أبعاد الأزمة وأسباب الانقطاع
أفاد تقرير نشره موقع "إل ديسمارك" الإسباني بأن موجة الضغط على الشبكة الكهربائية الوطنية أدّت إلى انهيار جزئي للخدمات في مناطق واسعة، شملت محطات توليد رئيسية ومراكز توزيع فرعية. وتشير المعلومات الأولية إلى أن زيادة استهلاك الكهرباء، بسبب ارتفاع درجات الحرارة المفاجئ هذا الأسبوع، إلى جانب بعض الأعطال التقنية في محطات الغاز الطبيعي، تسبَّبت في سلسلة أعطال متلاحقة أدّت إلى خسائر كبيرة في الإمداد الكهربائي.
- المناطق المتضررة: أكد مرصد الطوارئ الحكومي توقف التيار في كتالونيا ومدريد وأندلوسيا، بينما شهدت عدة محافظاتَ في البرتغال جنوب لشبونة وألغارفي انقطاعاً مطولاً.
- آثار جانبية: بالإضافة إلى المحطات، تأثرت شبكات الاتصالات والإنترنت في بعض المدن، مما أعاق عمليات التنسيق بين الجهات الرسمية ومشغلي النقل.
تعطّل حركة الطيران وضياع خطط الوصول
الانقطاع الكهربائي أثر على عمل مطارات رئيسية عبر أسبانيا، حيث توقفت أنظمة الإضاءة الأرضية وأبراج المراقبة بدوام جزئي. ونتيجة لذلك:
- تأجيل عدة رحلات: أعلنت مؤسسة "آينّا" المشرفة على المطارات تأجيل أكثر من 120 رحلة داخلية وخارجية، منها بعض حركات الطيران المقررة لإيصال بعثة إنتر ميلان إلى برشلونة.
- تكدس المسافرين: شهد مطار براجول سرفيس ضغطاً خانقاً على مكاتب بيع التذاكر ومنافذ التغذية، في حين اضطر عدد من المشجعين الإيطاليين إلى البحث عن سكك بديلة للوصول إلى المدينة.
- انخفاض في مستوى الخدمات الأرضية: تعطلت مكاتب استئجار السيارات وخدمات الأتوبيسات المؤدية إلى وسط برشلونة، ما زاد من تعقيد مهمة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) لتأمين انتقال الفرق.
مصير المباراة بين يدي الاتحاد الأوروبي
وفقاً لـ"إل ديسمارك"، بدأت مسوؤلو الاتحاد الأوروبي لكرة القدم التواصل مع الناديين والجهات المحلية لبحث إمكانية تأجيل المواجهة أو تعديل توقيتها. وفي هذا السياق:
- خيار التأجيل: يدرس الاتحاد ترحيل مباراة الذهاب إلى موعد لاحق (ربما الخميس أو الجمعة) إذا استمر انقطاع الكهرباء. ويُنظر أيضاً في نقلها إلى استاد "كامب نو" نظراً لامتيازاته اللوجستية وقدرته الاحتياطية على الاستقلال بالطاقة عبر مولدات طوارئ.
- حلول طارئة: يوفر "UEFA" مولدات كهربائية متنقلة يمكن تركيبها في محيط الساحة الرياضية؛ كما أُدرجت فرق فنية من شركة توزيع الكهرباء الوطنية للتدخل السريع حال استمرار الانقطاع.
ردود أفعال الأندية واللاعبين

لم يصدر عن برشلونة أو إنتر ميلان أي بيان رسمي حتى اللحظة، لكن مصادر مقرّبة من النادي الكتالوني أكّدت لـ"إل ديسمارك" أن الأولوية تنطلق من سلامة اللاعبين والجماهير على حد سواء، وأن المناورات التكتيكية لهذا اليوم مرهونة بحل مشكلة الوصول والإقامة:
“اللاعبون سيؤدون حصتهم التدريبية على أرضية 'لوييس كومبانيس' كما هو مقرر بعد الظهر، لكننا نحتفظ بخيارات بديلة للتدرب في مراكز قريبة مزوّدة بإمداد ذاتي للكهرباء”، وفق تصريحٍ لأحد أعضاء الجهاز الإداري للنادي.
من جهته، فرضت إدارة "النيرازوري" الإيطالي على مسافريها تأكيد وصولهم إلى برشلونة قبل ساعات من بداية المباراة، مع حجز فنادق احتياطية في ضواحي المدينة، في حال تأخرهم عن رحلة الطيران الرسمية.
تداعيات مالية وتسويقية
قد تترتب على التأجيل خسائر مالية ضخمة، إذ ترتبط حقوق البث التلفزيوني والإعلانات بأوقات محددة مسبقاً. وتعليقاً على الأمر:
- شبكات البث: وهيئة "بي إن سبورتس" المالكة لحقوق النقل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أعلنت استعدادها لدفع رسوم إضافية إذا تطلّب الأمر تمديد اتفاقية النقل لبضعة أيام.
- الرعاة المحليون: طالب بعضهم بضمانات حول أقساط الرعاية المقترنة بالمباراة، خشية ضياع فرص الدعاية المباشرة قبل وبعد صافرة النهاية.
ذكريات الماضي وحلول مستقبلية

ليست هذه المرة الأولى التي تؤثر فيها أعطال الكهرباء على مباريات كبيرة في إسبانيا؛ ففي 2019 تسبب عطل مماثل في تأجيل مباراة محلية بالدوري أمام ريال مدريد. واستجابةً لذلك، بدأت الحكومة الإسبانية جهداً لتعزيز مشاريع الشبكات الذكية (Smart Grids) وزيادة طاقة التخزين الاحتياطي عبر البطاريات العملاقة ومحطات الرياح الشمسية في الأندلس.
خلاصة السيناريوهات المحتملة
- عودة الكهرباء في الساعات المقبلة: ستُقام المباراة كما هو مخطط له عند الساعة 21:00 بتوقيت وسط أوروبا، وستتجنّب المدن والملعب أي تأثيرات إضافية.
- التأجيل ليومين: تبقى الخيار الأسهل إن استمر الحظر الكهربائي وسوء حركة الطيران، مع احتمال نقل اللقاء إلى "كامب نو".
- الاعتماد على الطاقة الاحتياطية: تركيب مولدات طوارئ في الاستاد وتأمين خدمات الإقامة والنقل للفريقين دون تعديل التوقيت.
خاتمة
يراقب عشاق “اللقب الأغلى” عن كثب تطوّر هذا الملف، الذي يجمع بين تحديات البنية التحتية والتنظيم الرياضي، ويؤكد مرة أخرى ضرورة التنسيق المسبق بين الجهات الحكومية والاتحادات الرياضية لضمان انسيابية الحدث وتجنّب خسارة الملايين وحرمان الجماهير من متابعة قمة أوروبية من العيار الثقيل.