تتجه أنظار عشاق كرة القدم العالمية مساء السبت نحو ملعب "لا كارتوخا" بمدينة إشبيلية، حيث تقام قمة كروية مرتقبة تجمع بين برشلونة وغريمه التقليدي ريال مدريد، في نهائي كأس ملك إسبانيا. مواجهة الكلاسيكو دائمًا ما تحمل طابعًا خاصًا، إلا أن هذه النسخة تأتي بطابع أكثر حماسة بسبب التألق اللافت لبعض النجوم الذين قد يكون لهم كلمة الحسم، وعلى رأسهم البرازيلي رافينيا دياز والفرنسي كيليان مبابي.
رافينيا.. كابوس ريال مدريد
يدخل رافينيا الكلاسيكو بروح معنوية عالية، حيث أصبح في الفترة الأخيرة يشكل صداعًا دائمًا لدفاعات ريال مدريد. الجناح البرازيلي تمكن من المساهمة بشكل مباشر في ستة أهداف خلال مواجهاته الأخيرة أمام الفريق الملكي، حيث سجل ثلاثة أهداف وصنع مثلها، ليكون ريال مدريد ثاني أكثر فريق يتألق ضده رافينيا بعد ريال بيتيس. ويأمل جمهور برشلونة أن يواصل نجمهم البرازيلي تألقه اللافت ويقود الفريق نحو تحقيق لقب غالٍ يعزز من موسم البلوغرانا.
مبابي.. ماكينة الأهداف في النهائيات
وفي المقابل، تبدو الكتيبة المدريدية متسلحة بنجمها الأبرز كيليان مبابي، الذي تحول إلى تميمة حظ حقيقية لفريقه في المباريات النهائية، وفقاً لما أكدته صحيفة "آس" الإسبانية. المهاجم الفرنسي أثبت مراراً أنه ماكينة أهداف لا تعرف التوقف، إذ لم يغب عن التسجيل في آخر ست مباريات نهائية خاضها مع الأندية، سواء مع باريس سان جيرمان أو ريال مدريد. هذا الموسم تحديداً، تمكن مبابي من هز الشباك في ثلاث مناسبات نهائية لصالح الفريق الملكي، مما يجعل حضوره في النهائي المرتقب مؤشراً إيجابياً لكتيبة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
صراع الهدافين: إندريك ضد فيران توريس
الكلاسيكو المنتظر لا يتوقف عند مواجهة رافينيا ومبابي فحسب، بل يشهد أيضاً صراعاً مثيراً بين الشابين إندريك وفيران توريس، اللذين يتنافسان بقوة على لقب هداف بطولة كأس ملك إسبانيا هذا الموسم. كلا اللاعبين يملك في جعبته خمسة أهداف حتى الآن، ما يجعل هذه المواجهة فرصة إضافية لإبراز قدراتهما التهديفية على واحدة من أكبر المسارح الكروية.
معركة تكتيكية بين أنشيلوتي وشافي

وبينما ينتظر الجميع رؤية من ستكون له الكلمة العليا في موقعة الكأس، فإن المعطيات تشير إلى أن المواجهة ستكون تكتيكية من الطراز الرفيع، مع اعتماد برشلونة على مهارات رافينيا وتحركاته الذكية خلف دفاعات الخصم، بينما سيعتمد ريال مدريد على سرعة ومهارة مبابي في استغلال المساحات وقيادة الهجمات المرتدة.
التحديات الذهنية والبدنية
التحديات أمام الفريقين لا تقتصر فقط على الجانب الفني، بل تمتد إلى الجانب الذهني والبدني، خاصة أن نهاية الموسم تكون دائماً مليئة بالضغوط. برشلونة يسعى لتحقيق اللقب من أجل مصالحة جماهيره بعد موسم محلي متقلب، بينما يطمح ريال مدريد لتعزيز خزانته بلقب جديد، تأكيداً لسطوته المستمرة على الألقاب المحلية والقارية خلال السنوات الأخيرة.
رافينيا ومبابي.. من سيخطف الأضواء؟
رافينيا يعلم جيداً أن تألقه أمام ريال مدريد يمنحه فرصة لكتابة اسمه بأحرف من ذهب في سجلات الكلاسيكو، خصوصاً إذا ما قاد برشلونة لتحقيق الفوز في مباراة تحمل طابعاً خاصاً، حيث أن الفوز بالكأس أمام الغريم التقليدي دائماً ما يكون له طعم مضاعف. في حين يأمل مبابي أن يواصل سلسلة النهائيات المثالية، ويؤكد من جديد أنه الصفقة الذهبية لريال مدريد هذا الموسم.
الأرقام القياسية في الميزان

ولا تغيب أيضاً الأرقام القياسية عن هذا النهائي المرتقب، إذ يتطلع الفريقان لتحطيم العديد من الأرقام، سواء على مستوى عدد الألقاب أو سجل المواجهات المباشرة في الكأس. فبرشلونة يسعى لتعزيز رقمه كأكثر فريق تحقيقاً للقب الكأس، بينما يحاول ريال مدريد تقليص الفارق وتحقيق لقب جديد يدعم موسمه الرائع محلياً وأوروبياً.
خلاصة الكلاسيكو
كل المؤشرات تنبئ بأن عشاق كرة القدم سيكونون على موعد مع سهرة كروية مليئة بالإثارة والندية في كلاسيكو لا يقبل القسمة على اثنين، مع احتمالية كبيرة أن يكون رافينيا أو مبابي هما النجم الأبرز على مسرح "لا كارتوخا" في واحدة من أهم مباريات الموسم.