عبء التكهنات واحتدام الصراع السعودي
مع تألق رافينيا اللافت هذا الموسم تحت قيادة المدرب هانز فليك، وبلوغه مستوىً لم يشهده حتى في أندية أوروبا التي لعب لها سابقاً، انتشرت منذ أسابيع أنباءٌ غير مؤكدةٍ تربطه بهواية الأندية السعودية في ضم نجوم كبار. نقل موقع “فوتبول كو” عناوين تفيد بفتح الهلال خط المفاوضات معه تمهيداً لإقناعه بقميص “دوري روشن”، لكن هذه المزاعم اصطدمت سريعاً بواقعية مانشيتات “كادينا سير” الكتالونية عبر برنامج “Què T’hi Jugues”، الذي أكد أن لا عروض رسمية على الطاولة وأن النادي ينوي تجديد عقده حتى صيف 2028 براتبٍ أعلى.
طقس الزحف الذي كتب النهاية
لعلّ أكثر الصور إثارةً كانت تلك اللقطة المؤثرة التي نشرتها ناتاليا يوم لعب برشلونة مباراةً وديةً على ملعب مونتجويك، إذ شاهدنا رافينيا زاحفاً على ركبتيه نحو خط التماس، في طقسٍ بات يكرّره نادراً في مسيرته. سبق وأن أطلقه مع ليدز يونايتد عام 2022 احتفالاً ببقاء الفريق في الدوري الإنجليزي، لكن هذه المرّة حمل هذه الركعة معنىً مغايراً تماماً، إذ كانت رسالةً مدرسيةً في الولاء والإيمان بالمستقبل داخل “كامب نو”.
رسالة الدموع تتحدث عن وحدة المسار
رفينيا نفسه لم يفتح فمه إعلامياً، بل اكتفت ناتاليا بالتعليق على فيديو الزحف قائلةً عبر حسابها على إنستجرام:
“أبكي شوقاً وامتناناً… الله وحده يعلم من أين أتينا وإلى أين نسير الآن. شكراً لكل صلاةٍ ودعاءٍ تحقق. أراكم الموسم القادم.”
لم تذكر الهلال ولا الدوري السعودي، لكنها ختمت بالكلمات التي لا تحتمل التفسير: “نراكم في الموسم القادم”، إيحاءً واضحاً بأن الجناح البرازيلي يعتزم الاستمرار في أزقة برشلونة وخطط فليك للموسم المقبل.
أرقامٌ تفرض صمت المنافسين
الموسم الحالي كان الأفضل في مسيرة رافينيا حتّى الآن، فقد خاض 52 مباراةً في جميع المسابقات، سجّل خلالها 34 هدفاً وصنع 25 تمريرة حاسمة، حسب بيانات “سوكار” و”أوبتا”، ما جعل اسمه يتصدّر قوائم المرشحين لجائزة الكرة الذهبية. علماً أن تألقه لم يقتصر على الأرقام الفردية، بل شمل دوره الدفاعي في الضغط على حامل الكرة، المعدّل الذي بلغ 2.1 اعتراضاً ناجحاً في المباراة الواحدة، وهو ما لفت انتباه أنظار مديري الأندية الصاعدة مالياً.
التجديد القادم يطمئن الجماهير
بحسب “Què T’hi Jugues” على “كادينا سير”، يتفاوض برشلونة حالياً مع ممثلين عن رافينيا على إضافة موسمٍ إضافي لعقده الذي كان ممتداً حتى 2027، ليصبح حتى صيف 2028، مع زيادةٍ في الراتب تصل إلى 20% مقارنةً بعقده الحالي. الصفقة، التي ينتظر الإعلان عنها رسمياً خلال الأيام المقبلة، ستحمي النادي من أي محاولةٍ لرصد شرطٍ جزائيٍّ منخفضٍ قد يتيح دخوله في مزايدةٍ شبيهةٍ بتلك التي عرفناها في صفقات مبابي أو فينيسيوس.
كيف سيبدو الموسم المقبل بوجود رافينيا؟
عودة الجناح البرازيلي بقوةٍ إلى حسابات فليك ستمنح برشلونة خياراً إضافياً في بناء الهجوم:
- ثنائي الأجنحة المتحرك: سيشكّل مع لامين يامال ثنائياً فتاكاً للانطلاقات من العمق والدعم الدفاعي على حد سواء.
- دورٌ تكتيكيٌ جديدٌ: قد يتحول في بعض المباريات إلى مركزٍ متوسطٍ ثانٍ خلف الهجوم ليستفيد منه خط الظهر في الانطلاق للعمق.
- تعزيز المنافسة على الكرات الثابتة: نظراً لقدراته الهوائية والاستفادة من سرعته في الكرات المرتدة.
ختامٌ يليق بأسطورةٍ مستمرةٍ
بين رسائل الزحف المؤثرة وطمأنينة ناتاليا لمسار العلاقة مع النادي، يحسم رافينيا الجدل حول مستقبله بأقوى لافتةٍ ممكنةٍ: البقاء. صفقة التجديد على الأبواب، والأرقام شاهدةٌ على أن ولاءه لقميص برشلونة أقوى من أي مغرياتٍ خارجيةٍ، وبات بإمكان جماهير “كامب نو” التحضير لموسمٍ جديدٍ يحمل توقيع “الملك المتجدد” في أجنحة “البلوجرانا”.