارات قوية، فشل في تقديم نفس النسق على الساحة الأوروبية.
أرتيتا مطالب بتغيير جذري في الإياب

في الوقت الذي تلقى فيه الفريق انتقادات لاذعة من محللين وأساطير اللعبة، ستكون كل الأنظار موجهة إلى المدرب ميكيل أرتيتا، الذي سيُطالب بإعادة ترتيب أوراقه وتحفيز لاعبيه نفسياً قبل لقاء العودة. ويجب أن يجد حلولاً عاجلة في خط الوسط والثلث الهجومي، خاصة في ظل التراجع اللافت في مستوى بعض العناصر الأساسية.
ويمثل اللقاء المقبل في باريس فرصة أخيرة أمام أرسنال لإنقاذ موسمه الأوروبي وكتابة فصل جديد في تاريخه القاري، لا سيما وأن الفريق لم يبلغ نهائي دوري الأبطال منذ عام 2006، ولم يتوج باللقب في تاريخه.
باريس يحلم باللقب الأول
في المقابل، يسعى باريس سان جيرمان، بقيادة المدرب لويس إنريكي، لتكرار سيناريو 2020 عندما وصل إلى النهائي، وتحقيق اللقب الأول في تاريخه. ويملك الفريق الفرنسي كل مقومات النجاح، خصوصاً مع الاستقرار الفني والخبرة الأوروبية للاعبيه.
في النهاية، ما قدمه أرسنال في الذهاب أمام باريس سان جيرمان فتح الباب للشكوك بشأن جاهزية الفريق للمنافسة على أعلى مستوى في أوروبا، لكن فرصة التصحيح لا تزال قائمة، بشرط أن يظهر الفريق بوجه مختلف تماماً في مباراة العودة المصيرية.