وسط أجواء جماهيرية حماسية على أرضية ملعب الإمارات في لندن
نجح أرسنال في تحقيق فوز مهم على جاره اللندني فولهام بنتيجة 2-1 في مباراة شهدت لحظات درامية وأداءً مميزًا من كتيبة المدرب ميكيل أرتيتا، ليواصل الفريق مطاردته لليفربول متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز.
بهذا الانتصار، رفع المدفعجية رصيدهم إلى 61 نقطة في المركز الثاني
بينما يبتعد ليفربول في الصدارة بفارق 9 نقاط مع مباراة مؤجلة، مما يزيد من حدة المنافسة في الجولات القادمة. فهل يستطيع أرسنال مواصلة الضغط والاقتراب أكثر من القمة؟
تفاصيل المواجهة: أرسنال يفرض إيقاعه مبكرًا
انطلقت المباراة وسط ترقب جماهيري كبير، حيث دخل أرسنال المواجهة وعينه على النقاط الثلاث لتعزيز موقفه في الصراع على اللقب، بينما كان فولهام يسعى للخروج بنتيجة إيجابية تعزز من موقفه في وسط جدول الترتيب.
بدأت المواجهة بإيقاع سريع، حيث حاول أصحاب الأرض فرض سيطرتهم من خلال الضغط العالي والاستحواذ على الكرة، فيما اعتمد فولهام على التراجع الدفاعي واللعب على الهجمات المرتدة.
وفي الدقيقة 37، نجح الإسباني ميكيل ميرينو في افتتاح التسجيل لصالح أرسنال بعد هجمة منظمة انتهت بوصول الكرة إليه داخل منطقة الجزاء، حيث سددها بقوة لتغير مسارها وتسكن الشباك، مانحًا فريقه التقدم قبل نهاية الشوط الأول.
استراتيجية أرتيتا كانت واضحة، حيث اعتمد على الضغط المكثف واللعب عبر الأطراف مستغلًا سرعة الثنائي جابرييل مارتينيلي وبوكايو ساكا، بينما كان فولهام يحاول اختراق دفاعات المدفعجية عبر التمريرات البينية في العمق.
الشوط الثاني: أرتيتا يُحرك أوراقه وساكا يترك بصمته
مع بداية الشوط الثاني، حاول فولهام تعديل النتيجة من خلال تكثيف الهجمات والاعتماد على التسديدات البعيدة، لكن دفاع أرسنال بقيادة جابرييل ماجالهاييس وويليام ساليبا كان صامدًا، ليبقى التقدم لصالح المدفعجية.
في الدقيقة 66، قرر أرتيتا إشراك النجم الشاب بوكايو ساكا العائد من الإصابة، في محاولة لإضفاء حيوية جديدة على الجبهة الهجومية. ولم ينتظر ساكا طويلًا لترك بصمته، حيث نجح في الدقيقة 73 في تسجيل الهدف الثاني لأرسنال بعد متابعة رائعة لكرة عرضية من مارتينيلي، ليضعها برأسه في الشباك.
كان هذا الهدف بمثابة الضربة القاضية لطموحات فولهام، حيث بدا واضحًا أن أرسنال لن يسمح بالتفريط في النقاط الثلاث. ومع ذلك، لم يستسلم الضيوف، حيث واصلوا محاولاتهم لتقليص الفارق.
لحظات درامية في الدقائق الأخيرة

مع دخول المباراة في دقائقها الأخيرة، ضغط فولهام بكل قوته محاولًا تسجيل هدف العودة، وهو ما تحقق في الدقيقة +90 عبر رودريجو مونيز الذي استغل سوء تمركز دفاع أرسنال ليسجل هدف تقليص الفارق.
لكن رغم هذا الهدف، لم يتمكن فولهام من قلب الطاولة، ليطلق الحكم صافرته معلنًا فوز أرسنال بنتيجة 2-1، وهو انتصار يحمل الكثير من الأهمية للفريق اللندني في مشواره بالدوري الإنجليزي الممتاز.
تحليل تكتيكي: كيف تفوق أرسنال على فولهام؟
1- أسلوب الضغط العالي:
أظهر أرسنال تفوقًا واضحًا في الاستحواذ والضغط العالي منذ الدقيقة الأولى، حيث فرض الفريق أسلوبه على فولهام وأجبره على التراجع إلى مناطقه الدفاعية.
2- استغلال الأطراف:
ركز أرتيتا على الاختراق من الأطراف عبر مارتينيلي وساكا، وهو ما ظهر جليًا في الهدف الثاني الذي سجله الأخير بعد تمريرة رائعة من الجهة اليسرى.
3- المرونة التكتيكية:
قام أرتيتا بعدد من التعديلات التكتيكية خلال المباراة، حيث أدخل ساكا في وقت مثالي، كما عزز الوسط بالدفع بـ توماس بارتي في الدقائق الأخيرة لضمان تأمين النتيجة.
4- تألق خط الدفاع:
رغم استقبال الفريق لهدف في اللحظات الأخيرة، إلا أن ثنائي الدفاع جابرييل ماجالهاييس وويليام ساليبا قدما أداءً مميزًا، ونجحا في إحباط محاولات فولهام على مدار المباراة.
أرقام واحصائيات المباراة
- الاستحواذ: أرسنال (61%) - فولهام (39%)
- التسديدات: أرسنال (14) - فولهام (9)
- التسديدات على المرمى: أرسنال (7) - فولهام (3)
- الركنيات: أرسنال (6) - فولهام (4)
- الأخطاء المرتكبة: أرسنال (10) - فولهام (12)
أرتيتا يعلق على الفوز: “نواصل القتال حتى النهاية”

في تصريحات عقب اللقاء، أعرب المدرب ميكيل أرتيتا عن سعادته بالفوز، مشيدًا بأداء لاعبيه وخاصة بوكايو ساكا الذي عاد بقوة بعد الإصابة.
وقال أرتيتا: “قدمنا مباراة رائعة أمام خصم عنيد. كنا بحاجة لهذا الانتصار للحفاظ على آمالنا في المنافسة على اللقب. سعيد بأداء الفريق، لكن علينا الاستمرار في التركيز وعدم التراخي في المباريات المقبلة.”
ما القادم لأرسنال؟ هل يقترب أكثر من اللقب؟
بعد هذا الفوز، تنتظر أرسنال مواجهة مهمة أمام إيفرتون يوم 5 أبريل على ملعب جوديسون بارك، حيث يسعى الفريق لمواصلة سلسلة الانتصارات والبقاء في سباق الصدارة حتى الجولات الأخيرة.
من جانبه، سيلعب ليفربول مباراته المؤجلة قريبًا، وإذا تعثر فإن أرسنال قد يجد نفسه أقرب من أي وقت مضى لتحقيق حلم الدوري الغائب منذ موسم 2003-2004.
ختامًا: هل يمتلك أرسنال ما يكفي لمطاردة اللقب؟
لا شك أن أرسنال يعيش فترة رائعة هذا الموسم تحت قيادة أرتيتا، حيث يقدم الفريق كرة قدم ممتعة ويحقق نتائج إيجابية أمام كبار الدوري. لكن السؤال الأهم: هل سيستمر الفريق في هذا الأداء حتى النهاية أم أن الضغط في الأسابيع الأخيرة سيؤثر عليه؟
الجماهير تأمل في تحقيق المعجزة، والوقت وحده سيكشف ما إذا كان أرسنال قادرًا على قلب الطاولة وخطف اللقب من أنياب ليفربول أو مانشستر سيتي. في كل الأحوال، تبقى الجولات القادمة حاسمة في تحديد مصير المدفعجية هذا الموسم.