تشير التطورات الأخيرة في سوق الانتقالات الصيفية إلى تمسّك نادي روما الإيطالي بأحد أبرز لاعبيه الشباب، الأرجنتيني ماتياس سولي (22 عامًا)، بعدما رفض الجناح الطموح عرضًا جديدًا للانتقال إلى الدوري السعودي للمحترفين للمرة الثانية خلال موسم واحد.
مسيرة ناشئة في قلعة "الأولمبيكو"
انضم سولي إلى صفوف روما صيف 2023 قادمًا من يوفنتوس، بعد أن أثبت نفسه مع الفريق الأولمبي في دوريات الشباب الإيطالية ومشاركات معارٍ دفاعية في فيرونا وفيسنتسا. ورفع الجناح نسبة مشاركته هذا الموسم إلى 34 مباراة في مختلف المسابقات، سجّل خلالها 4 أهداف وصنع 2 آخرين، مسهمًا في قيادة الذئاب إلى المربع الذهبي لكأس إيطاليا والمركز الخامس في ترتيب الكالتشيو، ما أهّلهم إلى المربع الذهبي في الدوري الأوروبي للمرة الأولى منذ سنوات.
لماذا يرفض العرض السعودي؟
يفسر سولي، من خلال وكيله، رغبته في رفض عروض المملكة بعدة دوافع رئيسية:
- مرحلة التطوير المهني: يرى أن اللعب في أندية الصف الأول الأوروبية يتيح له الاحتكاك بمستويات تكتيكية وفنية عالية، كما يثري خبرته في البطولات القارية، وهو ما يصعب تحقيقه في الدوري السعودي رغم قوة المنافسات المحلية هناك.
- الطموح الدولي: يطمح سولي للانضمام إلى تشكيلة منتخب الأرجنتين الأولمبي أو حتى الأول، وبالتالي يعتمد على المشاركة المنتظمة في المسابقات الأوروبية لجذب أنظار الجهاز الفني الوطني.
- الاستمرارية التكتيكية: تحت قيادة المدرب الحالى لأروما، يتمتع بمركز ثابت في التشكيلة الأساسية، ما يضمن له تطورًا مستمرًا في أسلوب اللعب ومهاراته، في وقتٍ يتطلب فيه الانتقال إلى نادٍ جديد إعادة بناء الثقة وأوقات التأقلم.
دور روما في دعم المواهب الشابة

يعتمد روما في السنوات الأخيرة على سياسةٍ متوازنة لضم المواهب الشابة من دوريات الشباب الإيطالية والأجنبية، وإشراكها تدريجيًا في المباريات الرسمية. ومن أبرز الأمثلة، المدافع الشاب نونو مينديز والمهاجم لوكا باريلا، حيث ساهم هذا النهج في خفض تكاليف التعاقدات ومنح الفريق ديناميكية هجومية دفاعية متجددة. ويعتبر سولي امتدادًا لهذه السياسة التي تسعى إلى الدمج بين سقف الأجور المنضبط والقدرة على حصد البطولات المحلية والأوروبية.
السعودية تستهدف نجوم أوروبا
خلال الانتقالات الشتوية والصيفية الماضية، شهد الدوري السعودي سلسلة من التعاقدات المثيرة مع نجوم عالميين كالبرازيلي كوتينيو والإنجليزي هاري كين، في محاولة لتعزيز جاذبية البطولة ورفع مستوى المنافسة. لكنّ رفض سولي للانضمام دليلٌ واضح على أن بعض المواهب الشابة لا تزال تُقدّر التحديات القارية والفرص الرياضية التي توفرها أوروبا على حساب الإغراءات المالية في الدوري السعودي.
انعكاسات الرفض على خزائن روما

يمثّل رفض سولي فرصة مالية فريدة لروما، إذ لوضاعته التعاقدية في النصف الثاني من عقده تجعله مطلوبًا بقيمة سوقية تُقدّر بنحو 40–50 مليون يورو، وفق "ترانسفير ماركت". وبالتالي، يحافظ النادي على أصوله البشرية دون المخاطرة ببيعه بسوق انتقالات مزدحم، مع إمكانية ترشيح عروض أخرى من أندية أوروبية كبرى في الصيف المقبل، ما يعزز من منصبه التفاوضي.
ما الذي ينتظر سولي في الموسم المقبل؟
مع انتهاء الموسم الحالي وتحديد مركز روما الأوروبي، يتوقع أن يسعى المدرب الجديد (أو بقاء الحالي) إلى تعزيز خطوط الوسط والهجوم بتوقيع صفقات تكاملية، في حين يطمح سولي لاستثمار الموسم التحضيري الصيفي للمشاركة في كأس الأبطال الدولية أو دوري الأبطال. كما يتوقع النقاد أن يمنحه مدربه حرية اللعب على الجناح الأيسر أو كصانع ألعاب خلف المهاجم، ما يتيح له تنويع إسهاماته بين صناعة الفرص وانتهاز الهجمات المرتدة.
خلاصة المهمة: أوروبا أولًا
يُبرز قرار ماتياس سولي التمسك بالبقاء في روما وإعطاء الأولوية للتطور القاري على العروض الخليجية الطابع التجاري، نموذجًا للمواهب التي تتطلع إلى بناء مسيرةٍ طويلةٍ قائمة على الإنجازات الرياضية والظهور في بطولاتٍ كبرى. ومع انطلاق فترة الإعداد للموسم المقبل، يواجه جمهور الذئاب آفاقًا جديدةً لتطور جناحهم الشاب ولظهوره القوي في الملاعب الأوروبية، بعيدًا عن الأضواء والإغراءات المالية السريعة خارج "القارة العجوز".