عانى ريال مدريد قبل أيام ليتجاوز ضيفه أتلتيك بيلباو بصعوبة (1-0) على ملعب سانتياغو برنابيو، في مواجهة شهدت وقوع لحظات تحكيمية حاسمة أشعلت النقاش بين الجماهير والإعلام. وجاء هدف اللقاء الوحيد في الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني، وتحديداً عند الدقيقة 90+3، عبر تسديدة صاروخية من لاعب الوسط فيدي فالفيردي، لينهي بها صياماً استمر لأكثر من 120 دقيقة دون تسجيل في آخر مواجهتين للفريق الملكي.
تفاصيل المحطات التحكيمية المثيرة للجدل
إلغاء هدف فينيسيوس جونيور:
ألغى حكم المباراة هدف المهاجم البرازيلي بداعي التسلل بعد تمريرة عرضية من توني كروس. أظهرت اللقطات المتلفزة تواجد إندريك لاعب بيلباو متقدماً بقدمٍ واحدة على خط دفاع مدريد قبل استلام الكرة، وهو ما اعتبره خبير التحكيم ألفونسو بيريز في حديثه لـ”ماركا” تدخلاً شرعياً ضمن قواعد التسلل وعاملاً أساسياً في اتخاذ قرار الإلغاء.
مطالبة باستئناف اللعب من ركلة جزاء:
طالب لاعبو ريال مدريد بركلة جزاء بعد اختلال التوازن ما بين جودين ورودريغيز داخل منطقة الجزاء، غير أن بيريز أوضح أنّ الاحتكاك كان طبيعياً بين اثنين يتنافسان على الكرة، ولا يرتقي إلى مستوى الخطأ الذي يمنح ضربة جزاء.
تحليل خبير “ماركا” ألفونسو بيريز

تعدّ آراء بيريز مصدراً مهماً لفهم أسباب القرارين المذكورين، خاصة أن لديه خبرة تجاوزت 20 عاماً في تحليل لقطات الدوري الإسباني. وفي سياق التصريح حول هدف فينيسيوس الملغي، أكّد أن “اللاعب الباسكي إندريك شارك بفعالية في اللقطة بتحركه المتقدم قبل تنفيذ التمريرة، ما يُصنّف ضمن حالات التسلل الواضحة وفق المادة 11 من قانون اللعبة”. أما عن مطالبة ركلة الجزاء، فقد اعتبرها “احتكاكاً مشروعا لا يصل إلى حد تحريك الكرة أو عرقلة واضحة”.
انعكاسات القرارات على ترتيب الليغا
رفع ريال مدريد رصيده إلى 69 نقطة، متصدراً المركز الثاني بفارق 4 نقاط خلف برشلونة (73 نقطة)، مع بقاء 5 جولات على نهاية الموسم. وتأثر موقف بيلباو بعد هذه الخسارة، إذ توقف عند 52 نقطة في المركز السابع، مما يصعّب عليه المنافسة على مقعد مؤهل إلى أوروبا. ويرى مراقبون أن الحسم في سباق اللقب سيأتي من استغلال ريال مدريد لفرصه أمام منافسيه المباشرين، وأيضاً من تماسك دفاعه، الذي بدا في بعض الفترات غير متماسك أمام هجمات الضيوف.
موقف المدربين وردود الفعل
كارلو أنشيلوتي (ريال مدريد):
أشار المدرب الإيطالي في مؤتمره الصحفي إلى رضاه عن الروح القتالية التي أظهرها لاعبو فريقه، مؤكداً أن القرارات التحكيمية لا تؤثر على تركيزه طالما التقى الفريق على هدف الفوز.
مارسلينو غارسيا (أتلتيك بيلباو):
ذكر مدرب بيلباو أن فريقه استحق أكثر من مجرد نتيجة التعادل، وأنه يشعر بـ”الظلم” نتيجة إلغاء الهدف الذي سجله فينيسيوس، رغم أنه اعترف بصعوبة المباراة أمام خصم يملك خبرة الأدوار الحاسمة.
خلفية عن تاريخ المواجهات

التقى ريال مدريد وأتلتيك بيلباو في الدوري الإسباني أكثر من 180 مرة، حيث تميل الأفضلية إلى صفوف الملكي بـ99 فوزاً مقابل 47 انتصاراً للباسك، فيما حسم التعادل 34 مباراة. وعلى ملعب سانتياغو برنابيو، حقق أصحاب الأرض نسبة انتصارات وصلت إلى 65% من المباريات السابقة، مما يزيد من ضغوط بيرنابيو على أي ضيف يبحث عن النقاط الثلاث.
دور تقنية القرار الفيديوي (VAR)
استُخدمت تقنية الـVAR في اللقطتين المذكورتين، إذ قام الحكم المساعد بمراجعة اللقطات عبر شاشة بالقرب من الخطوط الجانبية قبل إعلان قراره بإلغاء هدف فينيسيوس ورفض احتساب ركلة الجزاء. ورغم انتقادات بعض الجماهير لتأخر الإعلان عن القرار، إلا أن بيريز اعتبر التريث “في مصلحة تطبيق الدقة”، ملمحاً إلى أهمية وضوح التواصل بين الحكم الرسمي والمساعد الصوتي في غرفة الفيديو.
ماذا بعد؟
يمر ريال مدريد بفترة حاسمة في مشواره نحو الحفاظ على اللقب، إذ تنتظره مواجهات مع أوساسونا، إشبيلية، وفياريال، قبل الختام بمواجهة قمة أمام إسبانيول. وسترتكز خطط أنشيلوتي على التضحية أحياناً بالاحتفاظ بالاستحواذ لتعزيز الأمان الدفاعي، مع الاستمرار في الاعتماد على مفاتيح فالفيردي وبنزيما وفي الدقيقة الأخيرة على فينيسيوس. أما أتلتيك بيلباو، فسيحاول مصالحة جماهيره عبر تحقيق الفوز في الجولات المقبلة، والتأكيد على أنه لا يزال منافساً قوياً في الكأس المحلية.