
في مفاجأة هزّت أروقة نادي الهلال قبل ساعات من المواجهة المنتظرة أمام القادسية في ختام دوري روشن، بات الأزرق أمام تحدٍّ جديد أضاف بعدًا دراميًا على صراعه مع النصر على بطاقتي التأهل إلى دوري أبطال آسيا للنخبة.
ورغم أن الهلال كان يتهيأ لخوض مواجهة سهلة نسبياً ضد ضيفه القادسية، إلا أن قرار مركز التحكيم الرياضي السعودي في ملف حارس العروبة رافع الرويلي قلب الأمور رأسًا على عقب.
قرار تحكيمي يُشعل المنافسة
أفادت صحيفة “الشرق الأوسط” بأن هيئة التحكيم المنبثقة عن مركز التحكيم الرياضي أصدرت حكمها النهائي، أمس، بقبول احتجاج نادي النصر ضد مشاركة رافع الرويلي في مباراة الجولة 23 أمام العروبة.
ومنح النصر النقاط الثلاث رسميًا، ما رفع رصيده إلى 70 نقطة، ليقلّص الفارق مع الهلال المتصدر (72 نقطة) إلى نقطتين فقط قبل جولة الختام، في مشهد أشبه بزوبعة تجتاح سباق القمة في دوري روشن السعودي.
التفاصيل أوردتها صحيفة “الجزيرة” موضحةً أن الحكم جاء بأغلبية الأصوات بين المستشارين حسان السيف وعلاء ناجي، فيما تحفظ المستشار أحمد أبو عمارة على القرار.
هذا الخلاف الجزئي داخل هيئة التحكيم يزيد من لهيب النقاش القانوني حول اختصاصات المركز وملاءمة تدخله في نتائج المباريات، لا سيما أن لائحة الاحتراف تعيد مثل هذه القرارات إلى لجان الانضباط المحلية.
جولة 34 تنتظر صيغة المشهد النهائي
مع تبقي مباراة الهلال والقادسية على ملعب جامعة الملك سعود، يراقب الجميع ما ستسفر عنه نتائج جولة الختام من دوري روشن، إذ يحلّ النصر ضيفًا على الفتح، بينما يستضيف الهلال فريق القادسية مساء الاثنين.
- في حال فوز النصر وتعثر الهلال: يخطف النصر بطاقة التأهل الثانية حتى لو تعادل الفريقان في النقاط، لانتصاراته المباشرة (2-1 و3-0) على الأزرق.
- في حال فوز الهلال: يؤمن بطاقة التأهل الآسيوي ويختتم موسمه بالصدارة دون مطاردة.
هذه المعطيات خلقت أجواءً ضاغطة على لاعبي الهلال وجهازهم الفني بقيادة الأرجنتيني رامون دياز، الذين وجدوا أنفسهم أمام احتمالين مصيريين: حسم الوصافة بالفوز، أو ترك الباب مفتوحًا لخصمهم التقليدي لإحباط أحلامهم القارية.
القادسية يردّ التحية بتشكيل مكتمل
وليس هذا فحسب، بل فجّر القادسية مفاجأة غير سارة للهلال، حين خرجت صحيفة “الرياضية” السعودية بكشفٍ مفاده أن الإسباني ميشيل جونزاليس، مدرب القادسية، ينوي الاعتماد على التشكيل الأساسي بالكامل أمام الأزرق.
تقضي الخطة بإشراك كل الأجانب على رأسهم النجم بيير إيمريك أوباميانج، الذي أبدى جاهزية تامة وفق ما أشار إليه الإعلامي عبد العزيز العصيمي عبر حسابه في “تويتر”.
وكانت بعض وسائل الإعلام قد رجّحت في الأيام الماضية أن يمنح المدرب الفرصة للاحتفاظ بنجومه للمباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين ضد الاتحاد في 30 مايو، إلا أن الموقف المتأزم في الدوري دفعه للتراجع واللعب بكل أوراقه أمام الهلال لتأكيد الصدارة الحوثمة.
أصداء قانونية وضغوط جماهيرية

اتخذ قرار مركز التحكيم الرياضي بعدًا قانونيًا واسعًا، إذ فتح نقاشًا مستفيضًا بين المختصين حول صلاحية المركز في النظر بقضايا أهلية مشاركة اللاعبين أو اقتصر اختصاصه على النزاعات التعاقدية والمالية فقط، كما نصت لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بحسب ما أشار إليه عدد من المحللين القانونيين.
وفي المقابل، تلفت الأنظار إلى الضغط الجماهيري الهائل الذي يمارسه أنصار الهلال والنصر عبر مواقع التواصل، حيث شهدت الساعات الماضية هاشتاجات تطالب بإعادة النظر في القرار، معتبرين أن سمعة الدوري السعودي واحترفيته تتطلب ضبطًا صارمًا للإنصاف.
"الفيحاء" الضحية الثالثة؟

وفي سياق متصل، ترددت تساؤلات حول مصير فريق الفيحاء، الذي سبق أن تقدم باحتجاجٍ مماثل ضد مشاركة رافع الرويلي، إلا أنه لم يُمنح النقاط رغم تشابه ملفيهما.
وشدّد الناقد الرياضي صالح الحناكي على تناقض التعامل مع احتجاجي النصر والفيحاء، مطالبًا بتوحيد المعايير قبل طباعة جدول المسابقة النهائي.
القراءة الختامية… ودروس للموسم المقبل
مع دقات الساعة الأخيرة قبل ركلة البداية، تبدو مباراة الهلال والقادسية أكثر من مجرد لقاء في الجولة 34؛ إنها امتحان للانضباط القانوني والروح الرياضية في دوري روشن.
فالنتيجة التي ستسفر عنها لن تحدد مجرد وصيف آسيوي، بل ستُسجّل درسًا في كيفية إدارة الأزمات التحكيمية والقانونية التي قد تعصف بسمعة أي بطولة.
وفي انتظار صافرة النهاية، ينصبّ الاهتمام على قدرة الهلال على تجاوز ضغط المواجهة والقرارات الخارجية، ورد التحية لقادسيةٍ لا يقبل المجاملة، فيما يترقب النصر ومعه الجماهير القفزة النارية نحو كرسي التمثيل الآسيوي.
وسينتظم الموسم بدروسٍ جديدة في إدارة الأزمات، تُدرس لتوفير استقرار أكبر في المواسم المقبلة.