لم تثنِ الهزيمة بهدف دون رد على ملعب الإمارات حارس أرسنال الإسباني دافيد رايا عن رفع سقف الطموحات قبل مواجهة الإياب أمام باريس سان جيرمان في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. رغم ابتعاد “الغانرز” بخطوة واحدة خلف التأهل، فإن تصريحات الرايا النارية تمنح جماهير النادي العريق جرعة تفاؤل كبيرة وثقة بأن الفريق قادر على قلب المعادلة خارج الديار.
تقييم رايا للأداء في الذهاب
في حوار مع شبكة “بي بي سي سبورت”، أكد دافيد رايا أن تشكيلة ميكيل أرتيتا قدمت “عرضاً إيجابياً” على مدار 75 دقيقة بعد الهدف المبكر الذي سكن شباكهم. وقال الحارس:
“واجهنا صدمة الهدف في الدقيقة الرابعة، لكن بعدها استرجعنا زمام التحكم بالكرة وصنعنا فرصاً حقيقية. دوناروما أنقذنا في أكثر من مناسبة، لكنني واثق بأننا سنعيد الكرة إليه في الإياب بهدف فكّ طلاسم المواجهة.”
هذه الكلمات تعبّر عن فلسفة أرسنال في البطولة الأوروبية هذا الموسم، إذ يعتمد الفريق على التماسك الدفاعي مع القدرة على تصعيد الهجمات عبر جبهتي اليمين واليسار، خصوصاً عبر بوكايو ساكا وجابرييل مارتينيلي.
أسباب ارتفاع معدل التصديّات
أبرز رايا الدور الكبير الذي لعبه في تنظيم الدفاع أمام سرعة الأطراف الباريسية. وأضاف:
“باريس سان جيرمان يملك عناصر هجومية من طراز رفيع، ويبدأ اللعب من الأمام بضغط شديد. مهمتي أنهاك المهاجمين وتقليل فرصهم لمساحات الخصم، وسعينا للسيطرة على العمق الدفاعي عبر التواصل المستمر مع المدافعين.”
في مواجهة الذهاب، بلغ عدد تصديات رايا خمس تصديات حاسمة، منها انقاذ تصويبة مبابي من مسافة قريبة، وذلك يعكس جاهزيته للمهمة الصعبة في “حديقة الأمراء”، حيث يدرك أن أي هدف مبكر قد يربك تركيبة أرسنال التكتيكية.
السيناريوهات المباشرة قبل الإياب
يرى الحارس الإسباني أن أرسنال يمتلك رصيداً معنوياً مهماً بفضل الأداء الجيد خارج ملعبه في دوري الأبطال هذا الموسم. وأشار إلى:
“لدينا خبرة مباريات صعبة خارج ديارنا، وكنا قريبين من تحقيق ريمونتادا في أدوار سابقة. إذا لعبنا بالانضباط نفسه واستغللنا الفرص المبكرة، يمكننا قلب المباراة.”
سيناريو الفوز بفارق هدفين يضع مدفعجية لندن في الموعد التاريخي؛ إذ لم يصل الفريق إلى نهائي البطولة منذ عام 2006، بينما يراهن خبراء على إمكانية تحول “الإمارات” إلى نقطة انطلاق قوية في باريس.
نقاط القوة التي يتمسك بها أرسنال

- تنظيم الخطوط: أعاد أرتيتا لوسط ملعب لندن هيبته عبر ثلاثي البدلاء إدوار ميندي وغرانيت تشاكا وماتيو جندوزي، ما مكّن رايا من تحييد الخطورة عبر المراقبة المثلى للمساحات.
- التحولات السريعة: اعتمد “الغانرز” على تمريرات الكرة الطويلة من الدفاع للهجوم، مستفيدين من انطلاقات نيكولاس بيبي على الجهة اليمنى.
- الخبرة الدفاعية: مع إضافة بن وايت إلى تشكيل الدفاع، تحسنت قراءات رايا لتوقع مسارات المهاجمين، ما زاد من فرص السيطرة على الكرات العرضية.
هذه الركائز الثلاث تشكل الأساس الذي سيبني عليه أرتيتا ورايا خطة مباراة الإياب، مع ضرورة توخي الحذر وتفادي الأخطاء الفردية التي كلفتهم هدف ديمبيلي المبكر.
التحديات المنتظرة في باريس
وسط أجواء حديقة الأمراء الساحرة والجماهير المتعطشة لبلوغ النهائي، تنتظر رايا والمجموعة تحديات عدة:
- ضغط جماهيري عالي الصوت: يزيد من صعوبة التواصل بين الحارس والمدافعين.
- سرعة الأطراف: يجب إغلاق المساحات أمام أشلي جيمس وديمبيلي، مما يستوجب تحركاً ديناميكياً مستمراً.
- تعدد خيارات مدى البعيد: يميل بي إس جي لكثرة التسديدات من خارج المنطقة، ما يجعل جاهزية رايا لصد الكرات الصاروخية أمراً حاسماً.
لكن رغم كل ذلك، يملك أرسنال عاملي الثقة والمعنويات المرتفعة في حارسه الأول، الذي يؤكد:
“لو أننا سجلنا هدفاً خارج ملعبنا أولاً، ستصبح المواجهة مفتوحة تماماً لصالحنا. أعرف أن المهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة.”
الخلاصة قبل الدقائق الحاسمة

تتجه الأنظار إلى 7 مايو، موعد انطلاق صافرة إياب نصف النهائي في باريس، حيث يلتقي الإصرار الإنجليزي بالألقاب الفرنسية. ثقة دافيد رايا في زملائه وخبرته في البطولات الأوروبية قد تصنع الفارق، وتعيد أرسنال إلى منصة التتويج الأهم بعد طول انتظار. وبينما يواصل المدرب ميكيل أرتيتا تجهيز تشكيلة متوازنة، يبقى السؤال: هل تنجح ذخيرة “المدفعجية” في اختراق حصون “حديقة الأمراء”، أم سيكون سلاح إدارة الضغط الجماهيري والنجوم الباريسية أبلغ؟ الأيام القليلة القادمة كفيلة بكشف هوية المتأهل إلى النهائي.